التقت "الوفد" نماذج مشرفة لمتحدي الإعاقة، هما أستاذان بكلية الآداب جامعة دمنهور، يشغل كل منهما منصبين قياديين، أستاذ دكتور مجدي محمد حسين، وكيل كلية الآداب جامعة دمنهور ورئيس قسم اللغة العربية، وأستاذ دكتور على السيد، وكيل كلية الآداب قسم التاريخ بالكلية. الدكتور مجدي محمد حسين، وكيل الكلية ورئيس قسم اللغة العربية بالكلية، الذي فقد بصره منذ طفولته وكان طالباً بالمرحلة الإعدادية، عندما عُين أستاذه دكتور على السيد مدرساَ للدراسات الاجتماعية بالمدرسة قبل تعيينه بالجامعة ودرس له في هذه المرحلة مادة التاريخ، وكان دكتور مجدي حسين أول الجمهورية على مستوى المكفوفين والتحق بكليات الاقتصاد والعلوم السياسية والإعلام والألسن، ولم يطب له المقام بالقاهرة فالتحق بكلية الآداب قسم اللغة العربية كارهاً ومرغماً وحصل على الماجستير والدكتوراه ولحق بأستاذه، حيث تم تعيينه مدرساً بكلية الآداب قسم اللغة العربية، ثم رئيساً للقسم، فكان هو وأستاذه يشغلان ثلث مناصب الكلية الإدارية، وبعد خمس سنوات صدر لهما قرار بتعيينهما وكيلين للكلية، الأول للتعليم والطلاب، والثاني لخدمة المجتمع والبيئة، مع احتفاظ دكتور مجدي رئيساً لقسم اللغة العربية، فجمع بين منصبين، وبعد سنوات عدة صدر قرار لدكتور على السيد برئاسة قسم التاريخ مرة أخرى إلى جانب منصبه وكيلاً للكلية. جدير بالذكر أن دكتور مجدي حسين حفظ القرآن في المرحلة الجامعية، وعمل بالسعودية لفترة، وتغلب على مؤلفاته النزعة الليبرالية، وهو متأثر كما يقول بفكر دكتور طه حسين، وعلى عبدالرازق، يتجلى ذلك من خلال مؤلفاته، بدءاً من معجمه التوجيه اللغوي لمشكل القرآن، يزيد على ألف صفحة، وطبعت منه ثلاث طبعات، وكتبه: النص القرآني ومعايير الفصاحة، رواية حفص في ميزان القراءات، الفاصلة القرآنية والضرورة، وتحت الطبع التفسير التداولي للنص القرآني يقترب من ألف صفحة. أما الأستاذ الدكتور على أحمد السيد – وكيل كلية الآداب ورئيس قسم التاريخ – جامعة دمنهور... ففقد بصره وهو في المرحلة الثانوية فلم ييأس ولم يستسلم، وأكمل دراسته بمدارس المكفوفين، ثم التحق بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، وحصل على الماجستير والدكتوراه من قسم التاريخ، وعُين مدرساً بآداب دمنهور، ثم رئيساً للقسم.