حالة من الركود تسيطر علي سوق الملابس الجاهزة بموسم عيد الفطر والذي كان أملا كبيرا لانعاش البيع والشراء ففي الوقت الذي ضعفت فيه القوة الشرائية في المحال والمولات شهدت الاسواق الشعبية وعلي رأسها وكالة البلح رواجا الأهرام قام بجولة داخل تلك الاسواق لمعرفة آراء أصحاب المحال والتجار. في البداية يؤكد محمود فرغلي صاحب محل ملابس ننتظر الاعياد والمواسم بفارغ الصبر لانعاش حركة البيع والشراء الا ان نسبة الاقبال علي الشراء منخفضة جدا حيث إن نسبة البيع هذه الايام لاتتعدي ال10% بسبب الازمة الاقتصادية والارتفاع في أسعار السلع والخامات. ويشكو صالح كامل صاحب محل ملابس من انخفاض إقبال المواطنين علي شراء الملابس لان أولوياته محصورة بين توفير مصاريف الدراسة والسلع الغذائية وياميش رمضان وكعك العيد فكل هذا يقلل من رواج سوق الملابس الجاهزة وان الأغلبية يلجأون الي الشراء من تجار البالات والاسواق الشعبية. اما الحاج ابراهيم عيسي تاجر بوكالة البلح فيؤكد ان حركة البيع لديه أفضل من الاسواق الأخري لأن الاسعار في الوكالة تقل عن المحال بأكثر من50% بالرغم من ان معظمها بضاعة مستوردة لذلك يقبل علي شرائها مختلف الفئات مؤكدا ان معظم رواد الوكالة قديما كانوا من الطبقة الفقيرة لكن الان بات معظم روادها من الطبقة المتوسطة وفوق المتوسطة. ويوضح أحمد جمال صاحب محل ملابس رجالي ان المحال الملابس الرجال أكثر المحلات التي تعاني الركود بسبب عدم اهتمام الرجل بشراء ملابس جديدة له خاصة في المواسم والاعياد علي عكس السيدات والاطفال. يشكو إسلام رمضان صاحب محل ملابس من الركود والكساد في حركة الشراء. ويقول لا أستطيع أن أفي بالتزاماتي المادية من كهرباء وتراخيص وعمالة, وعائد المحل أصبح أقل من60% مما كان يتحصل عليه في الماضي. ويؤكد حامد سيد صاحب محل ملابس أن الموسم هذا العام مهدد بشكل كبير نظرا لقلة الاقبال. ويحذر أسامة السيد صاحب محل ملابس من غلق المصانع لأبوابها وتسريح العمالة فبعض المصانع المشهورة في بيع الملابس الجاهزة( والعبايات) أغلقت بالفعل لقلة عدد الطلبات. ويقول رجب صلاح صاحب محل للملابس الجاهزة إن جميع محال وسط البلد تكبدت خسائر فادحة هذا الموسم فضلا عن أن بعض المحال تغلق في وقت مبكر خشية أي هجوم من بلطجية أو أعمال سطو. وعن رأي المشترين.. تقول رشا أحمد اكتفيت بالفرجة فقط لأنني اعتدت شراء ملابس العيد من المولات لأنها تعرض احدث الموديلات ولكنها هذا العام لم تجد سوي الملابس القديمة وبأسعار باهظة. مني عصام موظفة تؤكد انها بدأت في تنمية ثقافة تحمل الظروف لها ولأبنائها بمعني انه ليس شرطا اساسيا شراء ملابس جديدة كل مناسبة لذلك تنتظر الاوكازيونات لشراء ملابس ابنائها حتي ولو كان بعد العيد. من جانبه أكد يحيي زنانيري رئيس الشعبة العامة للملابس الجاهزة بالاتحاد العام للغرف التجارية ورئيس جمعية منتجي ومصنعي الملابس الجاهزة ان سوق الملابس الجاهزة تعاني الركود لاسباب دائمة أو موضوعية فالاسباب الدائمة بدأت منذ بداية الثورة حيث ضعفت القوي الشرائية بعد انهيار الاقتصاد. أما الاسباب الموضوعية فتتمثل في الاحداث الفردية والمظاهرات التي أدت الي توقف حركة البيع والشراء بنسبة بلغت57% وأكد انه منذ بداية الموسم لم يتجاوز البيع52% من اجمالي البضاعة المعروضة واضاف ان القانون لايحظر علي أي صاحب محل طلب بدء الاوكازيون في أي توقيت علي مدار العام وبالتالي يحق لأي تاجر بدء الاوكازيون قبل موعده الرسمي وبالفعل تمت الموافقة واعطاء تصاريح ل100 محل لعمل أوكازيون قبل العيد ولكن الاغلبية انتظرت الميعاد الرسمي بعد العيد. في النهاية هذا حال سوق الملابس نقلناه بكل واقعية راجين أن يتحسن الحال قريبا.