كتب : عمرو انور الشارع المصرى على صفيح ساخن وبدأت بواكير هذا الغليان الذى لم يدرك بقوة فى الشارع وخصوصا الثورى إلا منذ أيام قليلة بعد أحداث الحدود فى سيناء، وسقوط شهداء من الشرطة المصرية نتيجة للهجمات التى شنتها إسرائيل، وظهر على الساحة الإعلامية الصحفية على الأخص مقالات وأخبار، إشارة إلى وجود تنظيم القاعدة والسلفية الجهادية بسيناء. وأول من إشار إلى وجود تلك العناصر وأزمة بدو سيناء هو الصحفى والباحث سليمان شفيق «سيناء تحت الحكم الذاتى» وحذر من خطورة إهمال وجود بدو سيناء، بعده فى جريدة المصرى اليوم إعلان أبو يحى أحد أبرز رموز الجماعة السلفية بسيناء، الذى أعلن عما يسمى بالقضاء الشرعى وحل الأزمات بين القبائل بتطبيق الشريعة الإسلامية، وأنه سوف يتم تنفيذ الأحكام التى تصدر ولو لزم الأمر باستخدام القوة وأعلن أن للجماعة شبابا يقرب من حوالى 5000 إلى 6000 شاب، ولديهم سلاح وقال من المحتمل أن يتحول الشباب إلى ميليشيات إذا لزم الأمر، وظهر منذ أيام جماعة جيش الإسلام الفلسطينى على الساحة الإعلامية أيضا، وعناصر من القاعدة والقبض على مجموعة شباب بالعريش والشيخ زويد بعد العملية التى أعلنت عنها القوات المسلحة المصرية للقضاء على العناصر الإرهابية هناك. إذن ما دفعنى لكتابة هذه السطور هو صديقى مينا منسى نتيجة لمناقشة عن جماعة جيش الإسلام الفلسطينى بقيادة ممتاز دغمش وهى جماعة إرهابية تسمى فى فلسطين السلاح للإيجار ، وممتاز دغمش له اتصال مطلق بما يحدث حاليا فى سيناء وانتشار الجماعة السلفية الجهادية هناك. فمن هو ممتاز دغمش وجماعة جيش الإسلام وعلاقتهم بحركة حماس وتنظيم القاعدة، والسلفية الجهادية والهدف المصرى . - جيش الإسلام هو جماعة مسلحة انشقت عن لجان المقاومة الشعبية بفلسطين وتأسست عام 2005، وتنشط فى قطاع غزة ويترأسها ممتاز دغمش البالغ من العمر 36 سنة ، وتؤمن هذه الجماعة بالفكر السلفى الجهادى التكفيرى . - السلفية الجهادية ..«فى أوائل التسعينيات رغب عدد من الجهاديين العرب البارزين أمثال أبو محمد المقدسى، ابو قتادة الفلسطينى، فى دفع تهمة كثيرا ما اثارها بعض الإسلاميين السلفيين تجاه التيار الجهادى، وهى أن الجهاديين يهتمون بالجهاد فقط بينما لا يهتمون بالعلم، فأطلق هؤلاء اسم السلفية الجهادية على التيار الجهادى ، وانتشر هذا الاسم فى دول الخليج والشام ، ولكن اسم السلفية الجهادية أصبح اسما ذائع السيط بعد عدد من العمليات المسلحة وبدأ بعض المتعاطفين مع القاعدة فى مصر وغيرها يستحسنون هذا الاسم، لاسيما أنه اقل إثارة للشبهات الأمنية من اسم القاعدة مع أن فكرهم الحقيقى (تنظيم القاعدة)» د. حسن سلامة باحث فى مركز البحوث الجنائية والاجتماعية، وهناك مواقف علنية من السلفية الجهادية موالية لتنظيم القاعدة. فى عام 2005 تم رصد بعض اتصالات من جيش الإسلام مع بعض الجماعات المنبثقة من تنظيم القاعدة، وكما كانت لهذه الجماعة اتصالات مع جماعة فتح الإسلام قبل تصفيتها فى نهر البارد فى لبنان، حيث كان ممتاز دغمش يحاول تشكيل بعض المجموعات التابعة له للعمل باسم فتح الإسلام فى قطاع غزة. - جماعة جيش الإسلام تحظى بتمويل من جهات خليجية لتشجيع المنهج السلفى فى إطار السعى نحو مناهضة حكومة حماس، وارتبط قائد جيش الإسلام ممتاز دغمش بعلاقات وطيدة مع شخصيات قيادية فى التيار السلفى الجهادى ومنهم الشيخ عبد اللطيف موسى والشيخ سلمان الداية الذى كان يعتبرهما المرجعية الفكرية والروحية له. ومنذ عام 2005 عام التأسيس لجماعة جيش الإسلام قامت باستقبال عناصر تنتمى للقاعدة من بينهم (مصريون ويمنيون)، ومنذ تأسيس الجماعة ضلعت فى تنفيذ عمليات إرهابية وتخريبية وأعمال سطو وكانت تهدف بشكل أساسى مصالح ومقار السلطة الفلسطينية ، ومن أشهر العمليات عملية اغتيال اللواء جاد تايه أحد كبار ضباط المخابرات العامة عام 2006 ، واستهدفت العمليات أماكن ترفيهية ، ومقاهى إنترنت وبعض المؤسسات المسيحية فى غزة. تميزت هذه الجماعة دون غيرها من الجماعات السلفية ومنذ التأسيس بعلاقات وطيدة مع حركة حماس خصوصا بعد سيطرة حماس على القطاع فى 2007 ، وبموجب تلك العلاقة تلقى جيش الإسلام الدعم والتمويل المالى بقرار من القيادة السياسية لحماس ، وذلك خلال اتصال دغمش وعلاقته المميزة مع بعض قيادات كتائب القسام وأبرزهم عماد عقل ، وجهاد الكحلوت وكان الإعلان الرسمى المؤشر لجيش الإسلام خلال مشاركتها إلى كل من كتائب القسام الذراع العسكرية لحماس ولجان المقاومة الشعبية، فى عملية الوهم المتبدد التى أسر خلالها الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط فى مطلع عام 2006 . بداية حالة التوتر (مد وجذر) بين حماس وجيش الإسلام 2007 والخلافات كان لها أبعاد عائلية ، وذلك كان بسبب اغتيال كتائب القسام أحد أقارب دغمش ويدعى محمود دغمش ، الأمر الذى دفع جماعة جيش الإسلام بالرد (عمليات إطلاق نار وخطف عناصر من حماس) ، وفى عام 2009 تدخلت عناصر من كتائب القسام لمعالجة الأزمة بين دغمش وعناصر من كتائب القسام ، ونجحت الجهود بالفعل وعادت العلاقات إلى سابق عهدها بمباركة أحمد الجعبرى، حيث تم التوصل إلى اتفاق إعادة السلاح والمركبات إلى دغمش مقابل أن يتعهد الأخير بالامتناع عن تنفيذ أعمال داخلية تحرج حماس داخل القطاع . نظم جيش الإسلام بالاشتراك والتمويل والإمداد لتنفيذ هجمات إرهابية وقعت فى سيناء 2004، 2005، 2006، وتفجير محل جواهرجى فى الزيتون عام 2008 يمتلكه قبطى ، وتفجيرات الحسين ، ونجحت جماعة جيش الإسلام فى تجنيد أحد المصريين لتسهيل عمليات تهريب السلاح . فى 9 يونيو 2009 تم القبض على خلية إرهابية وضبط بحوزتها سلاح وأجهزة أعدت للاستخدام فى التفجيرات كما تم ضبط نسخ معهم من مؤلفات تتبنى فكر التكفير والجهاد منه المرجع الرئيسى لتنظيم الجهاد (العمدة فى إعداد العدة) الذى ألفه محمد عبدالسلام فرج أحد المشتركين فى قتل السادات. ولقد وجه النائب العام المستشار عبد المجيد محمود طلبا للجهات الأمنية مخاطبا حماس تسليم ممتاز دغمش لاتهامه فى تفجيرات الحسين (بالإشراف والتحريض) مع الآخرين ، وحماس رفضت هذا الطلب خوفا من شعبية دغمش القوية فى غزة وقوة نفوذه ، وتجدد الطلب من جديد فى أغسطس 2011 إلى حماس ولكن النتيجة واحدة !! الخطر الحقيقى الذى يهدد الحدود المصرية مع إسرائيل ، وقطاع غزة متمثل فى وجود دغمش فى القطاع ، والأنفاق التى يدخل ويخرج منها السلاح ، وتوغل عناصر جيش الإسلام بسيناء مناطق (العريش والشيخ زويد) والاستيراد المحلى لشباب السلفية الجهادية من محافظات مصر والاستقرار فى شمال سيناء يشكل حزاما ناسفا للمنطقة، السؤال: لماذا سيناء بالتحديد هدف من السلفية الجهادية؟ سؤال يحتاج إلى مناقشات.