رغم كل مايحدث فى سيناء منذ 25 يناير 2011 من عمليات تستهدف منشآت و أفراد القوات المسلحة المصرية و الشرطة ، و رغم تواتر الاحداث بعد 30 يونيو 2013 فى شمال سيناء فإن تاريخ ابناء سيناء لم يسجل فى شمالها او وسطها او جنوبها أى اتجاهات للتطرف او الارهاب، ولعل هذا التاريخ يمتد منذ ان كانت سيناء بالكامل تحت الاحتلال الاسرائيلى، حتى عمليات المقاومة كانت تتم داخل سيناء بالتعاون مع الاجهزة الامنية المصرية و القوات المسلحة المصرية و لم تأخذ فى اى وقت منحى جهاديا او تكفيريا بالمفهوم السائد و المعتقد لدينا الا مع تنفيذ بعض العمليات الارهابية فى طابا و شرم الشيخ عامى 2004 و 2005. و لعل هذا التطور والبعد قد اضاف ابعادا عديدة بحيث تحولت معه تمركزات الارهاب من الصعيد بريادة الجماعة الاسلامية المصرية و من الدلتا بفعل تمركزات عناصر تنظيم الجهاد المصرى الى سيناء، وهذا البعد هو ما انتجته التحالفات والاندماجات التى نتجت عن عدة عوامل منها دخول الجماعة الاسلامية المصرية و تنظيم الجهاد المصرى تحت لواء تنظيم القاعدة فيما اطلق على هذا اللواء الجبهة العالمية لمحاربة اليهود والصليبيين التى دشنها اسامه بن لادن فى 1998 و شاركه فى جلسة اعلانها رفاعى احمد طه موسى امير الجماعة الاسلامية فى ذلك الوقت موجود حاليا فى تركيا وايمن الظواهرى باعتباره كان النائب الاول لبن لادن وامير تنظيم الجهاد المصرى تولى امارة تنظيم القاعدة بعد مقتل بن لادن، اضافة لما سبق بداية عصر ما يطلق عليه عولمة الاتجاهات التكفيرية الجهادية و بداية انتشارها فى مناطق متفرقة بفضل وسائل الاتصال و التواصل الحديثه والتى اجادت تنظيمات التطرف والارهاب المتستره وراء الدين الاسلامى استخدامها فى التواصل مع خلاياها المنتشرة فى بقاع الارض و استقطاب الشباب من منطلق الافكار السلفية و التى سرعان ما تتحول الى ما اطلق عليه حديثا السلفية الجهادية بمجرد استنباط استعدادات الشرائح المستهدفة للانضمام او التعاون او الانتقال من بلادهم لأماكن الصراعات التى انتجتها عوامل عديده كانت الولاياتالمتحدة و مخططاتها لانفاذ مشروع الفوضى الخلاقة و الشرق الاوسط الجديد او الكبير هى القاسم الاعظم المشترك فيها، واخيرا ما انتجته ثورات الربيع العربى من تغيرات على خريطة التنظيمات المتسترة وراء الدين الاسلامى وبفعل ماحدث من نتاج ما افرزته تلك الثورات من وجود لجماعات التطرف والارهاب على الساحة واتجاهها لتكون سيناء مركزا إقليميا لتجميع عناصر و اباطرة التطرف والارهاب لتكون البديل المطروح للجيوش النظامية للدولة المصرية والمؤسسات الامنية من خلال ما يعرف بالهيئات الشرعية للأمن. إن ماحدث بسيناء هو من نتاج ما افرزته مخططات السلفية الجهادية التكفيرية، وساعد فى نجاح هذا المخطط عوامل كانت لها تأثيرات مباشرة وغير مباشرة فى اتاحة الفرص لمثل هذه التوجهات الايديولوجية فكرا والارهابيه تطبيقا فى ارساء قواعد ثابتة لها فى هذه المناطق ولعل موقعها الحدودى مع قطاع غزه بمايشملة ويحتويه من جماعات و تنظيمات ابرزها الذراع العسكرية للاخوان المسلمين حركة المقاومة الاسلامية حماس وجيش الاسلام ممتاز دغمش وجماعات التوحيد و الجهاد وشورى المجاهدين والتى جعلت لها تنظيمات تبدو و كأنها مرآه لتنظيمات الداخل فى غزة على الضفة الشرقية من الحدود فى مناطق رفح و الشيخ زويد ومناطق الشريط الحدودى. كما أن الجماعات السلفية كانت بمزلة المفرخة الابتدائية للعناصر القابلة للتحول الى الفكر السلفى الجهادى بفضل المعتقدات الجهادية تحت دعوى مقاومة العدو الاسرائيلى فى شكلها والتى سرعان ما تتحول الى مقاومة العدو القريب المتمثل فى الدولة المصرية و قواتها المسلحة و شرطتها و مؤسساتها و خطوط الغاز و تأجيل مواجهة العدو الاسرائيلى الى ان كانت فتوى ابوبكر البغدادى و التى تشير الدلائل إلى انها مجاهرة بما أخفته تلك التنظيمات بأن مواجهتهم ليست مع اسرائيل . اضافة لما سبق فقد ساعدت الترتيبات اللوجستية التى كانت بمنزلة البنية التحتية للامداد و التحرك و الانتقال من جانب لآخر فى اى وقت دون القيود التى تفرضها سلطات رقابة الحدود بفضل الانفاق . اما العامل غير المباشر الذى استغلته تلك العناصر و المجموعات فكان ما استغلته تلك المجموعات من الممارسات الامنية للدولة و التى تكسبت من ورائها تلك التنظيمات فى انتاج هاربين وعناصر جنائية هاربة لم تجد مأوى لها و ملجأ الا فى كنف هذه التنظيمات و تحولت الى عناصر ارهابية و منهم من تحول الى قيادة لمجموعات فاعلة و نفذت بالفعل عمليات عديدة و منهم حباره و مجموعته الذين نفذوا مذبحة رفح و العديد من العمليات الاخرى التى استهدفت تحركات القوات المسلحة . اما الجماعة الاكثر ديناميكية الآن و التى تطلق على نفسها انصار بيت المقدس فهى غير مستثناة من أصلها التنظيمى الذى بدأ من داخل قطاع غزة و بدعم من حركة حماس و جيش الاسلام ممتاز دغمش و إن كانت اصولها تعود الى القاعدة و ارتباطها بالأردنى أبو مصعب الزرقاوى الذى قتل فى العراق و منه الى ابو ايوب المصرى عبدالمنعم عز الدين على البدرى الذى قتل هو الاخر فى العراق و بالتالى فلايمكن انكار ارتباطها بفكر ابوبكر البغدادى امبراطور الارهاب التكفيرى فى المنطقة حاليا و التقائها فى المصالح مع جماعة الاخوان الارهابية و الذى تغذيه حركة حماس من داخل قطاع غزه من خلال ممتاز دغمش الذى يعتبر المنفذ الاصيل لأى عمليات قذرة او نوعية ترى حماس ضرورة تنفيذها مع ضرورة عدم الصاق التهمة بها نتيجة لعوامل تكتيكية عديدة منها عدم الرغبه فى ان تكون عدوا مباشرا و واضحا وصريحا للدولة المصرية و اجهزتها الامنية و التى تدعى التعاون معها فى حين ان نتاج هذا التعاون لا يمثل فى قيمته او نتائجه اى قيمة تتعدى فى مجملها قيمة الصفر ناهينا عن المراوغات والتلاعبات والادعاءات الكاذبه وخاصة فيما يتعلق بتسليم اى عناصر موجودة داخل القطاع و مطلوبة للسلطات الامنية المصرية. فضلا عن الاصرار المتعمد على تهديد الامن القومى المصرى من خلال الانفاق و ادارتها بشكل متعمد لانهاك الجهود الامنية فى مجال مكافحة و مقاومة و مواجهة الارهاب.