تواكبت محاولات الدول المختلفة لنقل العاصمة مع مراحل بناء الدول والأمم والتى تأتى عادة مع بدء مراحل انتقالية ممهمة فى تاريخها. وسبقت مصر فى تجربة نقل العاصمة فى العصر الحديث عدة دول لأسباب عدة منها الاقتصادى والتجارى والعسكرى والجغرافي. ومن الأمثلة العالمية الشهيرة فى هذا الإطار نقل العاصمة روسيا«موسكو «، إلى مدينة »سان بطرسبرج« عام 1712 ثم عودتها مرة أخرى إلى «موسكو» عام 1918، وذلك خلال الحرب العالمية الأولى.وهناك كندا التى تناوبت عاصمتها فى القرن التاسع عشر ما بين كيبيك وتورونتو، واستقر الأمر على أوتاوا منذ عام 1857.كما كانت هناك منافسة بين مدينتى سيدنى وملبورن أكبر مدينتين فى أستراليا على لقب العاصمة، وفى 1927 وجدت السلطات أنه من الأفضل أن تكون كانبيرا العاصمة لوقوعها فى منتصف المسافة تقريبا بين سيدنى وملبورن.
أما البرازيل فنقلت عاصمتها من ريو دى جانيرو إلى برازيليا عام 1961، وذلك بعد أن أصبحت مدينة ريو دى جانيرو مكتظة جدا بالسكان.
وفى الهند، كانت مدينة كالكوتا هى عاصمة البلاد حتى عام 1911، ثم تم نقل العاصمة إلى مدينة دلهى أثناء فترة الاستعمار البريطاني، ولكنها انتقلت فيما بعد إلى مدينة نيو دلهى فى 1947 بعد الاستقلال.
وفى كازاخستان - إحدى جمهوريات الاتحاد السوفييتى السابق - نقلت السلطات العاصمة من مدينة ألما آتا «المعاطي» إلى الآستانة عام 1997، لكى تكون بعيدة عن الدول المحيطة بيها والتى كانت تعانى فى هذا الوقت من اضطرابات سياسية.
ومن أقرب الأمثلة على تغيير العاصمة، نيجيريا، التى شهدت نقل العاصمة من مدينة لاجوس الكبيرة إلى أبوجا التى أصبحت العاصمة الاقتصادية منذ عام 1991، وجاء التغيير بسبب أن الأولى - وهى واحدة من أكبر مدن أفريقيا - لم تعد تصلح مقرا للحكومة لازدحامها السكانى الشديد، فضلا عن حرارة الجو بها والرطوبة العالية.
وكانت أبيدجان عاصمة كوت ديفوار الاقتصادية، وأكبر مدنها، إلى أن قرر زعيم الاستقلال فيليكس هوفويت بوانيه فى الستينيات من القرن الماضى بناء عاصمة جديدة فى مكان ولادته، فأصبحت ياموسوكرو عاصمة البلاد عام 1983.
وفى باكستان، قررت الحكومة فى 1959 نقل عاصمتها من كراتشى الجنوبية إلى إسلام آباد فى الشمال، التى بدأ العمل على بنائها عام 1961، وتطلب ذلك عقودًا لتصبح جاهزة.