لا أعرف لماذا يصر بعض الزملاء الإعلاميين على مواصلة جلد الوطن بدعوى استخدام الحق المشروع فى النقد والمساءلة وهو حق لا يجادل فيه أحد طالما أن النقد والمساءلة مبنى على معلومات دقيقة وليس مجرد توزيع للاتهامات بالباطل! والحقيقة أننى عودت نفسى منذ أن شرفت - قبل 50 عاما - بأن يكون لى قلم ومساحة للتعبير عن رأيى على تجنب الدخول فى مجادلات وسجالات معتبرا أن ذلك فضلا عن أنه مضيعة للوقت والجهد فإنه يمثل خروجا عن صميم وجوهر مهنتنا السامية التى تعلمت من جيل الرواد منذ أن وطأت قدماى صحيفة الأهرام عام 1964 أن رسالة الصحافة هى نشر المعرفة وكشف الحقيقة وطرح الأفكار والرؤى التى تؤدى إلى تعميق الوعى وتنشيط الحوار الفكرى بشأن مختلف القضايا. واليوم أجدنى مضطرا للاستئذان فى الخروج عن هذا الالتزام الذى لا قيمة ولامعنى له إذا كان يتعارض مع أبسط متطلبات الحب الصادق لهذا الوطن الذى يتعرض لتشويه من خلال الزعم بغياب اللياقة والضيافة اللائقة بالوفد الصحفى الروسى المرافق للرئيس بوتين داخل قصر القبة. أقول وبكل الأمانة والمسئولية أننى وقد أتاحت لى هذه المهنة العظيمة فرصة الدخول إلى أعرق المقار الرئاسية فى العالم بدءا من الكرملين فى موسكو والقصر الأحمر فى بكين والبيت الأبيض فى واشنطن والإليزيه فى باريس و10 داوننج ستريت فى لندن ولم أشهد فى أحد منها واجبات للضيافة المجانية بل أن أغلبها لا يوفر أى قاعات للانتظار للصحفيين الذين يقفون بالساعات فى انتظار انتهاء المحادثات وبدء المؤتمر الصحفي... وهذا الذى أقوله يوحد عليه والحمد لله شهود أحياء من الزملاء رؤساء التحرير والمحررين المرافقين لتغطية الرحلات الرئاسية على مدى يزيد عن ربع قرن. ويا كل الزملاء الأعزاء رفقا بمصر ورفقا بسمعتها وكفى ما ينالها من عصبة الشر والإرهاب وما تروج له فضائيات التحريض من أكاذيب وتسريبات مفبركة! خير الكلام: لا تصغر من شأن نفسك وتبالغ فى تفخيم الآخرين! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله