أعتقد انه ليس هناك ما هو أعظم من الشعور بحق الإنسان فى ممارسة حرية التعبير التى تمثل أهم ثمار الديمقراطية السليمة التى تسمح بنشوء منابر عديدة للتعبير عن الرأي. سواء فى مساجلات السياسيين خلال الحملات الانتخابية الرئاسية والبرلمانية أو على صفحات الصحف أو شاشات الفضائيات حيث العديد من الآراء البناءة فى مجالات شتى سواء السياسية أو الإدارية أو المالية أو الاجتماعية، وغيرها. والحقيقة أن من يمارس مهنة الكتابة يدرك أن ولادة الفكرة وترجمتها إلى مقالة منشورة تأخذ الكثير من الجهد والتعب عند الكاتب الذى يحترم قلمه ونفس الحال بالنسبة للمتحدث الجاد على الفضائيات .. ومن ثم فإنه يشعر بسعادة أكبر وانشراحا أعظم لو ترجمت اقتراحاته إلى الواقع العملى الذى ينشده. أريد أن أقول بوضوح: إن الفكرة البناءة لا تأتى من فراغ وهى أكبر مكانة من أن تنتهى قيمتها مع نهاية قراءتها فى الصحف أو الاستماع إليها عبر شاشات الفضائيات وموجات الأثير .. فالأفكار الإيجابية جديرة بأن تحيا من خلال الرعاية والاهتمام حتى تجد طريقها إلى التطبيق وتحقق المبتغى منها فى خدمة المجتمع. ومن هنا تجيء أهمية استثمار الأفكار والبرامج الانتخابية التى سيطرحها المرشحون لانتخابات الرئاسة والانتخابات البرلمانية فى الدعوة إلى إنشاء منتدى وطنى من أجل تخزين الأفكار - المذاعة والمنشورة - وتبويبها واسترجاعها لأغراض التحليل والاستنباط بغرض تنفيذ الصالح منها فالأفكار البناءة تستحق أن تحفظ وتصان، ومن غير المنطقى ومن غير المقبول أن نعمل على إقامة منتديات اقتصادية لجذب الاستثمارات ولا نعمل على إنشاء منتدى للأفكار يحفظ إفرازات العقل البشرى المبدعة وطموحات ورؤى من يريدون التصدى لمسئولية العمل العام! وفى اعتقادى أن مثل هذا المنتدى الوطنى لجمع وتخزين الأفكار يستحق عنوانا متجددا للعديد من البرامج التليفزيونية والتحقيقات الصحفية لمناقشة هذه الأفكار عن طريق خبراء ومتخصصين يملكون القدرة على تطوير هذه الأفكار بأسلوب علمى قابل للتنفيذ على أرض الواقع لأن استمرار الاعتماد على الحكومة و خبرائها التقليديين لم يعد كافيا لتلبية الاستحقاقات المجتمعية الضرورية والملحة ! وغدا نواصل الحديث خير الكلام: فى السفر البعيد يلتقى الأمل مع الملل ! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله