ما بين اليوم والآخر يمر كل منا بلحظات ضعف وانكسار، فيتسرب اليأس إلى نفوسنا، ويشعر البعض بالإحباط، وينطوى على نفسه، ويستسلم لما أصابه، ولكن البعض الآخر يقاوم ويحاول الوقوف ومواجهة المشكلة حتى يحقق الانتصار. ويمثل فقد البصر نهاية مظلمة لأنصاف الرجال وضعاف النفوس وفاقدى الطموح ..ولكنه نقطة انطلاق لرجال آمنوا بربهم وأنفسهم، حتى صنعوا المجد والقدوة. ومن هذا الطراز اثنان جمعهما القدر في تفاصيل كثيرة من حياتهما الأول هو الدكتور على أحمد السيد – وكيل كلية الآداب ورئيس قسم التاريخ – جامعة دمنهور، والثانى الدكتور مجدي محمد حسين – وكيل الكلية ورئيس قسم اللغة العربية بذات الجامعة، الأول، فقد بصره وهو في المرحلة الثانوية، فلم ييأس ولم يستسلم وأكمل دراسته بمدارس المكفوفين ثم التحق بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، وحصل على الماجستير والدكتوراة من قسم التاريخ، وعُين مدرساً بآداب دمنهور ثم رئيساً للقسم. أما الثاني ففقد بصره منذ طفولته وكان طالباً بالمرحلة الإعدادية فالتحق بمدرسة المكفوفين وحصل على أول الجمهورية على مستوى المكفوفين، وتقدم بأوراقه للتنسيق راغبا فى الالتحاق بإحدى كليات القمة مثل الاقتصاد والعلوم السياسية أو الإعلام أو الألسن، ولكن لم يقبل بها، فالتحق بكلية الآداب قسم اللغة العربية كارهاً ومرغماً وحصل على الماجستير والدكتوراة منها، وتم تعيينه مدرساً بكلية الآداب قسم اللغة العربية ثم رئيساً للقسم، وبعد عدة سنوات من العمل والإخلاص والدراسة جمعهما القدر في قراراً بتعينهما وكيلين للكلية، حيث عين الدكتور على أحمد السيد وكيلا للكلية للتعليم والطلاب، وعين الدكتور مجدي محمد حسين وكيلا للكلية لخدمة المجتمع والبيئة، مع احتفاظ كل منها برئاسة قسمه، حيث احتفظ الدكتور مجدى برئاساته لقسم اللغة العربية فجمع بين منصبين، وأحتفظ الدكتور على السيد برئاسة قسم التاريخ. الجدير بالذكر أن الدكتور على السيد حصل على بعثة لانجلترا لتجميع المادة العلمية فى أثناء مرحلة الماجستير وهو يجيد اللغة الانجليزية، كما أن دكتور مجدي حسين حفظ القرآن في المرحلة الجامعية وعمل بالسعودية لفترة، وتغلب على مؤلفاته النزعة الليبرالية، وهو متأثر كما يقول بفكر دكتور طه حسين وعلى عبدالرازق، ويتجلى ذلك من خلال مؤلفاته بدءاً من معجمه التوجيه اللغوي لمشكل القرآن الذى يزيد على ألف صفحة وطبعت منه ثلاث طبعات وكتبه: النص القرآني ومعايير الفصاحة، رواية حفص في ميزان القراءات، الفاصلة القرآنية والضرورة، وتحت الطبع التفسير التداولي للنص القرآني يقترب من ألف صفحة.. ومازال العطاء مستمرا.