قبل قراءة هذا الكتاب الممتع كنت أفكر في كيفية استعادة شريط الأحداث المتلاحقة الذي تعيشه مصر منذ25 يناير وحتي اليوم فإذا بالصديق والزميل الأستاذ صلاح منتصر يفاجئني بكتابه الجديد الصعود والسقوط... من المنصة إلي المحكمة. الذي لم يشبع فقط لهفتي علي استعادة شريط الأحداث الراهنة وإنما أنعش ذاكرتي بوقائع بالغة الأهمية. لقد استطاع صلاح منتصر بأسلوبه المتميز أن يربط بين الأحداث التي شهدتها مصر منذ إبريل عام1975 وحتي فبراير عام2011 موحيا دون غمز أو لمز إلي أنه بدأ منذ فترة بعيدة يري أشياء كثيرة ويعجز عن فهمها ثم جرت بعد ذلك في نهر السياسة المصرية مياه كثيرة فإذا بما كان عاجزا عن فهمه بدأ يتجسد أمامه في مشاهد غير مقبولة. وكما يقول الأستاذ صلاح منتصر في مقدمة كتابة فإنه من خلال عشرة فصول اجتهد فيها قدر استطاعته أن يسرد تاريخا موثقا بداية من الأحداث الساخنة الدرامية التي انتهت بسقوط نظام حكم مبارك مرورا ببدايته منذ كان نائبا ثم توليه الرئاسة والظروف التي واجهها بعد اغتيال السادات وسنوات حكمه والوزارات التي شهدتها فترة رئاسته والأسباب التي أدت إلي ميدان التحرير ومن بينها قضية التمديد والتوريث وطريق الفساد والانتخابات الفاضحة وقضية تصدير الغاز إلي إسرائيل ثم الطريق إلي طره وأخيرا إلي المحكمة! وإذا كانت القراءة الأولي للكتاب مع ملحق الوثائق لا تكفي لإصدار حكم كامل عليه فإن الأمانة تقتضي الإشادة بعفة اللسان ونزاهة القصد وعدم الاقتراب ولو بالإشارة من محاولة التأثير علي القارئ بشأن أمور لم يفصل فيها القضاء بعد! أقول بصراحة إن المؤلف كان متواضعا في اختيار الكلمات والعبارات لكي تخلو من شبهة ادعاء الحكمة ومعرفة كامل الحقيقة وقد أراد وأظنه نجح في ذلك بأن يشجع كل من يجد الكتاب بين يديه علي إعادة قراءته أكثر من مرة مع ملاحظة أنه كتب كل هذه الفصول في وقت الأحداث وفي ذروة تفاعلها وأنه أرسل مسودة الكتاب إلي المطبعة في أغسطس الماضي بينما كان جو الاحتقان والغضب لازال مخيما علي المشهد بما يفرض مصاعب لايعرف حجمها إلا من امتهنوا مهنة الكتابة الموضوعية. وظني أن صديقي صلاح كان' منتصرا' كعادته للحقيقة ومستندا في ذلك إلي وقائع وتطورات تتحدث عن نفسها ويصعب المجادلة بشأنها أو تكذيبها! خير الكلام: لم يعرف التاريخ مذنبا لم ينل جزاءوه... إن الله يمهل ولا يهمل! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله