بعد أوبرا عايدة عرض موسيقي استعراضي عن مصر القديمة هو أول عرض موسيقي غنائي استعراضي يقدم علي خشبة مسرح دار الأوبرا المصرية. وهو أيضا أول عرض عن مصر القديمة تنتجه النمسا وتقدمه في أول عرض له خارج فيينا بالقاهرة. وهو أيضا أول عرض تقدم فيه الديكورات والاضاءة مع خلفية شاشة سينما كبيرة مع الديكور علي خشبة المسرح في خلفية تشارك فيها4 بروجكتورات تزن الواحدة منها16 كيلو جراما. ومن خلال هذا نشاهد لأول مرة بدار الأوبرا ما يعرض في مسارح برودواي بأمريكا ولندن بالحيل المسرحية التي تقدم عمقا كبيرا وتقدم بعضا من المشاهد تحت الماء وبعضا منها في بعد عميق. ربما أيضا هو أول عرض يشارك فيه فنانون من كل من النمسا والمانيا واستراليا وأمريكا وكندا والسويد. هذا هو العرض الموسيقي الذي شاهدته لك هذا الاسبوع بدار الأوبرا المصرية. لا أقول ان هذا عرض مسرحي عن مصر الفرعونية مثل عايدة للموسيقار فيردي لأن عايدة عمل أوبراليا أما توت عنخ آمون فهو عرض موسيقي غنائي استعراضي يشارك في الاستعراض به فرقة الباليه. لدينا الأوركسترا التي يقودها المايسترو النمساوي هيوفيج جراتزر الذي أحسبه هنا من القادة الكبار خاصة أن هذه الأعمال يكون علي المايسترو فيها ليس فقط قيادة عازفي وعازفات الأوركسترا ولكن أيضا المغنون ثم الباليه والصعوبة تأتي في أن تتماشي الموسيقي مع كل حركة ولو بسيطة من أي من الممثلين أو المغنيين. القصة أو النص يقدم في صورة بالطبع متخيلة عن الفرعون الصغير الشهير توت عنخ آمون ولكن مع الاهتمام بالتفصيلات أو بعض التفصيلات التاريخية. اللغة المستخدمة بالرغم من أن الانتاج من النمسا ومعظم الفنانين خلف الكواليس والمغنين من النمسا حيث اللغة هي الألمانية إلا أن العرض يقدم باللغة الانجليزية مما يسهل علي عدد كبير من متفرجي دار الأوبرا المصرية التواصل مع الأحداث التي تروي بالغناء. لدينا في هذا العمل مجموعة كبيرة ممن يطلق عليهم الفنان الشامل. من دار الأوبرا المصرية شارك أوركسترا الأوبرا وأيضا بعضا من فرقة الباليه المصرية بالأوبرا. استطاع المخرج هنا تقديم العمل من خلال ايقاع سريع وحركة موظفة بصورة كبيرة عن كل مشهد من المشاهد, خاصة المشاهد الثنائية كما كانت الملابس التي استخدمت متوافقة إلي حد كبير للغاية مع أزياء هذا العصر القديم مع استخدام الاكسسوارات المناسبة مع الأزياء مما يدل علي دراسة من جانب المخرج النمساوي لكل تفصيلات هذا العصر وهو أمر ليس بجديد لمن يتصدي لأي عمل تاريخي حتي وإن كان لا يهتم بتفصيلات التاريخ حيث الدراما هنا لها دور في العمل. بعض المشاهد الكوميدية كانت تتخلل العمل ولو انها بسيطة لكن كانت موظفة بصورة مناسبة وليست مما يطلق عليه خروج عن السياق. الموسيقي المؤلفة خصيصا لهذا العرض سريعة الايقاع ومختلفة إلي حد كبير عما يقدم لنا من خلال أوركسترا الأوبرا أو بالطبع الأوركسترا السيمفوني ولكن المهم أنها موسيقي لها مذاق مختلف وبديع وهي للموسيقار جيرالد جراتزر وهو من النمسا أما الاخراج وهو للأمريكي دين فيلترلين وكانا هما البطلان الحقيقيان لهذا العرض. في النهاية لابد من تحية د. عبد المنعم كامل رئيس دار الأوبرا المصرية الذي تحرك لمشاهدة هذا العمل في فيينا قبل الاتفاق علي حضوره القاهرة خاصة وقد خصص بعضا من حفلاته في عروض ماتينيه ليتسني لأكبر عدد من المتفرجين مشاهدته. إن دار الأوبرا فعلا تنقل مشاهديها إلي مختلف أنحاء العالم من خلال الفرق الزائرة وأيضا وهو الأهم من خلال مشاهدة عروض الميتروبوليتان بأمريكا في نفس توقيت عرضها هناك من خلال الأقمار الصناعية. جهد واضح لتقديم خدمة ثقافية فنية ذات مستوي رفيع للمواطن المصري.