نعت الفنانة هنا شيحة المخرج داوود عبد السيد، الذي توفي عن عمر يناهز 79 عامًا بعد صراع مع المرض، تاركًا إرثًا سينمائيًا يظل محفورًا في أذهان المشاهد العربي. وأعربت هنا شيحة عن حزنها الشديد بفقد داوود عبد السيد، ونشرت عبر حسابها على «إنستجرام»، معلقة: "خبر مفجع وحزين جدًا، رحيل المخرج الكبير داوود عبد السيد خسارة حقيقية للسينما المصرية والعربية، كان لي شرف التعامل معه عن قرب أثناء وجودنا معًا في لجنة تحكيم المركز الكاثوليكي عام 2017". وتابعت هنا شيحة: "إنسان راقٍ، هادئ، ومثقف، وفنان صاحب رؤية وضمير، تعلمت منه الكثير ومازال صدي ضحكته الهادئة يملّا أذني، ترك لنا أفلامًا ما زالت تعيش، أفلامًا لا تشيخ، وأسئلة ستظل مفتوحة عبر الزمن، رحل الجسد، وبقي الفكر حيًّا على الشاشة وفي الوجدان، رحم الله الأستاذ داوود عبد السيد، وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان". وكان داوود عبد السيد يعاني في أيامه الأخيرة من أزمة صحية شديدة وتحديدًا في وظائف الكلى وهو ما جعله يلزم الفراش. وبدأ داوود عبد السيد حياته العملية بالعمل كمساعد مخرج في بعض الأفلام، أهمها "الأرض" ليوسف شاهين، "الرجل الذي فقد ظله" لكمال الشيخ، "أوهام الحب" لممدوح شكري، ثم بعد ذلك توقف عبد السيد عن مزاولة هذا العمل، يقول: "لم أحب مهنة المساعد، كنت تعساً جداً وزهقان أوي.. لم أحبها، إنها تتطلب تركيزاً أفتقده.. أنا غير قادر على التركيز إلا فيما يهمني جداً.. عدا ذلك، ليس لدي أي تركيز". أعمال داوود عبد السيد ويُعد المخرج داوود عبد السيد أحد أبرز الأسماء في تاريخ السينما المصرية، حيث قدم أعمالًا خالدة أثرت وجدان الجمهور، منها: الصعاليك، البحث عن سيد مرزوق، الكيت كات، أرض الأحلام، أرض الخوف، مواطن ومخبر وحرامي، رسائل البحر، قدرات غير عادية، سارق الفرح. وقد أخرج وكتب داوود عبد السيد عددًا من هذه الأفلام، التي تمثل علامات فارقة في السينما العربية، لما تحمله من عمق فلسفي وطرح اجتماعي وإنساني مميز.