فى الواقع إن دار الأوبرا المصرية لم تحصل على إجازة طوال العام وتقصد هنا حتى فترة الصيف الذى عاده ما تخصصه للإصلاح والترميم والتجديد خاصة فى الدار الكبيرة حيث تمتلك الأوبرا مسرحا كبيرا ثم المسرح الصغير والمسرح المكشوف. المسرح الصغير والمكشوف تم تخصيصهما طوال أشهر الصيف إلى مختلف ألوان الفنون المصرية التى تجتذب عددا من الجماهير. فكان الغناء العربى وأيضا بعض من الموشحات والمولوية وغيرها حتى جاء الخريف وهو بداية الموسم الشتوى أو الموسم الخاص للمسرح الكبير فكان أن بدأت أوركسترا القاهرة السيمفونى حفلاتها بحفلين قادهما المايسترو أحمد الصعيدى والثانى بعده مباشرة أكبر عمل فنى مصرى وعالمى وهو أوبرا عايدة. أوبرا عايدة نعتبرها مصرية لأنها بالفعل كتبت خصيصا لمصر عندما قام بهذه المهمة الموسيقار فيردى بتكليف من الخديو إسماعيل فى مناسبة افتتاح قناة السويس. كانت هذه الأوبرا التى تعد من أكبر الأعمال الفنية على مستوى العالم.. كانت هى العرض التالى لحفلات أوركسترا القاهرة السيمفوني. وإذا قلنا إن أوبرا عايدة عمل من الأعمال العالمية التى يصعب أن يمر موسم لأى دار أوبرا دون أن تقدمها فهى بالفعل كذلك خاصة وهى تحتاج إلى جهد غير عادى حيث تضم الأصوات الأوبرالية تقريبا كلها السوبرانو والميتزوسوبرا للسيدات والتيتور والباريثون والباص للرجال بالإضافة لاعتمادها على مجاميع كبيرة للغاية من الكورال أى المغنين الجماعيين والذين يتكون منهم الجيش الذى تضمه هذه الأوبرا ثم أيضا هناك الباليه الذى يلعب دورا كبيرا فى هذه الأوبرا. إذن لدينا كل ألوان الفن العالمى رفيع المستوى من غناء أوبرالى إلى غناء جماعى إلى باليه بالإضافة إلى الأوركسترا المصاحبة لها ثم ما تحتاجه من ديكورات ضخمة وأيضا ملابس غير عادية. هذا كله فى هذا العمل الذى افتتحت به دار الأوبرا المصرية موسمها الجديد لأجد كل بند من بنود هذا العمل فى الصورة الجيدة بل المتميزة واعتقد أنه يصعب على بعض دور الأوبرا أن تقدم على هذا العمل. القاعة أى المتفرجين كانوا يحتلون كل مقاعد دار الأوبرا كما لو كانوا قد حضروا خصيصا للاحتفال بالأوبرا المصرية فى موسمها الجديد. ديكورات ضخمة وبديعة وملابس فى غاية الاتقان.. باختصار عمل كبير ومتميز فى كل عناصره سواء المصرية وبعض من الأصوات الأجنبية خاصة والمغنى عليه أن يغن يوما ثم يرتاح اليوم الذى يليه ليصعب عليه الغناء يوميا. عمل يعيد لنا كما أعاد لنا من قبل الثقة فى أن مصر تمتلك كل مقومات الأعمال العالمية بفضل أكثر من رئيس لها يمتلك الرؤية الفنية والإدارة الجيدة وهذا ما تتمتع به رئيس دار الأوبرا حاليا د.إيناس عبدالدايم.. أشهر عازفة فلوت فى مصر. وأعلم أن بعد أوبرا عايدة أكثر من عمل فنى من الأعمال العالمية سيتوج دار الأوبرا المصرية خلال هذا الموسم. ،أما عن نص عايدة فهى فى الأساس الوعاء الذى يوضع به الغناء الأوبرالى الفردى والجماعى والباليه مع الموسيقي هى قصة الحب التى تربط بين الحبيبين لتفضل الفتاة أن تدفن مع حبيبها الذى حكم عليه بالموت.