أعتقد أن كل من يسعى لتشكيل تحالف انتخابى هذه الايام و تحديدا فى ظل قانون البرلمان الجديد إنما يسعى لإيجاد مخرج حقيقى له او لحزبه من حالة تجاهل الشارع السياسى لمجمل الخريطة الحزبية فى البلاد . فالغالبية العظمى ممن يتحدثون هذه الأيام عن هذه المحاولات يعلمون يقينا أن الكرة الان فى ملعب المستقلين وأن إجمالى ما سوف يحصلون عليه لا يتعدى عشرات المقاعد بالإضافة إلى القائمة التى سوف تذهب بدورها لصاحب الحظ السعيد من تلك الاحزاب أما مقاعد البرلمان الفردية والمؤثرة فسوف تكون من نصيب المستقلين الذين أعدوا عدتهم مسبقا ورتبوا تحالفاتهم فى دوائرهم وتحديدا مع رموز العائلات وأصحاب التأثير فى توجهات الناخبين وبغض النظر عن تركيبة "الموزاييك" التى سوف يتكون منها البرلمان المقبل فالغالبية العظمى منها سوف تكون من المؤيدة والمساندة للنظام بعيدا عن أى تحالف قد يتاجر أصحابه به بغية تحقيق مصالح او طمعا فى مواقع مهمة ومؤثرة داخل البرلمان فالمستقلون سواء كانوا من رجال الأعمال أو ذويهم الذين لم يرتبطوا من قبل بأى نظام سابق وكذلك رموز العائلات سوف تكون لهم الكلمة العليا فى تحديد شكل المجلس الجديد و توجهه السياسى بعيدا عن كل المؤثرات الحزبية المزعومة و التى ثبت للجميع أنها لا تحظى بالقبول ، خاصة وان تأثيرها السياسى فى الاوساط الجماهيرية قد ظهر ضعفه وسطحيته وانعدام تأثيره بشكل لا يمكن إنكاره فى الانتخابات الرئاسية . فخلاصة القول إن مثل هذه التكتلات لن تحظى بفرصة تشكيل الأغلبية ولن يستطع أى من رموزها رئاسة البرلمان الجديد أو أى من المواقع الأخرى المؤثرة و المهمة ما لم يتفق المستقلون فيما بينهم على اسم توافقى يحظى بقبول الجميع. ومن المؤكد ايضا أن مثل هذة التكتلات الحزبية سوف يقتصر وجودها داخل البرلمان على مقاعد القائمة والمخصصة أصلا للنساء وذوى الإعاقة والشباب والعمال والفلاحين، والتى قد يتقاسمونها فيما بينهم بطريقة قسمة الغرماء.