استكمالا لما نشر فى هذا المكان الاسبوع الماضى حول حاجة القاهرة الكبرى الى متنفس جديد من خلال انشاء مطار جديد غرب القاهرة لتخفيف الضغط عن مطار القاهرة الحالى.. تلقت «عالم المطارات» من اللواء طيار عبد الفتاح كاطو الرئيس الاسبق للهيئة المصرية العامة للطيران المدنى سلطة الطيران المدنى حاليا تعقيبا حول هذه القضية.. حيث يقول إن الخطة القومية لتطوير المطارات التى اعتمدها مجلس الوزراء عام 1996 وكذا الدراسة التى تمت بواسطة المكتب الاستشارى العالمى «مايتر» اكدت أن منطقة القاهرة الكبرى فى حاجة فى المستقبل القريب إلى مطار دولى آخر يعمل بالتوازى مع مطار القاهرة الدولى نظرا للقيود الموجودة حاليا فى المجال الجوى المحيط بمطار القاهرة وكذا لازدحام الطرق الموصلة إليه بسبب التوسع السكانى حول المطار والتكدس المرورى الذى يؤدى لتأخر وصول ركاب الطائرات إلى المطار قبل الرحلات. لذا اقترحت الدراسة انشاء مطار جديد غرب مدينة السادس من أكتوبر، فى المكان الحالى لمطار 6 أكتوبر، والذى انشئ بعد صدور القرار الجمهورى الخاص بتخصيص مساحة 12كم مربع عام 1997 لانشاء هذا المطار على ثلاث مراحل، تكون المرحلة الأولى منها بغرض استخدامه فى التدريب بديلا عن مطار امبابة، وقد تم افتتاح هذه المرحلة سنة 2002، ولم يتم حتى الآن استكمال باقى المراحل. ونظرا للأحداث التى مرت بها مصر خلال الثلاث سنوات الأخيرة، أصبح وصول السائحين من مطار القاهرة الدولى الى منطقة الأهرامات يستغرق نحو ساعتين مع احتمال تعرض وسائل نقلهم لمشاكل أمنية تحتاج إلى جهد تأمينى كبير. ومع استمرار تطبيق سياسة منع هبوط الطيران منخفض التكاليف والشارتر فى مطار القاهرة حتى الآن تصبح هناك ضرورة لفتح مطار 6 اكتوبر لهذا النوع من الطيران الذى يؤدى لجذب شريحة كبيرة من السائحين والركاب الذين لا يرغبون فى استخدام الطيران المنتظم. كما أن الدراسة التى قام بها أحد المكاتب الاستشارية أثبتت أنه لا تعارض بين استمرار تشغيل مطار القاهرة الدولى كمطار محورى للطيران المنتظم وبين تشغيل مطار 6 اكتوبر للطيران الشارتر ومنخفض التكاليف وذلك لتعظيم العائد من المناطق السياحية المميزة الموجودة بالقاهرة الكبرى وذلك من مختلف دول العالم. وبالإضافة لما سبق، فإن العائد الاقتصادى على مستوى الدخل القومى من استغلال هذه المناطق السياحية أن اعداد السائحين الذين سوف تستوعبهم فنادق منطقة الجيزة والاهرامات والمناطق القريبة من نهر النيل حوالى 1.5 مليون سائح سنويا، ويرتفع هذا الرقم كثيرا بعد افتتاح المتحف المصرى الجديد، وذلك مع الأخذ فى الاعتبار أن متوسط صرف السائح الواحد حوالى 80 دولارا يوميا. وللاسترشاد بما يحدث فى دول العالم المتقدم، فإنه لتعظيم العائد السياحى قامت هذه الدول بفتح مطارات ثانوية فى العواصم الكبرى، تعمل الى جانب المطارات الرئيسية بغرض تخفيض اسعار الخدمات والرسوم الملاحية والضرائب وبالتالى مصروفات شركات الطيران منخفض التكاليف والشارتر. فعلى سبيل المثال، قامت فرنسا بفتح مطارى «شتادو» و«اورليون» وهما على بعد حوالى 50كم من مدينة باريس التى بها ثلاث مطارات دولية أخرى. كما فتحت المانيا مطار «هان» على بعد حوالى 40كم من مطار فرانكفورت ومطار «مونش جلاد باخ» على بعد 30كم من مطار دوسلدورف،. وقامت تركيا ايضا بفتح مطار «صبيحة» الى جانب مطار «أتاتورك» بإسطنبول. وفى لندن تم تشغيل مطار «استانستد» الى جانب مطارى «هيثرو» جاتويك، كما أن معظم دول العالم قد اتبعت فى بناء هذه المطارات مواد غير باهظة التكاليف وتتميز هذه المطارات بالبساطة فى التصميم وتقدم خدمات وتسهيلات سريعة للركاب، ولعل مطار برج العرب الذى يستخدم حاليا لبعض شركات الطيران منخفض التكاليف يعد نموذجا ناجحا لذلك.. وقد يرى البعض ان تخصيص مطار اكتوبر للطيران منخفض التكاليف والشارتر قد يؤثر على مصر للطيران.. ولكن ذلك قضية اخرى تحتاج الى مناقشة وتحليل لطرح مختلف الآراء حولها.. ومن هنا نخلص الى نتائج اهمها. سرعة تجهيز وفتح مطار 6 اكتوبر للطيران منخفض التكاليف والشارتر كمرحلة أولى. التنسيق مع وزارة الدفاع بشأن المنشآت المحيطة بمنطقة مطار 6 أكتوبر والتى يلزم نقلها لمناطق أخرى. و«عالم المطارات» إذ تطرح هذه الرؤية فإنها ترحب بكل الاراء والمقترحات التى تسهم فى الارتقاء بمنظومة الطيران المصرى.