منذ نعومة أظافرهما شعر كل افراد العائلة بأنهما خلقا لبعضهما البعض فقضيا طفولتهما معا ومرت السنون و كبرا معا ونشأت بينهما قصة حب أصبحت حكاية كل من شاهدهما وأوصل أحمد الليل بالنهار لإتمام حلمه بالزواج من إبنة عمته ومحبوبته حنين بعد أن بارك الجميع إرتباطهما وخطبتهما وبادل كل منهما الآخر حبا أكثر من نفسه. ومع مرور الوقت وفي ظل الأوضاع الإقتصادية السيئة التي عاشها جميع الشباب تأخر الزواج و بدءت الخلافات تعرف طريقها إلي علاقة الحبيبين إلا أنها لا تكاد تنشأ حتي تنتهي وتذوب فلا يستطيع أي منهما ان ينام دون ان يسمع صوت الآخر وما بين حلم تاخر تحقيقه وأمل عاشا معا من اجل الوصول إليه مرت الأيام بحلوها ومرها والجميع ينتظر أن يتم تحديد ميعاد زفافهما فهما بالنسبة للعائلة قصة بدءت بينهما وعلاقة نشئت علي أيديهم وكبرت أمام أعينهم حتي أصبح كلا منهما يعني الحياة بالنسبة للآخر ولكن الحال تبدل حتي أصبحت الخلافات والمشاحنات هي لغة التعامل بين الحبيبين ومدب الشك في قلب أحمد حتي طلبت منه حنين إنهاء خطبتهما بعد أن شعرت بأن الحياة بينهما قد إنتهت قبل ان تبدء وعندها ماجت الارض تحت قدمية ليخرج سلاحه من بين طيات ملابسه ويطلق الرصاص عليها داخل منزلها ويهرول إلي أسفل العقار فيطلق رصاصة الرحمة داخل صدره وسط ذهول المارة أمام منزل محبوبته لتنتهي بذلك قصة حب باركها الأهل وحلم إستمر 25 عاما إستيقظ منه الجميع علي كابوس دمر حياتهم. ولد أحمد و بعدها بأربع سنوات ولدت إبنة عمته حنين وبحكم علاقة القرابة بينهما فهو أيضا ابن خالها تربيا سويا منذ نعومة اظافرهما و كبرا معا حتي إلتحقا بالمدرسة و كبرا حتي وصلا إلي المرحلة الثانوية و شعر كل المحيطين بهما إعجابهما ببعضهما و هو ما باركه الجميع فلن يجد الأب خيرا من إبنة شقيقته كي تكون زوجة لإبنه و لن تأمن الأم أفضل من إبن شقيقها فيحافظ علي إبنتها و أراد الطرفين تكليل تلك الحكاية بعلاقة رسمية إنتهت بحفل بسيط أعلن خلالها خطبتهما وسط فرحة و زغاريد ملأت الدنيا وزادت ترابط الاشقاء ومرت الأيام و كلاهما يستعد لإتمام الزواج ليبدآ سويا حياة حلما بها منذ طفولتهما حتي إن كلا منهما تأكد انه لن يحيا بدون نصفه الثاني وعلي صخرة الواقع الأليم عرفت المشاجرات طريقها اليهما و مع تدخل الأسرتين يتمكنا من السيطرة عليها و تتلاشي الإختلافات إلا أنها تكررت في الفترة الاخيرة و هو ما جعل أحمد يشعر بأن حمله يتسرب من بين يديه حتي طالت فترات الجفاء بعد ان كانا يختلفا في الصباح و يتصالحا في المساء إلا أن القسوة عرفت طريقها إلي قلبيهما وفي إحدي مرات الخلاف وبعد أن طالت المدة توجه أحمد إلي منزل محبوبته بعد أن سيطر الشيطان علي عقله واشعره بأنها ستضيع من بين يديه وحمل بين طيات ملابسه فرد خرطوش و دار بينهما نقاش إلا أن الخلافات تطورت هذه المرة و إحتد كلا منهما علي الآخر حتي صرخت فيه محبوبته بأن يتركها و يفسخ خطبتهما و نزلت عليه الكلمة كالصاعقة و لم يصدق ما سمعه منها إلا انها أعادت عليه طلبها بأن يفترقا و هو ما يعني الموت بالنسبة له فأخرج السلاح و أطلق الرصاص علي محبوبته لتسقط علي الارض غارقة في دمائها و هو يبكي بل يكاد يصرخ و هو لا يصدق ما حدث وفي لحظات هرول إلي أسفل العقار و أمامه ووسط ذهول الناس يطلق الرصاصة الثانية في صدرة معلنا نهاية مأساوية إلي 25 عاما من الحب و إغتيال حلم أسرتيهما ليسقط علي الأرض و سط ذهول المارة الذين قاموا بإبلاغ اللواء محمود فاروق مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة لينتقل رجال الامن بإشراف اللواء مصطفي عصام رئيس مجموعة الأمن العام بالجيزة إلي منطقة الطوابق بفيصل ليجدوا أحمد جثة هامدة في الشارع بينما حنين لا زالت علي قيد الحياة داخل الشقة فينقلونها إلي المستشفي بين الحياة و الموت لتغيب عن الوعي ثم تعود مرة أخري وتنادي علي حبيبها و لكنه لن يرد عليها و أمام اللواء جرير مصطفي مدير المباحث الجنائية بالجيزة جلس الأخ وشقيقته يريا بدموعهما الحكاية بعد أن قتلهما الحب و أمر اللواء كمال الدالي مساعد وزير الداخلية لقطاع امن الجيزة بإخطار النيابة التي تولت التحقيق.