أكثر من عمل قدمته دار الأوبرا المصرية خلال الشهر الماضي يتناول الثورة, إما من خلال أعمال استعراضية أو من خلال حفلات غنائية لأغانينا الوطنية وذات الصبغة القومية.. بعد هذا كان أول عمل مصري عالمي تعرضه الأوبرا وهو أوبرا عايدة التي ألفها الموسيقار العالمي فيردي لتفتتح بها دار الأوبرا القديمة ولكنها لم تكن جاهزة وقتها فتقرر أن تفتتح الآن بعمل أوبرالي آخر. خلال الفترة الماضية كان أوركسترا القاهرة السيمفوني يقدم حفلاته مساء كل يوم سبت كالمعتاد.. لكن بخلاف الأوركسترا كانت هناك الحفلات التي تتعرض للثورة بصورة أو بأخري. المهم أن اختيار الأوبرا لعمل فيردي وهو أوبرا عايدة يعتبر بداية جيدة خاصة وهو يتناول مصر, وألفه الموسيقار فيردي خصيصا من أجل مصر بتكليف من الخديو اسماعيل, أما العرض فشأنه شأن كل نصوص الأعمال الأوبرالية نص بسيط أي مجرد وعاء لوضع الموسيقي والغناء الفردي والغناء الجماعي الكورال والباليه داخلة. وهو عن القائد المصري الذي أحب أسيرة حبشية بعد ان انتصر علي جيش والدها ليترك الأميرة التي كان مرتبطا للزواج منها فيتقرر في النهاية انتصار الحب بأن يدخل الحبيبان المقبرة وهما أحياء ليموتا معا. هذه الأوبرا تعد من أهم وأشهر الأوبرات العالمية التي لا يمر موسم مع أي أوبرا في الخارج دون أن تكون أوبرا عايدة ضمن برنامجها خاصة وهي تضم كل الفنون من الغناء والباليه مع أكبر عدد من الكورال الذي يمثل الجيوش في مشهد مهيب لم تصل اليه أي أوبرا أخري علي مستوي العالم. والمهم أيضا أن هذا العمل الكبير الذي قدمته مصر في الهواء الطلق بمعني أنها قدمته في الأقصر وقدمته في الدير البحري وقدمته أمام الأهرامات.. هذا العمل أخرجه الفنان الموهوب د.عبد المنعم كامل خريج أول دفعة من المعهد العالي للباليه, وأيضا أول من رشح ليكمل دراسته في معهد تشايكوفسكي في روسيا الاتحاد السوفيتي وقتها بطلب من وزير الثقافة وقتها أيضا د.ثروت عكاشة. [email protected]