بعد أن حلما سويا ببيت صغير يجمعهما يصبح عشا لهما و بنيا معا من الخيال حوائطه طوبة من الحب وأخري من الهيام وعد كل منهما الآخر بألا يفرقهما إلا الموت. وعلي الرغم من كل صعوبات الزواج التي يواجهها الشباب في هذه الأيام إلا أنهما لم يشاهدا سوي قصة حبهما التي تخطيا بها كل الصعاب وعاشا معا حلما جميلا طيلة 4 سنوات هي فترة دراستهما بالجامعة كان كل يوم يمر يزداد عشق كل منهما للآخر حتي انتهت الدراسة واصطدمت أحلامهما بواقع صعب إلا أنهما أبيا إلا أن يتخطيا كل الصعاب معا من أجل الوصول إلي هدفهما وهو الارتباط وما بين واقع مرير وحلم جميل تحطم علي صخرة أسرة الحبيبة كانت قصة حب محمد ومنار حكاية كل العاشقين بإمبابة بعد أن نفذ محمد وعده وجعل الموت هو الخيار البديل للإرتباط بحبيبته بعد أن أحرقه نيران رفض أسرتها له وكأننا امام مشهد مؤثر لمخرج أبدع في فيلم سينمائي أبكي كل من شاهده. تلك المأساة الحقيقية التي يمكن أن تكون أغرب من الخيال فعلي الرغم من نصائح الجميع لمحمد بأن قصص الحب أثناء الدراسة تتحطم علي صخور الواقع إلا أنه أبي إلا أن يثبت لنفسه أن حبه أكبر من كل تلك النصائح فمن أول لقاء بينه وبين زميلته منار تبادلا الإعجاب ودب الحب في قلبيهما بعد أن شعر كلا منهما بأنه وجد ضالته في الآخر وعلي الرغم من بساطة حال أسرتيهما إلا أنهما أصرا علي اكتمال مشوارهما ومع مرور سنوات الدراسة كان حبهما يتوهج ويزداد كل منهما إرتباطا بالأخر وهاهي سنوات الدراسة قد انتهت لينتقلا من عالم الأحلام الوردية إلي الواقع الصعب فيصارع محمد الأيام ليجد فرصة عمل لم ير عيبا في أي عمل ولم يكن كغيره من الشباب ينتظر العمل بمؤهله الدراسي بل وصل الليل بالنهار حتي يستطيع التقدم لأسرة محبوبته التي كان قلبها يخفق يوما بعد يوم خوفا من أن يسبق أحد محبوبها ويتقدم لأسرتها وتوافق عليه حتي تمكن محمد بالكاد من أن يجمع ثمن الشبكة فيهرول ويزف الخبر لمحبوبته التي طار قلبها فرحا و تمهد الخبر لوالدتها حتي كانت الصدمة بأن رفض الأب إرتباطهما لضيق حال محمد فتدور الأرض تحت قدميه وكاد قلبه أن يتوقف من هول ما سمعه ولم يكن ذلك نهاية المطاف. بل إنه لم ييأس وأصر علي تكليل قصة حبه بالزواج إلا أن الأمر زاد تعقيدا واصر والد محبوبته علي موقفه وبأت كل محاولات الحبيبين بالفشل ولم يتمكنا من إثناء و الدها عن موقفه وهنا شعر محمد بأن الحياة قد إنتهت وبدلا من أن يولد مع يوم إرتباطه بمحبوبته كان قرار والدها يعني بالنسبة له الموت فكان القرار الأصعب عندما حمل بيده زجاجة وتوجه لمنزل الحبيبة ويطرق الباب ليفتح له والدها الباب ويعيد عليه محمد طلبه وهو يتوسل إليه إلا أن الأب عاود الرفض من جديد وفي مشهد يجسد كل معاني الحب الذي أصبح بالنسبه له يعني الحياة أو الموت فيرفع زجاجته المملوءة بالبنزين وفي لحظات معدودة سكبها علي جسده وكأنه يتعطر بها دون أن يبالي وتكاد أعين الجميع أن تكذب ما تراه عندما أشعل محمد النيران في جسده وهنا تخرج الحبيبة عن صمتها وتأبي إلا أن تحرقها نيران اللهفة و تنفذ وعدها مع حبيبها بان الموت هو ما سيفرقهما فقط فتهرول إلي حبيبها الذي إشتعلت النيران بجسده وتحتضنه وهي تتمني أن يموتا معا كما عاشا معا أجمل لحظات حياتهما إلا أن والدها تمكن من إنتشالها بمساعدة حبيبها الذي آثر إلا أن تعيش ويحترق جسده بالكامل قبل أن يطفئ الناس النار المشتعلة بملابسه علي الرغم من أن نيران قلبه لم يتمكن أحد من إطفائها، وينقل محمد إلي المستشفي 48 ساعة قضاها محمد بها بين الحياة و الموت لم ينطق فيها سوي اسم حبيبته فاضت بعدها روحه إلي بارئها، ليتلقي اللواء محمود فاروق مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة إخطارا من المستشفي بوفاة شاب في العقد الثاني من العمر متأثرا بحروق وتكشف تحريات اللواء مصطفي عصام رئيس مجموعة الأمن العام بالجيزة أن محمد إنتحر بعد أن رفض والد محبوبته إرتباطه بها وأمام اللواء جرير مصطفي مدير المباحث الجنائية قرر والد محمد الواقعة ودموعه لا تجف علي فراق فلذة كبده بينماانتقل العميد محمود خليل رئيس مباحث شمال الجيزة إلي مكان الواقعة بمنزل الحبيبة التي لا تتوقف دموعها علي فراق حبيبها وتخطر النيابة لتأمر بدفن الجثة ومعها قصة حب أصبحت من التراث الشعبي لحي إمبابة بالجيزة.