أتمني عند قراءة هذه السطور إلا تتجدد الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين في شارع محمد محمود, وتكون مليونية الفرصة الأخيرة قد مرت بالامس بحل توافقي للخروج من المأزق الحالي الذي صنعناه جميعا بحسن نية أو بسوء قصد من جانب البعض! وحتي نعبر المرحلة الحرجة التي نمر بها الآن في ضوء ما أعلنه المشير طنطاوي في بيانه للشعب لابد أن نستبعد فكرة الاستفتاء علي وجود المجلس الأعلي في الحكم, ولكن علينا أن نطالب ببقائه لحماية حكومة الانقاذ التي يجب اختيارها في أسرع وقت مع اعطائها جميع الصلاحيات حتي لا يتبدد رصيد الثقة بين الجيش والشعب, بعد أن اهتزت صورة المجلس العسكري في عيون المصريين عندما مارس السياسة. ثانيا: لابد أن يراعي في تشكيل حكومة الانقاذ قدرة أعضائها علي اتخاذ القرار تحت رئاسة شخصية قيادية تحظي بتوافق الجميع, ولا تكون مرشحة للرئاسة أو البرلمان حتي تتفرغ لإدارة البلاد في هذه المرحلة الحاسمة. ثالثا: لابد أن تضم الحكومة الجديدة شخصيات سياسية من مختلف القوي الوطنية علي المسرح السياسي بما في ذلك رؤية عناصر شبابية من الثوار الحقيقيين لتمثيل وجهة نظرهم. رابعا: أن يتم وضع خطة عاجلة أمام هذه الحكومة, ويأتي الأمن علي رأسها ولو أدي الأمر إلي إخلاء وزارة الداخلية من مكانها لإزالة احتقان الشباب, وإدارتها عن طريق إدارة مدنية إلي جانب عناصر فاعلة من الشرطة العسكرية. خامسا: علي ممثلي الأحزاب والتيارات السياسية ورجال المجتمع المدني التوعية بأهمية إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها وتأكيد ضمانات تأمينها باعتبارها الخطوة الآمنة الآن لنقل مصر إلي الأمام. وقبل هذا وذاك التزام المجلس العسكري بتنفيذ الجدول الزمني للانتخابات الرئاسية في موعدها مع الاعتذار لأسر الضحايا وسرعة التحقيق فيماحدث بميدان التحرير وشارع محمد محمود لتقديم المعتدين إلي المحاكمة. ويبقي علي الثوار الحقيقيين التمسك بحق التظاهر السلمي في ميدان التحرير وتفويت الفرصة علي أعداء الثورة الذين يستغلون هذه الأحداث لتشويهها. وذلك هو المسار الوحيد والصحيح للخروج من المأزق. [email protected] المزيد من أعمدة عبد العظيم الباسل