تشهد حالياً أسواق ومحلات الملابس الجاهزة ومستلزمات العيد تسابقاً محموماً في إرتفاع الأسعار واستطاعت العديد من المحلات أن تخطف الفرحة من المواطنين قبل العيد بأسبوعين بسبب إرتفاع أسعارها الجنونية وعلى هذا الصعيد أبدى الأهالي استيائهم الشديد من غلاء أسعار محلات الملابس إذا كانت للأطفال أو الرجال أو النساء واستغلالهم للناس على الرغم من رداءة البضائع المعروضة في كثير من الأحيان والتي زادت أسعارها إلى أكثر من الضعف وأكد أصحاب محلات الملابس الجاهزة أن الأسعار إرتفعت هذه الأيام بنسبة تتراوح بين 30% إلى 35 % عن العام الماضي وهو ما يؤثر على حركة البيع والشراء في السوق في الفترة الحالية بينما تشهد محلات ملابس الأطفال إنتعاشاً كبيراً هذه الأيام بخلاف الملابس الحريمي . فنسبة الحركة لا تتعدى 50% .. ومن جانب أصحاب المصانع فهم وضعوا جميع أمالهم على موسم عيد الفطر المبارك حتى يستطيعوا ولو بقدر بسيط تعويض حجم الإستثمارات التي أهدرت خلال العامين الماضيين والظروف التي مرت بها الأسواق المحلية من تذبذبات متوقعين وصول حجم مبيعات الملابس الجاهزة خلال الفترة القليلة القادمة إلى مليار جنيه. لذلك حاولت "الوادي" التعرف على انطباعات الناس في الأسواق وهم يستعدون لإستقبال العيد من خلال جولة للتعرف على حجم المبيعات ومشكلة الركود. قال محمد على صاحب محل ملابس جاهزة بشارع قصر النيل إن فرصة أصحاب المحلات وبيعهم لهذه المناسبة أمر طبيعي كون زيادة الطلب تجبر العميل على الشراء دون نقاش ويرى المواطن رمضان صلاح على أن إستغلال أصحاب المحلات للمواطنين بهذه المناسبة أمر لا يمكن السكوت عليه ولا بد على وزارة الصناعة والتجارة التدخل كون المواطن لا حول له ولا قوة وهو يجاهد على عدة جبهات الصيف ورمضان والعيد وبعدها دخول الدراسة في المدارس والجامعات لذلك لا بد عليه أن يقبل بهذه الأسعار. وقال أحمد سعيد صاحب محل ملابس إن سوق الملابس في مصر يعتمد على ثلاثة محاور مهمة هي ملابس الأطفال وملابس الحريمي وملابس الرجال لافتاً إلى أن الإنتعاش يكون في ملابس الأطفال نتيجة للطلب المتزايد عليها قبل العيد رغم إرتفاع الأسعار هذه العام . وأضاف "سعيد" أن سوق الملابس الحريمي تخطى نسبة الركود بنسبة 50% أما الملابس الرجالي فتعاني ركوداً كبيراً لضعف الإقبال عليها مشيراً إلى أن إرتفاع الأسعار جاء نتيجة موسم العيد ورغبة التجار في تعويض خسائرهم نتيجة لتلاحم المواسم خلال العام والظروف السيئة التي تعرضت لها الدولة مؤخراً مضيفاً أن نسبة الإرتفاع تتجاوز 30% عن العام الماضي. بينما قال أحمد هارون تاجر أن معظم الملابس المعروضة داخل السوق في مصر مستوردة ونتيجة لزيادة الجمارك وزيادة أسعار القطن أدى ذلك إلى إرتفاع الأسعار بنسبة كبيرة . وبدوره أكد يحيى زنانيري نائب رئيس الشعبة العامة للملابس الجاهزة بغرفة القاهرة التجارية ورئيس جمعية منتجي الملابس والمنسوجات بأن محلات الملابس الجاهزة والتجار بدأت موسم الأوكازيون قبل الموعد المحدد له وذلك تسهيلاً على المواطنين في الإقبال على شراء ملابس عيد الفطر المبارك وأيضاً يعتبر عيد الفطر فرصة جيدة لمصانع الملابس لإنعاش السوق والتخلص من كميات الملابس المتراكمة بالمخازن نتيجة الركود في الشراء خلال العامين الماضيين . وتوقع "زنانيري" أن يصل حجم الإقبال والبيع على الملابس الجاهزة بنسبة 50% من البضاعة الراكدة كما يصل حجم المبيعات للملابس الجاهزة خلال موسم عيد الفطر المبارك إلى مليار جنيه . ورداً على ما تردد من بعض أصحاب محلات الملابس الجاهزة والباعة بشأن إرتفاع أسعار الملابس هذا الموسم أكد "زنانيري" أن إرتفاع الأسعار سببه الحكومة ويرجع إلى إصدار قرار بفرض رسوم حماية على الأقمشة المستوردة مما ساعد على إرتفاع في أسعار الأقمشة وبالتالي إرتفاع في أسعار الملابس الجاهزة وأضاف أن منذ بداية الصيف شهد قطاع الملابس الجاهزة ركود تام وعدم الإقبال من العملاء على شراء الملابس نظراً لسوء الأحوال الأقتصادية للبلاد على مدار العامين الماضيين كمار أن تراجع السياحة العربية هذا العام أثر بشكل واضح على سوق الملابس الجاهزة ونقوم بإنعاش القطاع من خلال الأوكازيونات والعروض الممتدة طويلاً . وأكد أحمد إسماعيل حاصل على بكالوريوس تجارة وأحد بائعي الملابس الجاهزة بمنطقة وسط البلد بأن هناك ركود تام في عملية إقبال المواطنين على شراء الملابس الجاهزة خلال فترة ما قبل عيد الفطر المبارك مباشرة على غير المتوقع بل كان الإقبال على شراء الملابس الجاهزة خلال العامين المضايين والمتتالية للثورة كانت نسبة الإقبال أعلى من هذه الفترة . قائلاً أن سبب ذلك هو أن المناسبات جاءت متتالية على المواطن المصري مما لا معه يستطيع تحمل جميع هذه النفقات فقال "أحمد" أن المواطن خرج من مشكلة الإمتحانات والدروس الخصوصية وتكاليف حصص المراجعات النهائية على حد قوله ثم دخل على شهر رمضان وشراء البلح والتمر الهندي وخلافه وبالأسعار المغالى فيها . ولم يستريح من ذلك بل جاء عليه موسم عيد الفطر وشراء الملابس الجاهزة فأصبح المستهلك لا يملك شراء الملابس إحتفالاً بالعيد فجاء ذلك على حساب تجارتنا ولقمة عيشنا ...إضافة إلى إرتفاع أسعار الملابس الجاهزة التي أثرت علينا كباعة صغيرين ولم يهتموا أصحاب المصانع بذلك. كما طالب "أحمد" الحكومة بتقنيين عمل الباعة الجاهلين وخصوصاً تجار الملابس حتى لا يتم تعميمنا ولا التشبيه للبلطجية المرافقين الشوارع وأقترح أحمد على الحكومة فكرة مشروع وهو إستغلال أرض المعارض لإقامة عليها بعض المحلات الملابس والمعارض خلال الفترة التي تكون أرض المعارض والمؤتمرات خالية من أي معارض ولا إحتفالات خصوصاً وأن أرض المعارض والمؤتمرات لا يتم إشغالها سوى لمدة شهرين فقط في العام وأبدى إستعداده هو وجميع بائعي الملابس الجاهزة المجاورين له إستعدادهم التام لسداد الضرائب للدول إذا وفرت لهم مكان مخصص لبيع الملابس الجاهزة بطريقة محترمة حتى يفقدوا نظرة المواطن لهم على أنهم بلطجية فإننا نحمل جميعاً مؤهلات عليا ونريد تقنيين عملنا وإقامة معارض خاصة لبيع الملابس الجاهزة. ومن جانبه توقع محمد عبد الرحيم المرشدي رئيس غرفة الصناعات النسيجية بإتحاد الصناعات زيادة حجم مبيعات الملابس الجاهزة خلال موسم عيد الفطر المبارك بإعتبار أن شراء الملابس الجديدة خلال هذه الفترة هي سمة أساسية للمواطنين مؤكداً على وجود حالة الطوارىء القصوى داخل مصانع الملابس الجاهزة منذ شهرين إستعدادً لهذا الموسم حتى يكون لديها المخزون الإستراتيجي الذي يكفي إحتياجات السوق خلال الشهرين القادمين بما فيهم عيد الأضحى المبارك بما له من عادات في شراء الملابس الجاهزة أيضاً. وقال "المرشدي" أن حجم المبيعات ممكن أن تصل إلى 70% من حجم الملابس الموجودة داخل المحلات خلال الفترة القادمة لافتاً أن الإنخفاض ولو بنسبة بسيطة في حجم مبيعات الملابس الجاهزة يرجع سببه الإرتفاع في أسعار السلع الغذائية وخصوصاً ياميش رمضان التي أستهلكت جميع دخل وميزانية المواطن العادي بإعتبار أن المأكولات تأتي في مقدمة إهتمامات المواطن ثم يليها شراء الملابس الجاهزة إضافة إلى ضعف الدخل ومشكلة البطالة تؤثر بالسلب على سوق الملابس الجاهزة وسوء الحالة الإقتصادية لذا نأمل من الحكومة الجديدة زيادة رواتب المواطنين وحل مشكلة البطالة لأن كل ذلك عوامل تساعد على إنعاش حركة البيع والشراء للملابس الجاهزة .. وتقول مدام صابرين حازم ربة منزل أنه وجدت بأحد المولات بلوزة قبل رمضان فكانت بخمسة وسبعين جنيهاً فقط وعندما قررت شراؤها تفاجأت بأن قيمتها ارتفعت إلى 150 جنيه وعندما سألت صاحب المحل عن السبب قال لها هذه هي أسعار العيد . وقال مصطفى سمير صاحب محلات ملابس جاهزة أن أسعار الملابس في إرتفاع عاماً بعد عام خاصة ملابس الأطفال مشيراً إلى أن محلاته تعرض ملابس مستوردة لذلك سعرها عالي جداً نتيجة إرتفاع الجمارك . أشارت عبلة برقاوي مسؤلة المبيعات في محل أخر إلى أن الحركة التجارية تتركز في ساعات ما قبل الإفطار على أن الحركة لا تزال ضعيفة متوقعة زيادتها قبل أسبوع من العيد.