فى تصعيد جديد لحرب العقوبات المتبادلة ما بين موسكو والغرب على هامش الأزمة الأوكرانية، أعلنت الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبى عن فرض سلسلة جديدة من العقوبات تستهدف قطاعات المال والطاقة والدفاع الروسية. ففى واشنطن، أعلن الرئيس الأمريكى باراك أوباما أن: «السلسلة الجديدة من العقوبات ستزيد من العزلة السياسية لروسيا، إلى جانب الثمن الاقتصادى الذى سيترتب على الرئيس فلاديمير بوتين والمقربين منه فى موسكو دفعه». لكن أوباما عاد وأعرب عن إمكانية رفع هذه العقوبات إذا » وفت روسيا بتعهداتها بالكامل« فى أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين أوكرانيا والمتمردين الموالين لروسيا. فى غضون ذلك، أعلن الاتحاد الأوروبى دخول العقوبات على موسكو حيز التنفيذ بنشرها فى الجريدة الرسمية الاوروبية، حيث تستهدف السلسلة الجديدة 12 من كبريات شركات البترول والدفاع و5 بنوك حكومية، إلى جانب إضافة 24 شخصية روسية وأوكرانية إلى القائمة السوداء للأشخاص المتهمين بالضلوع فى الأزمة شرق أوكرانيا. وفى كييف، قال الرئيس الأوكرانى بيترو بوروشينكو إن العقوبات الجديدة التى فرضها الاتحاد الأوروبى على روسيا تبرز مستوى التضامن الأوروبى مع بلاده فى مواجهتها مع الانفصاليين الأوكرانيين الموالين لها. على جانب آخر، انتقدت وزارة الخارجية الروسية فرض الاتحاد الأوروبى عقوبات جديدة ضد موسكو، موضحة أن الاتحاد الأوروبى حدد عمليا خياره ضد عملية التسوية السلمية للنزاع الداخلى فى أوكرانيا. وذكر إلكسندر لوكاشيفيتش المتحدث الرسمى باسم الخارجية الروسية أن : »سياسةَ فرض العقوبات التى ينتهجها الاتحاد الأوروبى غير ودية وتتعارض مع مصالح الطرفين«، مؤكدا أن : »فرض العقوبات الجديدة لن يبقى من دون رد من قبل روسيا« . وأضاف أنه : »يتعين على قادة الدول الأعضاء فى الإتحاد الأوروبى توضيح لماذا يعرضون مواطنيهم إلى مخاطر المواجهة والركود الاقتصادى وفقدان فرص العمل؟ ، أعطوا الناس فرصة للعيش فى سلام«. جاء هذا فى الوقت الذى تراجع فيه الروبل الروسى إلى مستوى قياسى جديد فى مواجهة الدولار، حيث ارتفع سعر الدولار فور افتتاح المبادلات فى بورصة موسكو ليصل إلى حوالى 37،72 روبل، وهو مستوى لم يسجل من قبل ، كما تراجع الروبل فى مواجهة اليورو، فيما تدنت مؤشرات البورصة الروسية. ميدانيا، أعلن جيش »جمهورية دونيتسك الشعبية« قيام القوات الأوكرانية بنقل صهريجين محملين بمادة كيميائية إلى ضواحى مدينة سلافيانسك بمقاطعة دونيتسك. وقال المتحدث باسم هيئة أركان قوات الدفاع الشعبى فى »جمهورية دونيتسك« - فى تصريحات أوردتها قناة »روسيا اليوم« - إن : »السلطات فى كييف ربما تخطط لكارثة واتهام قوات الدفاع الشعبى باستخدام المواد السامة، بهدف تقديم ذرائع قانونية لإعلان دونيتسك منظمة إرهابية وإصدار مذكرة لملاحقة قادته«.