قال خبير السيارات محمود خيري إن تراجع أسعار السيارات خلال الربع الثالث من عام 2025 بنسبة 23% على أساس سنوي، وزيادة المبيعات بنسبة 75% في شهر أغسطس، يعودان إلى سبب رئيسي واحد هو استقرار الاقتصاد المصري وسعر الصرف. وأوضح في لقاء عبر زووم بالإعلامية لميس الحديدي، في برنامج "الصورة" المذاع عبر شاشة "النهار"، مساء السبت، أنه لم يعد هناك فرصة للتلاعب مجددًا، مشيرًا إلى أن السوق شهد عشوائية في التسعير بعد تعويم 2022، متابعا: "كان في ناس بتسعّر على دولار ب70 وأخرى ب100"، وهو ما انتهى الآن مع ثبات سعر الصرف لفترة طويلة. وأضاف أن بعض التوكيلات ما زالت تمتلك مخزونًا من سيارات موديل 2024، مؤكدًا أن السوق به سيارات من الأعوام الماضية لم تٌباع. وأشار خيري إلى أن السيارات الصينية أصبحت تسيطر على السوق المصري، حيث تستحوذ على 38% من إجمالي المبيعات، وتحتل ثمانية مراكز ضمن العشرين الأولى في تراخيص السيارات. وأوضح أن الإقبال عليها سببه الرئيسي أنها "بديل في متناول المواطن"، وليس فقط لتحسن الجودة، في وقت "الأوروبي والياباني والكوري لسه عندهم نزعة إنهم ما ينزلوش الأسعار بسرعة"، حسب قوله. وحول عروض التقسيط والفوائد الصفرية، أكد خيري أن بعض التوكيلات الكبرى تقدم عروضًا حقيقية بشرط دفع 50% مقدمًا، لكن "مش كل العروض دي حقيقية". وذكر أن بعض المعارض ترفع الأسعار تحت بند "مصاريف إدارية" لتعويض الفائدة، مستطردا: "بيعلنوا زيرو فوايد، لكن بيرفعوا السعر الأساسي للعربية وبيكسبوا من وراها أكتر من الفايدة نفسها". وفيما يخص سوق السيارات المستعملة، أوضح خيري أنه "بيعاني ركود تام"، لأن كثيرًا من المواطنين الذين اشتروا سيارات بأسعار مرتفعة في 2023 "مش قادرين يتنازلوا عن الخسارة الكبيرة"، مشيرًا إلى أن "في ناس كانت شاريه كورولا ب2 مليون و650 ألف، النهارده سعرها مليون و600". وأكد أن موديلات 2026 شهدت أيضًا تخفيضات وصلت إلى 450 ألف جنيه في بعض العلامات مثل سكودا، موضحًا أن فكرة شراء السيارات بغرض الاستثمار "انتهت تمامًا"، وقال: "اللي يشتري دلوقتي يشتري لو محتاج يقتني، مش عشان يستثمر". كما أشار خيري إلى نمو ملحوظ في مبيعات السيارات الكهربائية، لافتًا إلى أن الأسعار شهدت "تحسن رهيب"، وأصبحت بعض الطرازات تُطرح تحت حاجز المليون جنيه، مثل السيارة المنتظر إعلانها من "أرك فوكس" بسعر متوقع 900 ألف جنيه ومدى سير 450 كيلومترًا. واختتم خيري حديثه بالتأكيد على أن السيارات الكهربائية أصبحت الآن "بديل موفر واقتصادي"، مشيرًا إلى أن عدد التراخيص الشهرية لها قفز من نحو 60 سيارة قبل سنوات إلى أكثر من 1200 سيارة مؤخرًا.