يذكر عن جابر بن عبدالله أنه قال: رأى عمر بن الخطاب لحما معلقا فى يدى فقال: ما هذا يا جابر؟ قلت اشتهيت لحما فاشتريته. فقال عمر: أو كلما اشتهيت اشتريت يا جابر! ما تخاف الاية «أذهبتم طيباتكم فى حياتكم الدنيا» .إن هذا يحتاج منا إلى وقفة مع النفس خاصة مع أولئك الذين غلب عليهم الاهتمام بأنواع المأكل والمشرب حتى كادت أن تكون همهم الأكبر وإن أنكروا ذلك بألسنتهم فحالهم شاهد بذلك فالسمنة سيماهم والاغراق فى الشراء ديدنهم حتى إنهم يشترون ما يشتهون ومالا يشتهون!! فأين حالهم من حال جابر وليت ذلك فقط بل أنه ممتد فى كل أمور حياتنا.. نسأل الله أن يصلح حالنا ويقنعنا بما رزقنا. ولا حرج على الإنسان أن يأكل ما يشتهى ويلبس ما يريد ولكن علينا أن نربى هذه النفس فى بعض الأحيان لكى لا تعطى كل ما تتمناه وتربية أولادنا على ذلك. والعلاج يكمن فى ذم الإسراف لقوله سبحانه وتعالى: (ولا تبذر تبذيرا) وفى الدعوة إلى «الاخشوشان» لقول الفاروق عمر رضى الله عنه: (اخشوشنوا واخشوشبوا) والعلاج أيضا يتطلب فى التربية على الصبر وتهيئة الزوجين للزوجية بحلوها ومرها وغناها وفقرها، وفى استعراض سير الأنبياء والصالحين وزهدهم وتقشفهم للاقتداء بهم من غير بخل على النفس ولا تماد حتى التخمة.. وربما يكون هذا الاقتصاد والزهد هو أفضل طريقة لمحاربة غلاء الأسعار الفاحش فى مختلف السلع فقد ورد فى الأثر أنه لما ارتفعت أسعار السلع على الناس واشتكوا لعمر رضى الله عنه رد عليهم قائلا: «ارخصوها بالاستغناء» إذن.. وضع عمر قاعدتين ذهبيتين هما: «أو كلما اشتهيت اشتريت» «ارخصوها بالاستغناء!!» ولو طبقهما الناس ما وقعوا تحت سلطان التجار الذين يستغلون حاجة الناس وشغفهم بالشراء لزيادة السلع أضعافا مضاعفة. شاكر رفعت بدوى ماجستير إدارة الأعمال العريش