يخوض الجيش الليبى حربا ضروس فى أنحاء البلاد للقضاء على الإرهاب المتمثل فى جماعة أنصار الشريعة وجماعة فجر ليبيا المتمركزين فى طرابلس وبنغازى أكبر المدن الليبية وقد استطاع فى الفترة الأخيرة تحقيق انتصارات فى بنغازى ويتخذ خطوات جادة لاقتلاع الإرهاب من العاصمة طرابلس والتى تسيطر عليها جماعات متشددة منذ انتهاء الثورة الليبية. هذا فى الوقت الذى أصدر مجلس الأمن قرارا باعتبار جماعة أنصار الشريعة إرهابية مما ينذر باحتمال تدخل دولى فى ليبيا. يأتى هذا بينما بدأ سلاح الطيران الليبى تنفيذ عملية الحسم والتى تهدف إلى تحرير طرابلس بقصف مواقع تابعة لقوات فجر ليبيا المتمركزة فى مناطق جنزوز والسراج ومنطقة شلغودة ومربع الغنم. وكان الجيش الليبى أغلق مطارى معيتيقة ومصراتة، بالإضافة إلى إغلاق الموانى البحرية فى مصراتة وسرت غرب طرابلس ، كما أسر عددا كبيرا من قوات فجر ليبيا فى المواجهات الأخيرة، فضلا عن توجيه قوات عسكرية إلى مدينة صرمان ومعبر رأس جدير الحدودى مع تونس وقصف سلاح الجو الليبى مواقع غرب سرت وأخرى بمنطقة الرابطة. وتقدم الجيش الليبى جنوب غرب طرابلس بعد معارك دامية حيث استطاع السيطرة على ككلة غرب طرابلس بعد معارك دامت أكثر من أربعين يومًا ضد ميليشيات فجر ليبيا وأعلن الجيش الليبى أن المعارك لن تنتهى إلا بتحرير طرابلس من يد المتطرفين وقد اعترف بهذا التقدم عبد السلام جاد الله قائد ميليشيات فجر ليبيا إلا أنه صرح أيضًا بأن الهزيمة لا تعنى انهيار قوات فجر ليبيا. كما استهدف سلاح الطيران الليبى القيام بغارات متواصلة على مقرات ومخازن الذخيرة لميليشيات فجر ليبيا بقاعدة معتيقية فى طرابلس وجاءت تلك الاشتباكات بعد قيام الجيش الليبى بقصف مدرج الهبوط فى مطار معتيقية. ويعتزم الجيش الليبى القيام بخطط نوعية للانتشار عبر إنشاء مناطق عسكرية جديدة من بينها سرت وبنى وليد. وكان عبد الله الثنى رئيس الوزراء الليبى قد صرح فى وقت سابق بأن طرابلس تعد مدينة مختطفة وخارجة عن سيطرة الدولة. أما فى شرق ليبيا فالصراعات على أشدها حيث دارت عدة معارك عنيفة بالأسلحة الثقيلة بين وحدات الجيش الليبى مدعومة بقوات تابعة للواء حفتر ومقاتلى مجلس ثوار بنغازى وتركزت المعارك فى منطقة الليثى وحى القوارسة وكانت القوات الليبية حققت تقدما باتجاه وسط المدينة بنغازى شرق ليبيا، كما صرح عسكريون بأن الجيش الليبى أحرز تقدما فى منطقة النوافية والذى شهدت اشتباك بالأسلحة الثقيلة أيضا، أما فى منطقة الصابرى فى مدينة بنغازى فقد تجددت الاشتباكات بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة. كما صرح مصدر مسئول بالجيش الليبى بأنه سيعلن خلال الأيام القادمة عن تشكيل القوة الثانية بقيادة اللواء سليمان محمود العبيدى وتكليفها بتطهير مدينة درنة من انصار الشريعة فى الوقت الذى استطاع الجيش الليبى السيطرة على 95% من مدينة بنغازى ويعتقد عسكريون أن جماعة أنصار الشريعة سوف تعتمد على القناصة والانتحاريين ردًا على هجمات الجيش الليبى. من ناحية أخرى قامت حكومة الإنقاذ الليبية بتشكيل لجان للتعامل مع أزمة المدنيين المنكوبين ببنغازى وككلة لتوفير الرعاية للنازحين، ففى بنغازى تم توفير سكن لعدد كبير من النازحين فى المناطق الجنوبية والشرقية والغربية، كما عملت الحكومة على توفير سيارات إسعاف ومستشفيات وفرق طبية لعلاج النازحين والجرحى فى المناطق المنكوبة. وعن ردود الأفعال الدولية تجاه العمليات العسكرية فى ليبيا نبة المبعوث الروسى للشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف من خطورة امتلاك المجموعات المتطرفة فى ليبيا منظومات صاروخية مضادة للطائرات غنموها من مخازن القذافى، كما دق ناقوس الخطر من احتمال حصول المتطرفين على أسلحة كيماوية تم العثور على أطنان منها فى البلاد. كذلك وجة الرئيس عبد الفتاح السيسى للمجتمع الدولى باتخاذ قرار موحد وواضح لدعم الجيش الليبى نافيا أى تدخل عسكرى مصرى فى ليبيا. كما دعا مجلس مصراتة البلدى فى بيان له جماعة أنصار الشريعة فى بنغازى ودرنة إلى حل نفسها كجماعة تعرقل العملية السياسية ودعا أنصار الشريعة إلى الالتزام بمبدأ الدولة المدنية دينها الاسلام الوسطى بعيدًا عن التطرف. كما صرح السيسى بأن مصر تدعم الحكومة الشرعية والجيش الوطنى فى ليبيا كما أكد حرصه على عدم التدخل فى الشأن الليبى للمحافظة على وحدة أراضيه وحتى لا تتحول إلى قاعدة للإرهابيين مؤكدًا أن مصر تحترم إرادة الشعب الليبى. وفى نفس السياق صرح رمضان أبو زيد رئيس أركان الجيش الليبى بأن ليبيا ترتبط بعلاقات جوار قوية مع مصر، بالإضافة إلى الدفاع المشترك ونفى أن تكون ليبيا قد تلقت أى تعاون عسكرى فى الفترة الأخيرة من مصر. وكان مجلس الأمن أصدر قرارًا باعتبار جماعة أنصار الشريعة جماعة إرهابية فإن هذا القرار بناء على مقترح أمريكى بريطانى فرنسى مشترك كما اتهم المجلس فى قراره جماعة أنصار الشريعة بارتكاب أعمال إرهابية وتقديم الدعم لأنشطة تنظيم القاعدة فى بلاد الغرب الإسلامى وأنصار الشريعة التونسية، كما أكد مجلس الأمن أن المجموعات الناشطة فى درنة والجبل الأخضر وبنغازى مرتبطة بتنظيم القاعدة وتدير معسكرات لتدريب المقاتلين الأجانب قبل سفرهم إلى سوريا والعراق.