توفى اليوم السبت 27 ديسمبر 2025، المخرج داوود عبد السيد عن عمر يناهز 79 عاما تاركا إرثًا سينمائيًا يظل محفورًا في وجدان المشاهد العربي. وتوفى داوود عبد السيد خلال تواجده في منزله وعلى سريره، حيث كان يعاني في أيامه الأخيرة من أزمة صحية شديدة وتحديدًا في وظائف الكلى وهو ما جعله يلزم الفراش. ويشيع جثمان داوود عبد السيد غدًا الأحد في تمام الساعة الواحدة ظهرًا، من كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة، ويقام العزاء بنفس الكنيسة بقاعة يوسف النجار الإثنين المقبل في السادسة مساءً. وحرص عدد من نجوم الفن على نعي المخرج داوود عبد السيد عبر صفحاتهم وحساباتهم الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي. وكان من أبرز النجوم الذين نعوا المخرج داوود عبد السيد، كل من حسين فهمي، ويسرا، وإسعاد يونس، ومنى زكي، وعمرو الليثي، وكاملة أبو ذكري، وهنا شيحة، وخالد جلال، وحنان مطاوع، ورانيا فريد شوقي، وعباس أبو الحسن، ونجلاء بدر، ويسري نصر الله. وقال الفنان حسين فهمي: "برحيل داوود عبد السيد تفقد السينما المصرية أحد أهم مبدعيها وأكثرهم صدقًا وخصوصية. وأضاف حسين فهمي: كان صاحب رؤية فلسفية وإنسانية نادرة، وترك لنا أعمالًا ستبقى مرجعًا في الجمال والوعي والمعنى. لقد ساهم داود عبد السيد في ترسيخ مفهوم السينما كفن للتأمل والبحث في الإنسان والمجتمع، وسنظل نحتفي بإرثه ونتعلم من بصيرته السينمائية العميقة." ويتقدم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بخالص العزاء إلى أسرة الفقيد وأصدقائه وتلاميذه وجمهور السينما المصرية والعربية. ونعت الفنانة والإعلامية إسعاد يونس، بكلمات مؤثرة، المخرج الكبير الراحل داوود عبد السيد، قائلة: "وداعًا أستاذنا جميعًا، بالقلب حزن وحسرة، عساك تنال في جنة الخلد الاستحقاق الذي لم تحصل عليه في الدنيا بمشيئة الرحمن، عزائي للأسرة والوطن". ووصف خالد جلال المخرج السينمائي الكبير داوود عبد السيد أنه الفريد فنا وخلقا، وكان من الشخصيات القريبة من قلبه، مؤكدًا أن أعماله السينمائية ستظل باقية، تتذكرها الأجيال جيل بعد جيل، وقدم خالص العزاء لأسرته وتلاميذه ومحبيه. وأعربت يسرا عن حزنها الشديد بفقد داوود عبد السيد، ونشرت عبر حسابها على «إنستجرام»، معلقة: "إنا لله وإنا إليه راجعون، وداعًا داوود عبد السيد، مش بس مخرج كبير، لكن صديق عشرة، وحضور إنساني دافي العشرة معاك كانت فن والصداقة كانت صدق زي أفلامك تماما، من غير تزييف". وتابعت يسرا: "هفضل فاكراك بضحكتك، وبحكاياتك، وبالإنسان قبل الفنان، رحمك الله الصديق قبل المبدع، والعشرة الطيبة ما بتموتش". وتقدم عمرو الليثي بخالص العزاء إلى أسرة ومحبي داوود عبد السيد وإلى الوسط الفني، داعياً الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يُسكنه فسيح جناته. وأكد عمرو الليثي أننا فقدنا قامة سينمائية هامة في تاريخ السينما المصرية، ساهم داوود عبد السيد بإبداعه الفني في ظهور باقة من أجمل الأفلام السينمائية والتي ستظل في ذاكرة السينما. وعلقت منى زكي على صورة الراحل داوود عبد السيد عبر حسابها على «إنستجرام»، قائلة: "في الجنة ونعيمها استاذنا المبدع الله يرحمه". وأعربت كاملة أبو ذكري عن حزنها الشديد بفقد داوود عبد السيد، ونشرت صورة قديمة تجمعها به، عبر حسابها على «فيسبوك»، معلقة عليها: "مع السلامة يا أستاذنا يا فيلسوف السيما، اتعلمنا من شغلك، مجرد القاعده معاك كان بيكون درس في الكون و الحب والفن، أستاذنا الكبير داوود عبد السيد". ووصفت هنا شيحة عن حزنها الشديد بفقد داوود عبد السيد، ونشرت عبر حسابها على «إنستجرام»، معلقة: "خبر مفجع وحزين جدًا، رحيل المخرج الكبير داوود عبد السيد خسارة حقيقية للسينما المصرية والعربية، كان لي شرف التعامل معه عن قرب أثناء وجودنا معًا في لجنة تحكيم المركز الكاثوليكي عام 2017". وكتبت الفنانة نجلاء بدر عبر حسابها الشخصي بموقع «إنستجرام»: "أتعس خبر مر بحياتي، مهما قلت مش هايكفي قيمتك و حبنا لك لك السلام و الأمان وكل الحب و الإحترام وداعاً ياعظيم ياغالي على القلوب". وكتب الفنان عباس أبو الحسن عبر حسابه الشخصي بموقع «إنستجرام»: "بعض الناس وجودهم نعمة، إلا إن يأتي الموت سارق الفرح، وخطفا يهبط علينا ليقتلع الأحبة من جذور الحياة، ملقيا بنا في أرض الخوف والأسى و الخواء، وبقدرات غير عادية، يفقدنا الأمان، حين يأبى إلا أن يختار أخيار الناس واكثرهم صدقا وموهبة . وتابع عباس أبو الحسن: "رحل المخرج والانسان العظيم الأستاذ داوود عبد السيد، مرت السنون والعقود وظل داوود متشبثا بأفكاره وقيمه وفكره، لم يساوم ولم يهتز ولم يعيد حساباته. صمد في صمت مثل الاهرامات". واختتم عباس أبو الحسن: "كم كنت محظوظا حين عملت معه وكم كان متواضعا حليما حين شملني بعطفه ومحبته ومساندته الكبيرة سلام على الأستاذ حين وُلد وحين أهدانا هبته الفنية وحين رحل. الى اللقاء". وكتبت الفنانة رانيا فريد شوقي عبر حسابها الشخصي بموقع «فيسبوك»: "رحم اللّٰه المخرج الكبير فنان صاحب رؤية وبصمة مختلفة، احترم عقل جمهوره واشتغل على الإنسان بصدق وعمق، خالص العزاء لأسرته ومحبيه، إنا للّه وإنا إليه راجعون". وكتبت الفنانة حنان مطاوع، عبر حسابها الشخصي بموقع «إنستجرام»: "إنا اللّه وإنا إليه راجعون، الله يرحمك, فنان وإنسان رائع، كان لك الفضل الكبير في انضمامي إلى الوسط الفني، وكنت خير الداعم والسند، ربنا يرحمك ويجعل مثواك الجنة". وكتب المخرج يسري نصر الله عبر حسابه الشخصي بموقع «فيسبوك»: "خياله كان أوسع من هذا العالم. وأفلامه احتضنت العالم.. أحبت أفلامه الناس فأحبه الناس وأحبوا خياله. مع السلامة يا داود". محطات بارزة من حياة داوود عبد السيد ويُعد داوود عبد السيد أحد أبرز رموز القوة الناعمة، حيث تابع وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو حالته الصحية بشكل مستمر، سعيًا لتسهيل علاجه وتذليل أي عقبات أمامه، تقديرًا لمكانته الفنية ودوره الكبير في إثراء السينما. ولد داوود عبد السيد في مصر، واهتم منذ صغره بالفن السينمائي، ما دفعه للتخصص في الإخراج السينمائي، حيث طور مهاراته في الكتابة والإخراج لتصبح بصمته واضحة في الساحة الفنية. وبدأ داوود عبد السيد مسيرته بأفلام قصيرة وتجريبية، عكس من خلالها الواقع الاجتماعي المصري بأسلوب فني راقٍ وواقعي، ما جذب الانتباه إلى موهبته الفريدة. كما قدم داوود عبد السيد سلسلة من الأفلام الخالدة التي شكلت علامات فارقة في السينما، منها: الصعاليك، البحث عن سيد مرزوق، الكيت كات، أرض الأحلام، أرض الخوف، مواطن ومخبر وحرامي، رسائل البحر، قدرات غير عادية، سارق الفرح، هذه الأعمال عكست رؤيته السينمائية التي تمزج بين الواقعية والنقد الاجتماعي. وتميز الراحل داوود عبد السيد بأسلوب واقعي يجمع بين التفاصيل الدقيقة للشخصيات والبيئة المحيطة بها، مع تناول القضايا الاجتماعية بأسلوب فني راقٍ، ما جعله أحد أعمدة السينما المصرية الحديثة. ونال داوود عبد السيد تقديرًا واسعًا داخل مصر وخارجها، واعتُبر رمزًا للقوة الناعمة، حيث مثل السينما المصرية في عدة مهرجانات عربية ودولية، وعزز حضورها على المستوى العالمي. ومن أبرز أعمال داوود عبد السيد الخالدة، فيلم "الكيت كات" إحدى أيقونات السينما المصرية، و"أرض الخوف"، و"مواطن ومخبر وحرامي" و"رسائل البحر"، وكانت آخر أعماله فيلم "قدرات غير عادية" الذي صدر عام 2015 وجمع فيه بين التأليف والإخراج. وامتازت أعمال داوود عبد السيد بشخصياتها الواقعية والأحياء الشعبية والشوارع المألوفة، ما يضفي شعورًا بالحميمية مع المشاهد، فضلًا عن طرح أسئلة وجودية وأخلاقية ومناقش مواضيع مثل الظلم الاجتماعي والبيروقراطية وبأسلوب سلس ربط المشاهد بأعماله وخلدها في ذاكرة السينما العربية. وفي عام 2013، اختيرت ثلاثة من أفلام داوود عبد السيد، وهي "الكيت كات" 1991، و"أرض الخوف" 1999، و"رسائل البحر" 2010 ضمن قائمة أهم 100 فيلم عربي التي أصدرها مهرجان دبي السينمائي الدولي. وفي السنوات الأخيرة، عانى داوود عبد السيد من مشاكل صحية في الكلى، وظل يتلقى الدعم والمتابعة من وزارة الثقافة حتى وفاته، مخلفًا إرثًا سينمائيًا خالدًا يخلّد اسمه في ذاكرة الفن.