خطف ثلاثة مستوطنين فجر أمس شابا فلسطينيا يدعى محمد حسين ابو خضير 17 عاما من أمام محل والده ببلدة شعفاط بمدينة القدسالمحتلة ثم قتلوه انتقاما لمقتل ثلاثة مستوطنين منذ أيام. وأعلنت إذاعة «صوت فلسطين» إنه تم العثور على جثة الشهيد الفلسطينى محروقة فى أحراش دير ياسين. وكانت إذاعة الجيش الاسرائيلى قد أعلنت ان الفتى شوهد وهو يرغم على الدخول إلى سيارة، وتم العثور على جثته بعد عدة ساعات فى حى أخر فى المدينة، واصفة الحادث بأنه »يشتبه بأنه هجوم انتقامى«. كما قام مستوطن من قرية الجبعة غرب جنوب بيت لحم أمس بدهس طفلة تبلغ من العمر تسع سنوات ثم ألقاها فى حفرة بالقرب من الطريق العام، حيث أصيبت بجراح خطيرة بعد تعرضها لكسور ورضوض فى الرأس. وفى نفس السياق، قام مستوطن آخر بدهس شاب (28 عاما) فى منطقة تل ارميدة جنوب مدينة الخليل قبل أن تقوم قوات الاحتلال باعتقاله ونقله لجهة مجهولة دون تقديم الإسعافات له. يأتى هذا بينما، تصاعدت حدة التوتر فى الضفة الغربية مع اندلاع اشتباكات فى جنين أمس عندما أغارت القوات الإسرائيلية على المدينة. وأدانت الرئاسة الفلسطينية قتل المستوطنين للفتى أبو خضير، وحمل الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إسرائيل المسئولية كاملة عن الحادث وطالبها بالكشف عن الجناة ومحاسبتهم. وفى نفس السياق، أكد الدكتور أحمد المجدلانى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إن القيادة الفلسطينية قد قررت خلال الاجتماع العاجل الذى دعى إليه الرئيس الفلسطينى محمود عباس - لبحث تداعيات الموقف - التوجه لجامعة الدول العربية وطلب اجتماع للجنة المتابعة العربية بأسرع وقت ممكن. وأوضح المجدلانى أن الاجتماع بحث مجموعة من الاقتراحات للتحرك السياسى القادم والاتصالات الدولية المكثفة مع المجتمع الدولى لتوضيح حقيقة الاتهامات والأهداف الإسرائيلية من وراء هذا العدوان. من جانبه، أدان رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نيتانياهو خطف وقتل الفتى الفلسطينى، واصفا الجريمة «بالشنيعة». وقال مكتب نيتانياهو فى بيان أمس - أن »رئيس الوزراء كلف وزير الامن الداخلى اسحق اهرونوفيتش بفتح تحقيق من اجل العثور باسرع وقت ممكن على منفذى هذه الجريمة. وعلى الصعيد متصل، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلية أمس حملة اعتقالات واسعة فى مختلف أنحاء محافظات الضفة الغربية، من بينهم قيادات كبيرة فى حركة حماس وأسرى محررين. وقد أفاد بيان لنادى الأسير الفلسطينى بأن عدد المعتقلين فجر اليوم وصل إلى 48 معتقلا، ليرتفع بذلك عدد المواطنين الذين تعرضوا للاعتقال إلى 639 مواطنا وذلك منذ بداية الحملة التى يشنها الاحتلال الإسرائيلى منذ 12 يونيو الماضي. وفى الوقت نفسه، هدد وزير الدفاع الإسرائيلى موشيه يعلون بشن المزيد من الغارات والهجمات على قطاع غزة وخاصة ضد أعضاء حركة حماس انتقاما لمقل الشبان الثلاثة. وفى غزة، أكد رئيس المكتب السياسى لحركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية «حماس» خالد مشعل أن الحركة لا يد لها بمقتل المستوطنين الإسرائيليين الثلاثة فى منطقة الخليل بالضفة الغربية. ونقلت مصادر إعلامية عن مشعل قوله إن الحركة غير معنية بالتصعيد وأنها متمسكة باتفاق التهدئة، وأضافت المصادر أن خالد مشعل طلب من القيادة التركية التدخل لوقف أى هجوم إسرائيلى محتمل على القطاع. وفى الوقت نفسه، قال نبيل شعث عضو اللجنة المركزية بحركة فتح » إن الحركة ليست فى تحالف مع حركة «حماس»، وذلك عقب اتهام أسرائيل ل «حماس» بقتل المستوطنين الثلاثة. وأضاف شعث فى مقابلة أجرتها معه شبكة «سى إن إن» الأمريكية أمس الأول أنه ليس هناك تحالف يربط بين «فتح» و«حماس»، فالأمر هو أن «فتح» وافقت على أن تحل «حماس» حكومتها فى غزة، على أن تتولى حكومة الرئيس محمود عباس المسئولية كحكومة انتقالية لمدة ستة أشهر لحين الإعداد لإجراء انتخابات. كان مجلس الأمن الدولى قد أدان أمس مقتل الشبان الإسرائيليين والذين أعلنت السلطات الأسرائيلية العثور على جثثهم بالقرب من مدينة الخليل. وعلى صعيد أخر، ذكر راديو إسرائيل أمس أن قذيفتين صاروخيتين سقطتا فى النقب الغربى الليلة قبل الماضية، زاعما اطلاقهما من قطاع غزة. وكشف الراديو عن أن سقوط القذيفتين حدث دون ان يؤدى ذلك الى وقوع إصابات أو أضرار.