بعد الضربات الجوية الناجحة للجيش المصرى على معاقل تنظيم داعش الارهابى فى مدينة درنة الليبية، وما تبعها من ردود فعل دولية، سيطر الترقب وتوجهت الأنظار تجاه التنظيمات والفصائل المسلحة المتواجدة على الأراضى الليبية وردود أفعالها ، وهنا نتناول طبيعة هذه التنظيمات ، التى من المؤكد أنها ألغام فى طريق أى تسوية سياسية محتملة فى ليبيا، وكذلك انتماءاتها وولائها وأهدافها وعلاقاتها بالإخوان و داعش والقاعدة. وتشير العديد من المؤشرات إلى وجود علاقات وثيقة بين تلك التنظيمات، المتطرف منها ومن يدعى الاعتدال، وبالتالى فإن محاولات المجتمع الدولى دمجهم فى الحوار الليبى أمر لايستقيم مع دعاوى محاربته للإرهاب، ويستدعى التوقف عنده طويلا. و تنقسم هذه التنظيمات إلى ثلاثة أنواع، الجماعات التى تتبع مدينة أو قبيلة ما، الجماعات التى تنطلق من خلفية عقائدية، والاخيرة هى من تتبع أشخاصا معينين وعددها قليل، أما من حيث الانتماء فنستطيع تصنيف تلك الجماعات إلى نوعين معارضة للجيش الليبى والحكومة والبرلمان الشرعى المنتخب وتتمركز فى طرابلس العاصمة وبنغازى وأهمها قوات فجر ليبيا وتنظيم أنصار الشريعة وثوار مصراتة، كتيبة الفاروق، مجلس شورى ثوار بنغازى، أما التنظيمات الموالية للجيش وباقى الكيانات المنتخبة فتتمركز فى طبرق شرق ليبيا وأشهرها عملية الكرامة وقوات رئاسة الاركان التى يدعمها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وهذه أصبحت جزءا من الجيش الوطنى الليبى، ثم قوات حرس المنشآت النفطية وكتائب الزنتان وصحوات المناطق وقوات الصاعقة وكتيبة حسن الجويفى وكتيبة محمد المقريف. فجر ليبيا : هو تحالف مجموعة ميليشيات إسلامية تضم ميليشيات درع ليبيا الوسطى، غرفة ثوار ليبيا فى طرابلس، وميليشيات تنحدر من مناطق مصراته، اضافة لميليشيات من غريان والزاوية وصبراته، بدأت نشاطها فى 13 يوليو 2014 بهدف الاستيلاء على مطار طرابلس وعدد من المعسكرات فى المناطق المجاورة له الذى تقوم قوات تابعة للجيش الليبي بادارته وتأمينه، حازت ميليشيا فجر ليبيا على تأييد من بعض أعضاء المؤتمر الوطنى العام المنتهية ولايته ومنهم رئيسه نورى أبو سهمين والمفتى الصادق الغريانى وكذلك تأييد بعض مناطق فى مصراته. وتسببت الهجمات التى تقودها فجر ليبيا فى العديد من الخسائر أبرزها، تضرر خزانات الوقود الرئيسية لمطارطرابلس كذلك تم اتلاف عدد من الطائرات كما وقع عدد من القتلى والجرحى والاصابات فى معاركها مع الجيش الليبي، وفى ديسمبر 2014 بدأت فجر ليبيا شن هجمات على منطقة "الهلال النفطي" شرق البلاد، وصنف البرلمان الليبيى بعد ذلك كلا من فجر ليبيا وجماعة أنصار الله كجماعات أرهابية خارجة على القانون. تنظيم أنصار الشريعة: أو (كتيبة) أنصار الشريعة وهى ميليشيا إسلامية تأسست في أبريل عام 2012 بعد نهاية الثورة الليبية بشهور وتدعو إلى "تحكيم الشريعة الإسلامية فى ليبيا" حسب وصفها. لا ترفع العلم الوطنى الليبى وتستبدله بالعلم الذى اشتهر به تنظيم القاعدة. تستفيد الميليشيا من غياب سلطة الأمن لدى الدولة الليبية. ويعتبر محللون أن التنظيم فى كل من ليبيا وتونس واحد من حيث "الأفكار الجهادية والتنسيق والدعم المالى واللوجيستي"، ويتهم بتورطه فى عدد من الهجمات وعمليات الاغتيال فى ليبيا ،ومن بينها الهجوم على البعثة الدبلوماسية الأمريكية فى بنغازى مما أسفر عن مقتل السفير وثلاثة أعضاء . وأدى إلى تصنيفه من قبل الولاياتالمتحدة فى 10 يناير 2014 بفرعيه فى درنة وبنغازى كمنظمة إرهابية وأدرجها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على لائحة الإرهاب فى 20 نوفمبر 2014 وكان أول ظهور علنى لأعضاء التنظيم خلال استعراض عسكرى فى مدينة بنغازى حيث قامت بالدخول بسيارات تحمل أسلحة شبه ثقيلة، رافعةً علم تنظيم القاعدة مما آثار استياء مواطنى المدينة. لا يعرف الكثير عن الهيكلة التنظيمية لميليشيا أنصار الشريعة إلا ما ظهر منها ومنهم قائدها محمد على الزهاوي، ووقعت عدة اشتباكات بين التنظيم والجيش الليبى ومازالت تلك الاشتباكات تنشط بين الحين والاخر بين الجانبين، و تسبب تمركز أعضائها وسط الأحياء المدنية فى عدة مناطق من بنغازى بسلاحهم فى تهجير ونزوح عدد كبير من السكان وأيضاً تدمير واسع فى الممتلكات العامة والخاصة . مجلس شورى ثوار بنغازي: هو مسمى ظهر فى 20 يونيو 2014 لائتلاف مجموعة ميليشيات إسلامية فى مدينة بنغازى الليبية يضم تنظيم أنصار الشريعة وميليشيا درع ليبيا 1 اضافة لميليشيا شهداء 17 فبراير وراف الله السحاتي، والعديد من المجموعات ضمن هذه الميليشيا تتعاون مع معقل الإخوان المسلمين فى مصراته، وقد قامت هذه الميليشيات بالهجوم على مواقع الجيش الليبى واحتلال مؤسسات فى المدينة مثل مستشفى الجلاء رافعين علم تنظيم القاعدة، كذلك واصلت الهجوم ولمدة أسبوع فى نهاية رمضان 2014 على مواقع الجيش ومعسكرات القوات الخاصة الليبية مما أدى إلى عمليات نزوح كبيرة للسكان المدنيين ووقوع قتلى بين صفوف الجيش والمدنيين .