وسط الأعباء المتزايدة على المصريين جاء موسم الملابس الجاهزة مرهقا لميزانية عدد كبير من الأسر المصرية خاصة فى المناطق الشعبية التى تشهد إقبالا متزايدا عليها خاصة بالنسبة لملابس الأطفال. وقد رصد «الاهرام» فى جولته أن أعلى ارتفاع فى معدلات البيع تشهده المناطق الشعبية وخاصة بالنسبة لملابس الأطفال وذلك فى مقابل انخفاض وركود واضح فى الطلب على المولا ت التجارية والمحال الكبرى التى اصبح معظمها « للفرجة» فقط. وانتشرت الملابس المستوردة التى تحمل موديلات جديدة وغريبة على المجتمع المصرى مما يسهم فى دفع المستهلكين للإقبال عليها خاصة أن أسعارها فى متناول الجميع منها السالوبيت والبنطلونات المنقوشة والفساتين لتبدأ الاسعار بتلك الموديلات من 80 و 150 جنيها للقطعة الواحدة بالنسبة لملابس الحريمى .وبالنسبة للملابس الرجالى فقد سيطر على القمصان الرجالى التيشيرتات المنقوشة والألوان الفسفورية هذا العام ،ويبدأ السعر فيها من 120 حتى 160 جنيها وشهدت الآونة الاخيرة انتشار المحال فى جميع المناطق بعد ان كانت تقتصر على مناطق محددة وبأعداد محدودة واتجهت الطبقات الراقية الى نزول محال الدرجة الثانية للبحث عن الملابس زهيدة الثمن والبعد عن الماركات العالمية بسبب موجة الغلاء التى تسيطر على الاسواق فضلا عن انتشار المحال التجارية التى تبيع مرتجعات التصدير الخارجى والتى تحمل عيوبا بسيطة غير ظاهرة بحسب وصفهم مقابل مبلغ زهيد مقارنة بالاسعار المرتفعة بالمولات التجارية الكبرى وقال محمود الداعور رئيس شعبة الملابس الجاهزة بالغرفة التجارية للقاهرة، إنه على الرغم من بدء موسم العيد إلا ان هناك حالة من الركود تسيطر على اسواق الملابس الجاهزة بنسبة تصل الى نحو 70% عن العام الماضى مشيرا الى ان الحالة الاقتصادية المتدنية هى السبب الرئيسى فى بطء حركة المبيعات. وأضاف الداعور ان ثقافة المواطنين فى الشراء تغيرت بشكل كبير خاصة بعد ثورة 25 يناير موضحا بان الاسرة المصرية كادت ان تعيد ترتيب اولوياتها فى احتياجاتها بهدف اعتبار ملابس العيد من الر فاهيات وليست من الاولويات خاصة وانها تواجه ثلاثة مواسم متتالية وهى العيد والمصايف وايضا الاستعداد للعام الدراسى الجديد وهو ما يؤدى الى انخفاض الإقبال على الشراء. وأشار رئيس الشعبة الى ان هناك عزوفا يزداد بمرور الوقت من المنتجات المستوردة على الأسواق المصرية بما فيها من بضائع رديئة وتعد منافسا شرسا أمام المنتج المحلى خاصة ان المنافسة ليست عادلة فى ظل الاعباء الإضافية التى يتحملها المنتج المحلى وارتفاع أسعار جميع الخامات. وقال يحيى الزنانيرى رئيس جمعية منتجى الملابس الجاهزة ان نسبة الملابس المهربة الموجوده بالاسواق تقدر بنحو 50% وتبلغ قيمتها بالاسواق من 5 الى 6 مليارات جنيه سنويا وهو ما يشكل حالة من الذعر لدى المنتجين المصريين وتكبدهم خسائر بالملايين خاصة وان المنافسة بالاسواق ليست عادلة، مشيرا إلى ان تلك المنتجات تأتى بطرق غير مشروعة ولا يدفع عنها أى من الرسوم ولا تحمل بالاعباء المادية الاخرى التى يتحملها اصحاب المصانع. وتابع قائلا بانه فى ظل حالة الغلاء الشديدة التى يعانى منها الاسواق التجارية فان المستهلك اصبح يبحث عن المنتج الاقل سعرا حتى ولو السلعة رديئة الصنع لسد احتياجات الأسرة خاصة وانه يقبل. ومن جانبهم قال احمد ابو النور صاحب احد المحال التجارية بوسط البلد بانه هناك انخفاض فى حركة المبيعات هذا العام والتى تزداد عاما يتلو الاخر منذ بدء ثورة 25 يناير وحتى الان مشيرا الى انه على الرغم الزحام التى تشهده الاسواق خلال فترة ما قبل العيد بمناطق وسط البلد والمولات التجارية الا ان الاقبال على الشراء ضعيف جدا وتابع قائلا اصبحت المولات التجارية والمحال بتلك المناطق للفرجة فقط دون الاقتراب منها والموسم تحول للنزهة للمواطنين موضحا بان هناك ارتفاعا كبيرا فى الأسعار هذا العام بجميع أنواع الملابس مما أسهم فى زيادة الاحجام عن الشراء واشار محمد شعبان صاحب احد المحال بمنطقة الزيتون ان معظم المستهلكين الان يلجأون الى الملابس الشعبية وهى الدرجة الثانية وتحتل الصدارة فى معدلات البيع نظرا لرخص ثمنها وفى متناول معظم طبقات المجتمع خاصة الطبقة العريضة من المستهلكين ومعظمها يأتى من الخارج والجزء الاكبر يأتى من تركيا والصين ، مشيرا إلى ان الطلب الان فى موسم العيد هذا العام على التركى فى الملابس الجاهزة نظرا لان خاماته ذات جودة عالية الى حد ما بالاضافة الى ان أسعاره افضل من المحلى خاصة أن جميع موديلاته تلقى قبولا لدى معظم السيدات والرجال وقالت امل عزب موظفة بان الاسعار هذا العام تضاعفت ولا تستطيع جميع فئات المجتمع مواجهة هذا الغلاء الفاحش حتى الطبقات رفيعة المستوى على حد قولها مشيرة الى أنها قررت هى وزميلتها الاستغناء عن المحال التى تبيع ماركات وتقوم بشراء الملابس الدرجة الثانية وذلك بعد انتشار ها فى معظم المناطق ومنها منطقة وسط البلد والزيتون وعين شمس بالاضافة الى المناطق الشعبية فضلا عن المنتجات المستوردة المنتشرة بالاسواق باسعار منخفضة.