اتهمت اوكرانيا الاثنين روسيا بتوجيه انذار اليها في شبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها مجموعات مسلحة، فيما هدد الرئيس الاميركي باراك اوباما بعزل موسكو معتبرا انها تقف "في الجانب الخطأ من التاريخ". واكد الرئيس الاميركي ان "العالم بات موحدا للاقرار بان التدابير التي اتخذتها روسيا تشكل انتهاكا للسيادة الاوكرانية (...) وانتهاكا للقانون الدولي". وتوعد باتخاذ "اجراءات اقتصادية ودبلوماسية من شانها عزل روسيا" و"سيكون لها تاثير سلبي على اقتصادها ووضعها في كل انحاء العالم". وفي مؤشر الى حرب الاعصاب بين اوكرانياوروسيا، تحدث مسؤول في وزارة الدفاع الاوكرانية عن انذار جديد وجه الى الجنود الاوكرانيين في القرم تحت طائلة التعرض لهجوم. وقال فلاديسلاف سيليزنيف المتحدث الاقليمي باسم وزارة الدفاع الاوكرانية في سيمفيروبول عاصمة القرم ان "الانذار هو الاتي: الاعتراف بالسلطات الجديدة (الموالية لروسيا) في القرم وتسليم الاسلحة والمغادرة او الاستعداد للتعرض لهجوم". وسرعان ما نفت موسكو هذه المعلومات واعلن رئيس البرلمان الروسي ان بلاده لا تحتاج حتى الان الى استخدام "حقها" في شن عملية عسكرية في اوكرانيا. وبناء على طلب موسكو، التام مجلس الامن الدولي مجددا الاثنين في ثالث اجتماع خلال اربعة ايام مخصص للازمة الاوكرانية. واعلن السفير الروسي فيتالي تشوركين ان الرئيس الاوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش طلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساعدة عسكرية "للدفاع عن الشعب الاوكراني" كون البلاد باتت "على شفير حرب اهلية". من جهته، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى ضمان "استقلال ووحدة اراضي اوكرانيا"، وحض روسيا على "الامتناع عن اي عمل من شانه ان يؤدي الى تصعيد جديد". وهدد الاتحاد الاوروبي الاثنين باعادة النظر في علاقاته مع روسيا في حال لم يتم "نزع فتيل الازمة" في اوكرانيا. وقال وزراء الخارجية الاوروبيون في اعلان تلقت وكالة فرانس برس نسخة عنه في ختام اجتماع طارىء حول الازمة الاوكرانية في بروكسل "في غياب اجراءات روسية لنزع فتيل الازمة سيقرر الاتحاد الاوروبي التداعيات المحتملة على العلاقات الثنائية بين الاتحاد الاوروبي وروسيا". واعلن المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الاثنين ان الاخيرة ستلتقي الثلاثاء في مدريد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لتبحث معه الازمة في اوكرانيا. كما يعقد رؤساء الدول والحكومات في الاتحاد الاوروبي قمة طارئة الخميس في بروكسل مخصصة لبحث الازمة في اوكرانيا، وفق ما اعلن رئيس المجلس الاوروبي هيرمان فون رومبوي الاثنين. وتتهم السلطات الاوكرانية روسيا بالاستمرار في نقل عسكريين باعداد كبيرة الى شبه جزيرة القرم مع هبوط 10 مروحيات قتالية وثماني طائرات شحن خلال 24 ساعة دون ابلاغ اوكرانيا في انتهاك للاتفاقات الموقعة بين البلدين التي تنص على ابلاغ كييف بمثل هذه التحركات قبل 72 ساعة. ومساء الاثنين قال الرئيس الاوكراني الانتقالي الكسندر تورتشينوف "اطلب من روسيا وقف العدوان والاستفزازات والقرصنة". ومنذ السبت، نشرت موسكو ستة الاف جندي اضافي في القرم، شبه الجزيرة الناطقة بالروسية في جنوباوكرانيا والتي تضم الاسطول الروسي للبحر الاسود، بحسب وزارة الدفاع الاوكرانية. ورأى مسؤول اميركي الاحد في واشنطن طالبا عدم كشف اسمه انه بات لموسكو "سيطرة عملانية تامة" على القرم. والاثنين حوصرت كافة القواعد العسكرية الاوكرانية من جنود يعملون لحساب السلطات المحلية الموالية للروس. وقد احتل نحو 300 متظاهر موالين لروسيا الاثنين مبنى الحكومة الاقليمية في مدينة دونيتسك شرق اوكرانيا والتي تعد معقل الرئيس الاوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش. وفي كييف حذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ روسيا من "عواقب وثمن" التدخل في اوكرانيا بعد ان التقى السلطات الجديدة اثر اقالة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش في 22 شباط/فبراير. وقال هيغ "لا يمكن أن تكون هذه طريقة للتصرف في الشؤون الدولية في القرن الحادي والعشرين". واضاف "هذه ليست طريقة تصرف مقبولة، وسيكون لها عواقب وثمن" على الصعيدين الاقتصادي والدبلوماسي. ويعقد الحلف الاطلسي الثلاثاء اجتماع ازمة جديدا على مستوى السفراء لبحث التطورات في اوكرانيا بناء على طلب بولندا وفق ما اعلن امينه العام اندرس فوغ راسمسون. وقد يعقب هذا الاجتماع لقاء بين الحلف وروسيا على المستوى نفسه. وتأثرت الاسواق المالية الروسية متخوفة من احتمال فرض عقوبات على موسكو لوح بها وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاحد. واغلقت بورصة موسكو على تراجع يزيد عن 10% وتارجع سعر صرف الروبل امام اليورو والدولار. كما اثرت الازمة الاوكرانية على بورصة نيويورك. وفي جنيف ندد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين بالتهديدات بفرض "عقوبات" و"المقاطعة". وقال لافروف ايضا ان "تهديدات القوميين المتشددين تهدد حياة الروس والسكان الناطقين بالروسية ومصالحهم الاقليمية". واعتبرت الخارجية الروسية في بيان تهديدات كيري بانها "غير مقبولة". وسيتوجه كيري الثلاثاء الى كييف لتأكيد "الدعم الاميركي الثابت لسيادة واستقلال ووحدة اراضي اوكرانيا". والاحد اعلن قادة الدول الصناعية تعليق تحضيراتهم لقمة مجموعة الثماني في سوتشي في حزيران/يونيو. وسيتوجه فريق من صندوق النقد الدولي الثلاثاء الى كييف لبحث خطة المساعدة مع السلطات الجديدة التي طلبت مساعدة مالية. وفي محاولة للتهدئة قال المتحدث باسم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ان "الاوان لم يفت بعد" لايجاد حل سياسي لازمة اوكرانيا وانه ليس هناك "اي خيار عسكري". ومساء الاحد قال غريغوري كراسين نائب وزير الخارجية الروسي "روسيا لا تريد حربا مع اوكرانيا". وعلى الارض بقي الوضع متوترا في شبه جزيرة القرم بين الجانبين حتى وان لم تسجل مواجهات في هذه المنطقة الواقعة جنوباوكرانيا. وتم محاصرة مواقع استراتيجية وقواعد عسكرية ومطارات ومبان رسمية من قبل مسلحين يعتقد انهم جنود روس.