تنسيق الثانوية العامة 2025 ..شروط التنسيق الداخلي لكلية الآداب جامعة عين شمس    فلكيًا.. موعد إجازة المولد النبوي 2025 في مصر و10 أيام عطلة للموظفين في أغسطس    رسميًا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 1 أغسطس 2025    5 أجهزة كهربائية تتسبب في زيادة استهلاك الكهرباء خلال الصيف.. تعرف عليها    أمازون تسجل نتائج قوية في الربع الثاني وتتوقع مبيعات متواصلة رغم الرسوم    إس إن أوتوموتيف تستحوذ على 3 وكالات للسيارات الصينية في مصر    حظر الأسلحة وتدابير إضافية.. الحكومة السلوفينية تصفع إسرائيل بقرارات نارية (تفاصيل)    ترامب: لا أرى نتائج في غزة.. وما يحدث مفجع وعار    الاتحاد الأوروبى يتوقع "التزامات جمركية" من الولايات المتحدة اليوم الجمعة    باختصار.. أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. مستندات المؤامرة.. الإخوان حصلوا على تصريح من دولة الاحتلال للتظاهر ضد مصر.. ومشرعون ديمقراطيون: شركات أمنية أمريكية متورطة فى قتل أهل غزة    مجلس أمناء الحوار الوطنى: "إخوان تل أبيب" متحالفون مع الاحتلال    حماس تدعو لتصعيد الحراك العالمي ضد إبادة وتجويع غزة    كتائب القسام: تدمير دبابة ميركافا لجيش الاحتلال شمال جباليا    عرضان يهددان نجم الأهلي بالرحيل.. إعلامي يكشف التفاصيل    لوهافر عن التعاقد مع نجم الأهلي: «نعاني من أزمة مالية»    محمد إسماعيل يتألق والجزيرى يسجل.. كواليس ودية الزمالك وغزل المحلة    النصر يطير إلى البرتغال بقيادة رونالدو وفيليكس    الدوري الإسباني يرفض تأجيل مباراة ريال مدريد أوساسونا    المصري يفوز على هلال الرياضي التونسي وديًا    انخفاض درجات الحرارة ورياح.. بيان هام من الأرصاد يكشف طقس الساعات المقبلة    عملت في منزل عصام الحضري.. 14 معلومة عن البلوجر «أم مكة» بعد القبض عليها    بعد التصالح وسداد المبالغ المالية.. إخلاء سبيل المتهمين في قضية فساد وزارة التموين    حبس المتهم بطعن زوجته داخل المحكمة بسبب قضية خلع في الإسكندرية    ضياء رشوان: إسرائيل ترتكب جرائم حرب والمتظاهرون ضد مصر جزء من مخطط خبيث    عمرو مهدي: أحببت تجسيد شخصية ألب أرسلان رغم كونها ضيف شرف فى "الحشاشين"    عضو اللجنة العليا بالمهرجان القومي للمسرح يهاجم محيي إسماعيل: احترمناك فأسأت    محيي إسماعيل: تكريم المهرجان القومي للمسرح معجبنيش.. لازم أخذ فلوس وجائزة تشبه الأوسكار    مي فاروق تطرح "أنا اللي مشيت" على "يوتيوب" (فيديو)    تكريم أوائل الشهادات العامة والأزهرية والفنية في بني سويف تقديرا لتفوقهم    تمهيدا لدخولها الخدمة.. تعليمات بسرعة الانتهاء من مشروع محطة رفع صرف صحي الرغامة البلد في أسوان    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    الزمالك يهزم غزل المحلة 2-1 استعدادًا لانطلاقة بطولة الدوري    اصطدام قطار برصيف محطة السنطة وتوقف حركة القطارات    موندو ديبورتيفو: نيكولاس جاكسون مرشح للانتقال إلى برشلونة    مجلس الشيوخ 2025.. "الوطنية للانتخابات": الاقتراع في دول النزاعات كالسودان سيبدأ من التاسعة صباحا وحتى السادسة مساء    «إيجاس» توقع مع «إيني» و«بي بي» اتفاقية حفر بئر استكشافي بالبحر المتوسط    مجلس الوزراء : السندات المصرية فى الأسواق الدولية تحقق أداء جيدا    فتح باب التقدم للوظائف الإشرافية بتعليم المنيا    رئيس جامعة بنها يصدر عددًا من القرارات والتكليفات الجديدة    أحمد كريمة يحسم الجدل: "القايمة" ليست حرامًا.. والخطأ في تحويلها إلى سجن للزوج    فوائد شرب القرفة قبل النوم.. عادات بسيطة لصحة أفضل    متى يتناول الرضيع شوربة الخضار؟    تكريم ذوي الهمم بالصلعا في سوهاج.. مصحف ناطق و3 رحلات عمرة (صور)    حركة فتح ل"إكسترا نيوز": ندرك دور مصر المركزى فى المنطقة وليس فقط تجاه القضية الفلسطينية    أمين الفتوى يوضح أسباب إهمال الطفل للصلاة وسبل العلاج    الداخلية: مصرع عنصر إجرامي شديد الخطورة خلال مداهمة أمنية بالطالبية    الإفتاء توضح كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر    الشيخ خالد الجندى: من يرحم زوجته أو زوجها فى الحر الشديد له أجر عظيم عند الله    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    وزير الخارجية الفرنسي: منظومة مساعدات مؤسسة غزة الإنسانية مخزية    ممر شرفى لوداع لوكيل وزارة الصحة بالشرقية السابق    رئيس جامعة بنها يشهد المؤتمر الطلابي الثالث لكلية الطب البشرى    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي ب "فنون تطبيقية" حلوان    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    طارق الشناوي: لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل موهوب بل إنسان وطني قاتل على الجبهة.. فيديو    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"القاعدة" تتحالف مع تجار المخدرات والسلاح والبشر في سيناء

تحالف تنظيم القاعدة مع مثلث تجارة المخدرات والبشر والسلاح
هل يحول سيناء إلي أفغانستان مصرية؟
تناولنا الأسبوع الماضي أزمة سيناء والتمرد المسلح الأخير ومحاولة الاستيلاء علي قسم ثاني العريش تمهيدا لإعلان إمارة إسلامية في شبه جزيرة سيناء، جاء ذلك تحت عنوان «إعلان الحكم الذاتي في سيناء!»، وأكدنا علي أن ماجري يؤكد وجود مخابرات وتنظيمات كبري تسعي- بالفعل- لاختراق شبه جزيرة سيناء. وحذرنا من الخطر الأكبر لما يحدث، أنه يجري في بيئة سيناوية قبلية محايدة سلبياً (علي الأقل)، وأشرنا إلي خطورة الحل الأمني فقط تجاه ما يحدث دون مراعاة مطالب المواطنين المصريين البدو في سيناء وطرحنا 16 مطلباً أهمها:
- الإفراج عن المعتقلين وإسقاط القضايا التي يرونها ملفقة.
- إنهاء وجود الشرطة والتعامل مع أجهزة المخابرات لما بينهما من علاقات طيبة نشأت منذ مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
- إعطاء البدو حقوق المواطنة الكاملة بما في ذلك حق تملك الأراضي في سيناء.
- السماح لأبناء البدو بدخول الكليات العسكرية ومراعاتهم في الوظائف العامة خاصة في سيناء التي يسيطر علي أغلب وظائفها موظفو من خارجها.
- الاهتمام بتنمية شبه الجزيرة.
- احترام العادات والتقاليد البدوية وإعطاء البدو حق التقاضي العرفي قبل اللجوء للقضاء المصري.
ونوهنا للتحالف بين القبلية والسلفية الجهادية وضرورة البحث عن حلول سياسية واجتماعية وتنموية بدلا من تهميش بدو سيناء، ومن ثم من يراجع سياسة المركز مع الأطراف سيجد أن قنا وأسوان والبحر الأحمر من حكم محمد علي وحتي 1952 منفي، ويحتل كبار الموظفين الصدارة من القاهرة.
ورغم أن سكان سيناء وفي مقدمتهم المواطنين المصريين البدو دفعوا دماءهم بسخاء منذ 1955 و1956 و1967 و1973 فلم ينالوا ما وعدوا به وأقلها حق المواطنة وتمليك الأراضي، ومن ثم كانت عوامل الحرمان النسبي وراء خيبة الأمل وضياع الحلم وفقدان المكانة والتنكيل بهم خاصة في عصر مبارك عبر زبانية العادلي من أمن الدولة الذين استخدموا القبضة الحديدية، وباع من لا يملك الأراضي لمن لا يستحق فحدث هذا الانفجار وتلك الاختراقات.
الأمر الذي دعا أحد كبار مشايخ القبائل السيناوية (رفض ذكر اسمه) يقول لنا: «مالنا دخل لا بالمصريين ولا بالسنية، فخار يكسر بعضه».
السنوات الست
هدت مصر علي مدار الست سنوات السابقة سلسلة من التفجيرات الإرهابية، رافقها حملات أمنية وقضايا لتنظيمات جهادية ترتبط بعناصر من الخارج مثل تنظيم «الوعد» سنة 2001 و«حزب التحرير» في عام 2004 الذي ضم 3 بريطانيين، وجماعة «التوحيد والجهاد» المسئولة عن تفجيرات طابا 2004 وتفجيرات شرم الشيخ 2005 ودهب ,2006 وكذا «الطائفة المنصورة» الذي تم القبض علي عناصره في 2006/4/19 والذي تلاه في 2007/7/14 القبض علي 35 شخصاً تحت اسم تنظيم ''الجبهة الإسلامية العالمية لجهاد اليهود والنصاري»، وفي 2007/7/15 أعلن مصدر أمني مصري أن هناك تهديداً من عناصر إرهابية لشن اعتداءات علي بعض المرافق الحيوية أهمها مترو الأنفاق بالقاهرة.
وعندما أصدر محمد خليل الحكايمة بياناً في 27/5/2007علي موقع ''مركز الفجر للإعلام'' وجه فيه نداء للمسلمين بنصرة فتح الإسلام في معركتها ضد قوي العمالة كان ذلك بمثابة أول ظهور رسمي لتنظيم القاعدة في مصر. بعدها أصدر الحكايمة الموجود بإيران بياناً رسمياً باسم تنظيم القاعدة في بلاد الكنانة في 2007/6/10 وصف فيه مشروع المراجعات الذي تقوم بها قيادات جماعة الجهاد المصرية داخل السجون بأنه مشروع مخابراتي وقدم نفسه باعتباره أمير التنظيم في مصر.
ف إن إصرار الحكايمة المدفوع من جهات إيرانية علي إصدار بيانات باسم تنظيم القاعدة في أرض الكنانة. ما هو إلا محاولة من قادة تنظيم القاعدة للإيحاء بأنهم متواجدون علي أرض الكنانة وأن القاعدة قادرة علي تحريك عناصرها عند اللزوم.
القاعدة تتحدث عن نفسها
ولم يكتف تنظيم القاعدة بذلك بل أعلن عن نفسه وفق دراسة أعدها المركز العربي للبحوث والدراسات جاء فيها الخريطة والبنية التنظيمية كالتالي:
قاعدة الجهاد في أرض الكنانة (مصر)
اسم الفرع: قاعدة الجهاد في أرض الكنانة
كود الفرع:
عدد الأعضاء والكوادر: 250 عضوا
تاريخ التأسيس: 12/5/2006
حجم التجهيزات العسكرية
أسلحة نارية
مواد متفجرة
قنابل وأحزمة ناسفة
قيادات وكوادر الفرع (لدينا وثيقة تحتوي علي 250 اسما)
وتقسم الوثيقة الأعضاء إلي نوعيات ومهام:
5 إعلاميين يستغلون الفضاء الإلكتروني للتجنيد
190 كادرا حركيا يعملون وسط شباب القبائل السيناوية والغزاوية للتجنيد
للتنظيم
5 كوادر فكرية وهؤلاء يعدون فقهاء للتنظيم.
أساليب التجنيد بالفرع:
المواقع الجهادية علي النت
القنوات الفضائية الإسلامية
الاتصال المباشر عبر تبني مطالب البدو والإيعاز لهم بأن ذلك لن يتحقق إلا من خلال الإمارة الإسلامية، واستغلال أي مظاهرات أو احتجاجات مطلبية وتحويلها إلي تمرد مسلح (لاحظ تشابه ما حدث مع جمعة الشريعة 29 يوليو)
وتتنبأ الوثيقة في عام 2006 إلي تحول سيناء إلي مسرح عمليات عسكرية لإثارة القلاقل وضرب المنشآت الحيوية واحتلال المرافق تمهيدا لإعلان الإمارة الإسلامية في سيناء (يلاحظ التشابه مع ما حدث أمام قسم ثان العريش).
علي المستوي التنظيمي فإنه من المتوقع أن يتم دمج أو الاتحاد بين تنظيمات:
«القاعدة في مصر، جيش الإسلام بغزة» علي أن يضم تنظيم القاعدة في أرض الكنانة تنظيمات (التوحيد والجهاد، الوعد، حزب التحرير، الجبهة الإسلامية).
ثالوث الدمار
قال مشايخ القبائل السيناوية إن المجموعات المسلحة التي هاجمت مدينة العريش خرجت من قرية «القريعة» القريبة من مدينة الشيخ زويد، والتي تعد المعقل الرئيسي للسلفية الجهادية في شمال سيناء، وأن هذه المجموعة تتحصن بالجبال، وترفع رايات تنظيم القاعدة سوداء اللون، وأن ما قامت به كان تمهيداً لإعلان «الإمارة الإسلامية» بشمال سيناء، وأن هذه المجموعة تقول علنًا أنها قامت بتفجير خط تصدير الغاز الطبيعي لإسرائيل والأردن وشمال سيناء، وأجرت عدة بروفات لهجومها علي العريش بمدينة الشيخ زويد القريبة من قرية القريعة التي ينتمي عناصرها لها.
ثم أعقب هذه التصريحات خروج بيان منسوب لما يسمي بتنظيم القاعدة يدعو لتحويل سيناء لإمارة إسلامية تم توزيعه علي بعض مساجد مدينة العريش بسيناء - بعد انتهاء صلاة التراويح - يدعو إلي تحويل سيناء لإمارة إسلامية، وحمل البيان عنوان «بيان من تنظيم القاعدة في شبه جزيرة سيناء»، وتضمن آيات قرآنية تشير إلي أن الإسلام هو دين الحق، وأنه لا بد من اتباعه، وتساءل عن دور القوات المسلحة المصرية في إيقاف تهريب السموم إلي سيناء، كما تطرق إلي الظلم الذي يتعرض له بدو سيناء، ونهب ثروات سيناء، وختم البيان بعبارة «كفانا جهلاً»، وهي العبارة التي يروج لها أعضاء تنظيم التكفير والهجرة في سيناء لمن حولهم منذ بداية توسع مد الفكر السلفي الجهادي بصحراء سيناء في نهاية الثمانينيات من القرن العشرين.
ملحوظة: صرح أحد قادة تنظيم القاعدة في أرض الكنانة يدعي عواد للمصري اليوم في 1 أغسطس أن التظيم يبلغ الآن 10 آلاف عضو!!
اسم الشهرة التكفير والهجرة
ظل تنظيم التكفير والهجرة - حسب تسمية السيناويين - يعمل في الخفاء حتي إعلان تنحي الرئيس مبارك، وسقوط وزارة الداخلية ووزيرها حبيب العادلي الذي كان يعتبر كافة التيارات السلفية عدوه الأول يلاحق أفرادها أينما وجدوا، بعد أن حملها المسؤولية الكاملة عن كافة التفجيرات السابقة.
في نهاية حكم مبارك في إطار ما سمي تصالح الشرطة مع بدو سيناء، أتاح التصالح لكثير من أعضاء الجماعات السلفية الدعوية منها والجهادية، الخروج من المعتقلات، خروج أعقبه إفراج المجلس العسكري عن بقيتهم بعد الثورة في محاولة لتهدئة الأجواء الأمنية في سيناء بعد انهيار المنظومة الأمنية هناك.
ومع حالة الانفلات الأمني بدأ الإعلان عن نظام خاص بهم، وإخضاع سيناء بكاملها لسطوتهم تحت قوة السلاح؛ لتحقيق نموذج كيان إسلامي قائم علي رؤيتهم، وقاموا باستعراض القوة من خلال تنظيم استعراضات عسكرية بمواكب، جابت أكثر من مرة مدن الشيخ زويد ورفح تضمنها رفع الرايات السوداء، وأسلحة حديثة تتخللها صيحات جهادية مقتبسة من شعارات تنظيم القاعدة، ومحاولتهم أكثر من مرة تدمير ضريح الشيخ زويد، وقال الأهالي إنهم يقومون بإجراء تدريبات علي القتال بأسلحة متطورة في مناطق نائية بعيدة بشرق العريش، وجنوب قرية الجورة علي بعد نحو 25 كم من الحدود مع فلسطين، وتكثيفهم عمليات شراء السلاح من التجار والمهربين بالمنطقة كل ذلك تحت سمع وبصر جميع الأجهزة المعنية، ولكنهم كالعادة استهانوا بالأمر بعد أن أخذتهم أوهام القوة.
وخلال السنوات الخمس الماضية منذ إعلان تنظيم القاعدة في أرض الكنانة عن نفسه 2006 والذي لم يزد عدده عن 250 عضوا انتشر المد السلفي المسلح بسيناء مثل الفطر، ونجح التنظيم السيناوي أن يرتبط بفكر التيار السلفي الجهادي بقطاع غزة، والمتمثل في تنظيم جيش الإسلام (الحليف لحركة حماس والذي شارك في عملية اختطاف جلعاد شاليط)، ذلك التنظيم الذي يسعي للسيطرة علي قطاع غزة والتمدد في سيناء، ويلاحظ أن حماس تعطي حرية حركة لتنظيم جيش الإسلام في العمل شمالا في اتجاه سيناء حتي تتقي الصدام معه علي السلطة في غزة، ويتزامن ذلك الحراك مع النمو الملحوظ والمعلن لنشاط إمبراطوريات التهريب العالمية التي تتخذ من سيناء ممرا آمنا للتجارة في البشر القادمين من أفريقيا وبعض الدول الآسيوية المرحلين وبعض دول الاتحاد السوفيتي السابق إلي إسرائيل، جنباً إلي جنب مع المخدرات والأسلحة إلي عملائهم في الدول المجاورة.
إن ما حدث في الخمس سنوات الماضية باختصار، تحولت سيناء وجبالها إلي أفغانستان جديدة ومرتع لتحالف مثلث الشر (تجار السلاح والمخدرات والبشر) في تبادل مصالح مع التنظيمات المسلحة السلفية خاصة تنظيم القاعدة في أرض الكنانة وبعض القوي القبلية تحت سمع وبصر أمن الدولة السابق ورجال العادلي.
إن هذا الذي يحدث ليس بعيداً عن الدعم الإيراني لأنها لا تزال ترعي وتأوي 83 عنصرا من أشرس العناصر المتطرفة المصرية وترفض تسليمهم للأمن المصري كما يقول د. عبد الرحيم علي مدير المركز العربي للبحوث والدراسات، ويضيف وكان هذا التنظيم يقف وراء كل العمليات والتفجيرات السابقة ويضم عناصر مصرية شرسة منها خلف مصطفي وغيره ممن ذهبوا إلي الجيش الإسلامي وتدربوا به وأخذوا أموالا وسلاحا وأنشأوا تنظيم التوحيد والجهاد الابن الشرعي لجيش الإسلام الفلسطيني عام 2002 في شمال سيناء ويقوده الدكتور خالد مساعد.
ويذكر الدكتور عبد الرحيم علي أن حركة حماس أرادت أن تستفيد من الأوضاع الأمنية السيئة في مصر بعد سقوط النظام المصري الذي كان يقف حجر عثرة في وجهها فيما يتعلق بفتح المعبر حيث إنها اعتقدت أنه بعد زوال حكم مبارك أصبح بإمكانها فتح المعبر والتحرك في مصر بحرية لكنها أخطأت في تصور ذلك .. حيث إن المسألة ليست لها علاقة بنظام الحكم وإنما لها علاقة بالأمن ولهذا تقوم حماس بتوظيف هذه العناصر من أجل تحقيق مآربها.
ويؤكد الدكتور عبد الرحيم علي أن حماس تريد فتح المعبر طوال الوقت وتريد ألا يتم تفتيش من تقوم السلطات المصرية بتفتيشهم وتريد أن يتم رفع العدد اليومي من عابري المعبر من 300 إلي ألف وألا يخضع للتفتيش من هم أقل من 18 سنة وأكبر من 40 سنة هذا علي الرغم من أن غزة تمتلئ بالجماعات الجهادية الخطيرة علي الأمن العام.. ونلاحظ أيضا أن حماس قد بدأت هجوما عنيفا علي النظام المصري الجديد منذ شهر يوليو الماضي لإصراره علي رفض ما تطلبه حماس حفاظا علي الأمن المصري الداخلي لأن حماس تريد أن تصبح المنطقة الشمالية لمصر بمثابة بديل لها تعمل فيها ما تريده لكن هناك معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل والمجلس العسكري أعلن عن احترامه لها بعد توليه الحكم في مصر خلال الفترة الانتقالية وبالتالي لو حدث مساس بهذا الأمر سوف تقوم حرب علي الحدود إذا لم تحترم مصر الاتفاقيات المنظمة للمعبر .. وحاليا لا يتوقف جيش الإسلام عن المناوشات وعن الدفع بعناصر من تنظيم التوحيد والجهاد لتحقيق أهدافه الخاصة والتي ربما تتبلور في إقامة إمارة إسلامية في مصر.
الحركة السلفية: جناح سياسي وآخر مسلح
من جانب آخر ربطت مصادر أمنية مطلعة بين الدعوة لجمعة «لم الشمل» 29 يوليو وبين التمرد المسلح في سيناء، حيث تم استغلال الدعوة لهذه الجمعة من قبل عناصر تكفيرية أخري خارجة عن القانون في محاولة تنفيذ مخطط الهجوم علي قسم ثاني العريش.
من جهة أخري انتهت زيارة عاموس جلعاد رئيس الهيئة الأمنية والسياسية بوزارة الدفاع الإسرائيلية لمصر الثلاثاء الماضي بعد أن بحث عددا من القضايا الأمنية التي تخص القاهرة وتل أبيب، وأكدت الإذاعة الإسرائيلية أنه بحث مع المسئولين المصريين قضية تأمين الحدود بين البلدين خصوصا بعد أحداث العريش الأخيرة، وأكدت مصادر دبلوماسية مطلعة في القاهرة أن عاموس جلعاد ربط بين إعادة تصدير الغاز المصري لإسرائيل والمساندة في فتح ثغرة في اتفاقية كامب ديفيد لإعطاء مزيد من التواجد الأمني المسلح في سيناء وبين مساندة مصر لإسرائيل في إتمام صفقة إطلاق صراح الجندي الإسرائيلي شاليط.
وكانت تلك المصادر قد أشارت إلي أن تأتي زيارة جلعاد عقب فشل زيارة الوفد الفلسطيني المكون من ممثلين لفتح وحماس في تدخل مصر لرأب الصدع بينهم، وإنكار حماس مساندتها لجيش الإسلام الفلسطيني أو أي منظمات تكفيرية مصرية.
إننا أمام مشهد في غاية الخطورة الحزام القبلي متحالف مع الحركة السلفية الجهادية وغير الجهادية مدعوما بالحركات الجهادية الفلسطينية، ومرتبطة بمثلث الشر من تجار المخدرات والسلاح والبشر، وسط مناخ قبلي محايد سلبيا، والحكومة المركزية بقيادة الدكتور شرف مشغولة بفرض سلطتها علي ميدان التحرير والأطراف تبتعد رويدا رويدا، ومازال مبارك يحكم وهو في القفص والمركز لا يتعلم درس التاريخ وحركة المحافظين دليل علي ذلك، ففي تشكيل المحافظين الأخير يوجد 18 لواء، نفس نظرية (مبارك- العادلي) قمع الأطراف عبر العقاب الجماعي وأوهام القوة وحكم الجنرالات، ربي لا أسالك رد القضاء بل أسألك اللطف فيه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.