فى البداية التقى وفد الأهرام بمحمود رزق عضو مجلس ادارة قناة السويس ومدير ادارة التخطيط والبحوث نيابة عن الفريق مهاب مميش نظرا لسفره لحضور مؤتمر الموانئ الدولية بدبى والذى رحب بوفد الجريدة وابدى سعادتة بوجودنا هناك لرؤية مشروع القرن على ارض الواقع ونقل صورة حقيقية عما تم انجازه حتى الأن بسواعد ابنائنا فى وقت قياسى حيث اوضح ان العمل مستمر فى القناة على قدم وساق لسرعة أنجاز المشروع فى خلال العام وهى المدة التى حددها الرئيس عبد الفتاح السيسى لأنجازه لافتا الى ان حماسة القيادات فى المشروع والشباب العاملين هناك تبشر بخير كثير وتؤكد حب الجميع لهذا المشروع العملاق ويظهر ذلك جليا فى اصرار الجميع على العمل طوال اليوم فالمشهد فى القناة أقرب الى خلية نحل لا تتوقف وأشار رزق الى ان مشروع تنمية القناة الجديدة هذا الحلم العظيم عندما تم التفكير فى تنفيذه كان يعتمد فى الأساس على تحقيق عدة نقاط أهمها إحتياج مصر الشديد لمشروعات إقتصادية قومية عملاقة لدعم الإقتصاد المصرى مستقبلا لتستغل كل عائداتها الأجيال الحالية والقادمة من ابناء الشعب المصرى بالأضافة الى ضرورة إستغلال الإمكانيات الحالية فى موانيء المشروع والمناطق الصناعية فى تنميتها وإستغلال الظهير الجغرافى لها فى إنشاء مناطق صناعية ولوجستية تعتمد على إستغلال البضاعة المارة فى قناة السويس فى إنشاء هذه الكيانات. الطريق الى العالمية وقدم رزق شرحا وافيا لاعضاء الوفد المشارك فى الزيارة عن قناة السويس الجديدة ومجراها الملاحى والعوائد التى ستتحقق بعد انجازها لربط هذا الشرح المفصل بما سنراه على أرض الواقع أثناء زيارتنا للمشروع حيث اكد فى بداية الشرح ان مصر ستتحول إلى مركز اقتصادى ولوجيستى عالمى صناعى وتجارى بعد أنشاء هذا المشروع العملاق كما ستؤثر فى التجارة العالمية من خلال خلق كيانات صناعية ولوجيستية جديدة بمنطقة المشروع ستعتمد على أنشطة القيمة المضافة والصناعات التكميلية وإعادة التصدير للداخل والخارج، وذلك من خلال مناطق توزيع لوجستية يتم تجهيزها لهذا الغرض من الأن وإستغلال الكيانات الحالية ومشروعات تطويرها المستقبلية، الأمر الذى سيعمل على تشجيع رءوس الأموال الوطنية والعربية والأجنبية وجلب أكبر قدر من الاستثمارات للمشاركة في تنفيذ المخطط العام للمشروع وبما يحقق أهدافه دون المساس بالأمن القومي المصري كما سيسهم فى زيادة الدخل القومى المصري وعلى الأخص من العملة الصعبة نتيجة الزيادة المتوقعة لدخل قناة السويس من زيادة معدلات مرور السفن بالمجرى الملاحى إرتباطا بالمشروع القومى وكذا الزيادة المتوقعة لحركة النقل البحري من وإلى مصر وموانى الدول الأخرى بالأضافة الى تشجيع روؤس الأموال الوطنية والعربية والأجنبية وجلب أكبر قدر من الاستثمارات للمشاركة في تنفيذ المخطط العام للمشروع وبما يحقق أهدافه دون المساس بالأمن القومي المصري موضحا ان المشروع سيعمل على استغلال الموقع كموقع محوري للأتصالات الألكترونية للعالم أجمع وبالأخص فى منطقة البحرالمتوسط والبحر الأحمر. مشروعات على الطريق أما بالنسبة للأنشطة والصناعات التى سيتضمنها الإطار العام للمشروع فقد اكد رزق ان هناك العديد من المشروعات التنموية العملاقة التى يستوعبها المشروع الجديد اهمها صناعة تجميع السيارات وصناعة الألكترونيات وتكرير البترول والبتروكيماويات والصناعات المعدنية الخفيفة ومراكز توزيع وإعادة توزيع لوجيستية تموين وخدمات السفن وصناعة بناء وإصلاح وصيانة السفن وتصنيع وصيانة الحاويات والصناعات الخشبية وصناعة الأثاث والمنسوجات والصناعات الزجاجية، وذلك لتحقيق الغاية والهدف من الحلم المصرى العظيم ولذلك كان لزاماً علينا أن تتجه الرؤى إلى المشروعات ذات العائد السريع والتى يمكن أن توفر وبصفه عاجلة الأمن الغذائى وفرص العمل الواعدة لشباب مصر العظيم الأستزراع السمكى وأضاف رزق ان من هذا المنطلق كان لزاما التفكير والتخطيط لاقامة مشروع قومى للإستزراع السمكى حيث تم تحديد الموقع المقترح للمشروع فى تحديد أحواض الترسيب شرق قناة السويس بنحو 23 حوض ترسيب بطول 120 كم وعمق 3-5 كم شرق القناة تمتد من جنوب التفريعة حتى خليج السويس اما بالنسبة للرؤية المستقبلية للمشروع قال رزق انه يوفر منتجات غذائية آمنه تسد حاجة المجتمع وتمثل قواماً لصناعات متطورة ومنتجات ذات جودة عالية تصلح للتصدير موضحا ان المشروع يحوى اهم من كل ماسبق تنمية وإكثار الثروة السمكية فى أحواض الترسيب شرق القناة بهدف توفير الغذاء وتدريب وتأهيل كوادر متخصصة وإيجاد فرص عمل تسهم فى تعمير وتنمية المنطقة مضيفا ان هناك نتائج ايجابية متوقعة من هذا المشروع تكثيف مجالات صناعة الثروة السمكية مثل تصنيع وتجميد الاسماك وتمليح الاسماك وانتاج الاعلاف دور هيئة قناة السويس فى الفترة القادمة اما بالنسبة لدور هيئة القناة خلال الفترة المقبلة فقد اشار رزق الى ان الهيئة تقوم باعمال التكريك (التعميق والتوسعة)وتبلغ الكميات المطلوب رفعها لأنشاء قناة السويس الجديده ما يزيد عن 250 مليون متر مكعب حفر (من منسوب الصفر) بالكراكات العملاقه والتى تصل الى 25 كراكه أنواع مختلفه قدرة كل منها حوالى مليون متر مكعب شهريا لتكون أبعاد القناه كلها مناسبه لمرور سفن ذات غاطس 66 قدما فى الأتجاهين بأعماق -24 مترا و عرض 340 مترا الواحدة ظهرا للمتابعة اليومية حرصا من اللواء كامل الوزيرى على متابعة سير العمل شخصيا يعقد يوميا اجتماع لمدة ساعتين من الواحدة ظهرا وحتى الثالثة مع المقاولين المنوط لهم العمل بالموقع للوقوف على حالة العمل وبحث مشاكل العمال من أصغر عامل لأكبر عامل وحلها فى نفس اليوم ومن أبرز المشكلات التى واجهت العاملين بالموقع "الوقود" وكيفية توفيره للمعدات والآلات حيث تم الاتفاق مع شركة "وطنية" لتوفير المواد البترولية من سولار وبنزين لكل المعدات يوميا وأيضا مشكلة المياه حيث قامت شركة مياه الشرب بحلها فى الحال عن طريق توفير سيارات مياه متنقلة وكذا توفير مياه معدنية لمن يرغب داخل الموقع. خدمات حكومية وبنكية للعاملين اللافت للنظر أيضا أثناء تجولنا بالموقع وجود مكاتب تمثيل داخل الموقع لكافة الوزارات كل فى مجال تخصصه، بداية من القوى العاملة لتيسير إجراءات التحاق اى شخص يرغب فى العمل بالموقع وتوفير المكان المناسب له حسب مؤهلاته، ايضا وزارات الكهرباء والمياه والاتصالات، وكذا البريد والبنوك حيث حرصت كل منها على توفير مكاتب خاصة بها فى الموقع لتقديم الخدمات اللازمة للعاملين وجديرا بالذكر ان البنوك حرصت على توفير شهادات قناة السويس بالمكاتب التابعة لها حتى يتمكن العمال بالموقع الراغبين فى الشراء بسهولة وهذا الى جانب ما تقدمت به البنوك من خدمات وتوفير وتحويل مبالغ نقدية لذويهم وغيرها من الخدمات وأيضا توفير سيارات الإسعاف بأعداد كبيرة وفى أماكن متفرقة لتقديم الأسعافات الأولية للمحتاجين فى مواقع الحفر أولا باول هذا الى جانب ما وفرته وزارة الصحة من سيارات تقدم خدمات طبية أوسع وأشمل للعاملين بالموقع وتجهيزها لإجراء العمليات الجراحية البسيطة حيث تعتبر بمثابة مستشفى ميدانى متنقل لخدمة العاملين بالموقع حرصا من جهاز الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة على توفير مختلف أنواع الرعاية اللازمة للعاملين بالموقع حيث يتم توفير وجبات غذائية متكاملة ساخنة بسعر رمزى لن يتجاوز 13.5 جنيها بشكل يومى فى حين أن تكلفتها الحقيقية تتراوح ما بين 40و50 جنيها تحتوى على "لحوم أو دواجن وخضروات وأرز ومياه معدنية وعصائر " العمال ... شرارة البدء التى اشعلت المشروع وفى خلال تجولنا بالموقع الملئ بعدد كبير من خيرة شباب مصر والتى يبلغ عددهم نحو 18 الف عامل يعملون لدى 67 شركة مقاولات تقوم بأعمال حفر القناة التقينا بعدد من هؤلاء الشباب اللذين ابدو سعادتهم البالغة فى المشاركة فى مثل هذا المشروع الوطنى العملاق حيث أكد محمود محمد سهمود – مقاول انه يشعر بالفخر بأنه احد المشاركين فى مثل هذا المشروع ويتمنى أن يتم انجازه فى أسرع وقت لما له من فوائد عديدة ستعود علينا جميعا من توفير فرص عمل جديدة وفتح مشروعات استثمارية كبرى خلاف العملة الصعبة التى ستتضاعف من الممر الملاحى الجديدة للقناة الجديدة لافتا الى ان شركته كان لها الحظ فى ان تكون من اولى الشركالت التى دخلت الى الموقع قبل وصول الرئيس عبد الفتاح السيسى واعلانه بدء الحفر حيث كان عماله البالغ عددهم 350 عامل اول من بدء الحفر فى القناة موضحا ان مشاركتة فى هذا المشروع لم تكن مطلقا بهدف الربح بل ايمانا منه ومن كثيرين من مقاولين الموقع بدورهم الوطنى فقد اكد احد القادة بالموقع ان المقاولين لم يتقاضوا اى مبالغ نظير تشغيل معداتهم وعمالهم منذ بدء الحفر وحتى الانتهاء من جمع تمويل المرحلة الأولى وأكد على كلامه محمود سهمود ومضيفا ان ما فعلوه واجب عليهم نحو وطنهم ليس أكثر لافتا الى انه يمتلك نحو 126 سيارة نقل و37 لودر وعدد 2 بلدوزر و2 حفار يعملون يوميا لمدة 20 ساعة دون انقطاع ويعمل عليهم ورديتين كل وردية 10 ساعات . واضاف محمد حمدان عثمان – أحد العاملين بالموقع أن وجودهم فى هذا المشروع ليس مجرد عمل بل هو شئ نفعله من أجل مصر فقد كان الموضوع بالنسبة لنا شرف لنا امام العالم وفخر بمصريتنا التى اعادها لنا الرئيس عبد الفتاح السيسى واملا فى ان يكون الغد أفضل لنا ولابناءنا موضحا انهم كعامال يعانون من ضغوط صعبة طوال اليوم لن يستطيع اى عامل تحملها فى اى مكان ولكن لايشعرون بهذه الضغوط لحبهم لما يفعلون وثقتهم فى ان القادم افضل وبالاضافة الى المساعدات التى يقدمها لهم اللواء كامل الوزيرى رئيس العمليات بالموقع والدعم الذى يوليهم اياه من توفير كافة احتياجاتنا وتذليل كافة المشكلات التى تواجهنا اثناء الحفر مؤكدا انه قد أشترط على المقاولين قبل بدء الحفر توفير اماكن للنوم "كرفانات وخيام " وحمامات جيدة لتوفير حياة كريمة داخل لمشروع بالأضافة الى وجود أكثر من سيارة اسعاف متنقلة منتشرة حول الموقع تحسبا لحدوث اى شئ لاى عامل قائلا ان غالبية العاملين بالمشروع من العريش باستثناء عدد من شباب المحافظات الاخرى اللذين قدموا للعمل معنا حبا فيما ينجزون ليس اكثر اما بالنسبة لاجازات العاملين قال حمدان ان كل مقاول يعطى اجازة بالتناوب لعمالة كل 5 أيام ولكن نحن كعمال نرفض ان نضيع وقتا فى اجازة ولا نرى اسرنا اللا كل ثلاثة اسابيع لافتا الى ان اسرهم لا تتضرر من غيابهم الطويل بل العكس تماما فهم يريدون ان يرافقوهم فى موقع العمل حبا فى هذا المشروع الذى اصبح حلما لجميع المصريين مضيفا انه وعددا من العمال يفكرون فى تنظيم زيارة لابنائهم وزوجاتهم لرؤية هذا المشروع على ارض الواقع بأعتباره اهم حدث ممكن ان يروه طوال حياتهم خاصة وان ابنائهم يتباهون امام زملائهم بالمدرسة بعمل إبائهم فى المشروع الوطنى الكبير الأمر الذى يعطيهم دعما وقوة للأستمرار فى هذا العمل لشعورهم بأنهم ينجزون حلم الجيل القادم اما محمد الهادى الشوادفى احد أصغر الشباب فى موقع الحفر عمره 19 عاما من محافظة الشرقية عندما تراه تشعر بالنشاط يشع من عينيه التى تزداد بريقا من الأمل كلما تحدثت معه عن المشروع الجديد فقد قرر محمد ان يترك محافظته ويأتى للعمل فى المشروع وجاء بمفرده دون ان يكون لديه من يعرفه وطلب أن يدخل احدي الشركات العاملة بالموقع وعندما التقى بصاحب الشركة التى يعمل بها الأن سأله صاحبهم لماذا اتيت من الشرقية الى هنا للعمل فقال له انه بمجرد ان سمع عن حفر القناة ودعوة الرئيس السيسى لكل الشباب للمساهمة فى الحفر جاء على الفور وعندما قال له المقاول ان العمل سيكون مرهقا جدا ومدته ستصل الى 10 ساعات قال له انه على أستعداد للعمل 24 ساعة يوميا من اجل مصر فقرر صاحب الشركة تشغيله على الفور ومحمد نموذج من مئات النماذج الشبابية الوطنية التى التقينا بها اثناء تجوالنا حول محور القناة الجديدة والذين عبروا عن سعادتهم وترحيبهم بينا بطريقتهم الخاصة وهى اطلاق " ابواق السيارات " الكلاكسات " بشكل متواصل والتلويح لنا بعلامة النصر أثناء نقلهم للرمال الخارجة من الحفر وعلى وجوههم ابتسامات الأمل التى تملأ المكان اللافت للنظر إيجابيا أن 90% من العاملين بالموقع من العريش وهذه رسالة مهمة جدا لأهالى سيناء إنهم جزء لا يتجزأ من الوطن كما كان يروج بعض المغرضين وأن أبناء سيناء كما كانوا جسر العبور البشرى فى حرب 73 سيكونون جسر العبور الاقتصادى للمستقبل الذى سيبنى بسواعدهم استيعاب العمالة الليبية العائدة وحلا لأزمة العاملين العائدين من ليبيا هناك تعليمات من اللواء الوزيرى للترحيب باى عامل يأتى بحثا عن فرصة عمل داخل المشروع حيث يقوم مسئولو الأمن بالموقع باستقبال اى عامل واستضافته حتى الانتهاء من إجراءات الاستعلام الامنى عن حالته وفى حالة التأكد يقوم المسئول بالاتصال المباشر بأحد المقاولين العاملين بالموقع بتوفير فرصة عمل مناسبة لهذا العامل ونتج عن ذلك استيعاب عدد كبير من العاملين القادمين من ليبيا خلال الفترة الأخيرة جثث الشهداء .. كنز الارض المعتاد دائما عند الحفر والتنقيب فى الأرض فى أى مكان فى العالم لاستخراج ما بها من ثروات وكنوز حباها بها الله المتاح أما العثور على ثروات معدنية او بترولية أو أثار أما فى مشروع القناة الجديدة فان الارض وتعبر لنا عن رضاها وسعادتها وتهدينا بأزكى وأجود وأكرم ما دفن فى باطنها "أولادنا شهداء الحروب العظيمة التى دارت على هذه الأرض الطيبة مثل حالة عثور على رفات أحد جنود حرب أكتوبر بعد مرور 41 عاما على رحيله وكم كانت فرحة اسرته بعودته اليهم حتى ولو كانت "رفات " وكان اصدق تعبير عن قيمة هذه الأرض ما ذكره أحد القادة بالموقع بأن ثمن هذه الأرض دماء أولادها