حيرة شباب الصحافة كبيرة فقد اختلطت عليهم الامور وتصوروا ان الهجوم الضاري علي الرموز والسباب والقذف والاهانة تجعل من الصحفي نجما من المشاهير وهي شهرة كاذبة وقد سمعت اسئله من شباب صحفي مخلص ولهؤلاء الحياري اقدم تجربتي. سين: يعني ايه صحفي محترم؟ جيم: يعني "كاتب" له رأي ومصداقية هو محترم وكلمته محترمة وافكاره اضافة لمجتمعه وحين يكتب في قضية عامة تكون مصلحة الوطن هي العليا ولا تجد في اسلوبه كلمة نابية او سوقية، ومصر صاحية في ضميره ويحترم رموز البلد. سين: علي من تتلمذت؟ جيم: سنوات علي يد محمد حسنين هيكل وسنوات اطول علي يد احمد بهاء الدين وبعض السنوات علي يد فتحي غانم. سين: ماذا تعلمت من هؤلاء العمالقة؟ سين: تعلمت من هيكل الاسلوب الجذاب وذكاء التناول ..وتعلمت من بهاء منهج الفكر والمباشرة وتعلمت من فتحي غانم كتابة التحقيق كقصة. سين: ما تعلمته من هؤلاء هل هو فقط؟ جيم: فضلا عن الاضافة المهنية تعلمت من هيكل اهمية العلاقات العامة للصحفي وتعلمت من بهاء القراءة المستمرة لانها "خزين" الكاتب وتعلمت من فتحي غانم ان التفاصيل مهمة للصحفي والسفر رؤية جديدة. سين: هل كان في جيلك صحفي مهاجم؟ جيم: نعم الكاتب الساخر محمود السعدني شفاه الله ولكن هجومه كان ساخرا بلا قذف او سباب او اهانة. سين: اليس الكاتب المهاجم بعنف اشهر من الاخرين؟ جيم: كان الراحل وجيه ابوذكري يكشف سلبيات في المجتمع ولكنه كان عفيف اللسان ان السباب في مقال يكشف عن عدم حرفية لانه بإمكان الكاتب ان يكتب مايشاء بمنطق سلس ومنهجية. سين: هل عرف جيلك الهجوم؟ جيم: كتب مرة احمد بهاء الدين في اخبار اليوم يهاجم الشيخ ابوزهرة اشهر رجال الشريعة والقانون بعنوان لا يا شيخ وليس في المقال كلمة واحدة تؤخذ علي بهاء، كان موضوعيا من اول سطر الي اخر المقال. سين: أليس القراء يحبون النميمة والشتيمة؟ جيم: هذا غير صحيح وحتي اذا احبوها لفترة نفروا منها بعد ذلك. سين: هل يمكن للقراء ان يقاطعوا صحيفة؟ جيم: بامكان القارئ ان يحدد مدي صلاحية صحيفة وتاريخ انتهاء هذه الصلاحية. سين: هل التطاول علي رئيس الجمهورية خصوصا من المعارضة او المستقلة يزعجك؟ جيم: يزعجني للغاية ولعل في سؤالك نفسه اجابة حين تستخدم كلمة تطاول اي تجاوز، اي الوصول الي منطقة الاشواك واحب ان اذكرك عن لقطة مهمة في المغرب فهناك حد ادني بين المعارضة المغربية والنظام المغربي من الاتفاق علي حماية التاج في المملكة المغربية، ومعني هذا ان المعارضة والنظام بشكل متحضر يحافظان علي رمز الدولة هناك. سين: هل انت مع حبس الصحفي؟ جيم: بسبب رأي لا اتصور الحبس عقوبة للصحفي شريطة ان يكون رأيا موضوعيا لا شبهة فيه للشتائم المفزعة بل اني اقول لو تطاول وزير او محافظ علي شتيمة صحفي فلن يتردد الصحفي في مقاضاة هذا الوزير او ذلك المحافظ ..معني هذا ان السباب والشتائم والتحقير اسلوب سوقي غير جدير بصحافة موغلة في القدم وهزت عروشا ودكت فسادا ان الصحفي كأي مواطن ليس علي رأسه ريشة وكلنا امام القانون سواء ولست مميزاً لاني في يدي قلم يتحول في ايدي البعض الي شواكيش. سين: ما الشطاره الحرفية؟ جيم: ان تكتب وتقول ماتريد بمعلومات تضيف الي قارئك ليحترمك وان تكتب بمنهج متحضر تهكم اذا اردت اسخر اذا اردت ولكن بادب، بعفه، لسان، وبضمير مواطن مصري قبل ان يكون صحفيا، ذلك ان مصر النامية تريد جهودنا وضمائرنا وكلماتنا ولا تريد معارك جانبية واحتقانا بين صحف قومية واخري مستقلة الشطارة الحرفية ان تمتدح بدون اغراق اذا رأيت انجازا او قيمة والشطارة الحرفية ان تنتقد اذا رأيت خللاً في المجتمع وليس من الشطارة الحرفية ان تهاجم "عمال علي بطال" ولاالسباب والاهانة لان هذا الاسلوب البذيء يعكس فقر الفكر ومن مضحكات هذا الزمان الرديء انهم يتصورون ان الدفاع عن رئيس البلد وعن رموزه وعن انجازاته نفاق للسلطة انني احترم مكرم محمد احمد احد عقلاء الصحافة حين قال علنا: ان مبارك له الحق في رجال اخرين يحملون معه العبء لقد انتقد مكرم محمد احمد ،مبارك بعفة لسان وهو يقول ان الاختيارات ليست كما يجب ان تكون انها قنبلة في وجه النظام فيها أمانة كاتب محترم وهذه هي الشطارة الحرفية وثراء الفكر.