الآن.. وبعد أن سكن الرئيس عبدالفتاح السيسي قصر القبة وبدأ في إعادة ترتيب الأوراق والنظر مليا كل يوم إلي خريطة مصر أمامه وأي المحافظات والمناطق سيطلق معاول البناء وضربة البداية لدحر سنوات العوز والبؤس واطلاق مشروعات النهوض والانقاذ الأبدي لهذا الوطن في كافة مناحي الحياة دون تقصير أو تأجيل أو تسويف لازمة دون سواها. هامسا لنفسه كل صباح كفانا كل هذه السنوات والعمر من الاخطاء وتراكمات الفقر والضياع والتردي والتوغل للفساد وسوء الانحدار والإنزلاقات المروعة لهذا الوطن، ومن هنا فلا تأخير أو تسويق لساعة تضيع حذارى فالوقت يداهم الجميع هنا وفي مقابل كل ذلك هناك علاقات خارجية شبه مجمدة أو متقطعة السبل ودور وتأثير متراجع إن لم يكن منعدما تماما في السنوات الأخيرة بفعل حالة الانكفاء التي صاغها ومارسها نظام مبارك وبالتالي إنقاذ وتعويض كل هذا النزيف والتراجعات يحتاج إلي رجالات كقوة وعقول مبدعة وأصحاب خيال سياسي بلاحدود ولتكن هذه مهمة الرئيس الجديد في القصر طيلة هذا الاسبوع، ربما يكون من الصواب أن يستعين الرئيس السيسي بعدد من الوجوه الشابه الذين سيكونون عماد وصناع المستقبل لهذا الوطن، ولكن رجالات الخبرة والكفاءة والمكانة العربية والدولية أنا للسيسي أن يضعهم في مقدمة رجالات المرحلة الجديدة إذ أراد تحقيق نجاح ملموس متعدد الانجاز والانتصارات مثل عمرو موسي والسفير محمد العرابي الذي لم يعطه حقه وفرصته في منصب وزير الخارجية ولديه مدد من الخبرة والعطاء الذي يساعد في إنجاح تجربة السيسي أو شخص مثل السيد مراد موافي الذي يمكن الاستفادة منه في منصب تنفيذي كرئيس للحكومة في قادم الايام بعد إنتهاء فترة محلب بمجرد تشكيل البرلمان القادم. وبالتالي لا يحدثنا أحد من المحبطين تجار الشعارات والمواجع في هذا الوطن أنه لا أحد في هذا البلد ومن تلك الوجوه الساطعة الآن وبالأمس يصلح للعمل والمساعدة ومديد العون مع الرئيس الجديد. وأنا هنا عندما أتحدث عن عمرو موسي الذي أطالب وأنصح السيسي بضرورة الاستعانة به والتدخل لديه لاقناعه برفض قبول المنصب الجديد المقدم إليه كمبعوث دولي للأزمة السورية باعتبار أن ظروف ومعطيات وأحوال الوطن في أشد الحاجة إليه الآن بجانب السيسي أكثر من أي وقت مضي، فأنا لا أتحدث هنا بمنطق العواطف بل أتحدث عن رجل خبرته 24 عاما منذ اليوم الأول في منصب وزير الخارجية عندما كنت محررا دبلوماسيا للأهرام في الخارجية ومن يومها تابعت خطي الرجل وممارساته وراقبته عن قرب وهو يسطر نجاحات الدبلوماسية المصرية بجهد وعرق وجولات مكوكية وطاف العالم إحياءا لدور ومكانة مصر ووضعها في مصاف الدول الكبري اقليميا وصاحبة الرقم الصعب في المعادلة السياسية والعالم العربي. ومن ثم استمع وأصغى له العالم في حينه وكذلك نفس الدور لعبه ومارسه ببراعة وعناية منقطعة النظير في الجامعة العربية بالرغم من صراع الارادات وتباين المواقف بين دول الجامعة إلا أنه استطاع أن يحقق التوافق وتوازن الاداء والممارسة بنجاح في الجامعة. السيد الرئيس أقول لكم أن عمرو موسي الذي أعرفه مازال لديه الوقت والجهد والافكار والرؤي والمكانة والحضور داخليا وخارجيا فلا تضيعوا الفرصة استغلالا للحظة والاستفادة من هذه القامة فهو من الوجوه الناجحة التي تمثل المظلة الواقية والرافعة السياسية التي تحقق لعهدكم النجاح والاقناع وبالتالي يمكن الاستفادة منه حيويا في منصب رئيس البرلمان القادم حيث للرجل تجربة وخبرة ناجحة وثرية في رئاسة لجنة الخمسين ونال احترام وتقدير الجميع بلا إستثناء في مصر واعترف القاصي والداني بعمق فكره الثاقب وخبرته المتميزة. أو في المقابل يمكن الاستفادة منه بمنصب رفيع بجانب الرئيس في القصر ليعطي ملف العلاقات المصرية العربية والدولية النجاح فمصر لديها مصالح قومية وعلاقات محورية ذات أهمية بالغة فبكل صراحة ولا مواربة الرجل وأعني هنا عمرو موسي يستطيع تفكيك ألغام وافخاخ نصبت لمصر طيلة 3 أعوام بسبب ضعف وتردي أوضاعها في الداخل وتراجع دورها وضعف سياستها الخارجية حتي أننا لم نعد نملك أدوات القوة الناعمة التي كانت آخر قلاع الانتصار لنا سنوات عديدة ومديدة. ولكل هذه فموسي يستطيع أن يسهم ويصنع مع السيسي الاصلاحات الكاملة والضرورية والملحة لمقتضيات الظرف الاستثنائي الذي يعيشه الوطن ويساهم بفعالية في الانتقال الديمقراطي، فالرجل صاحب تاريخ ناصع وأيدي نظيفة ولم يكن يوما صدي صوت لأي نظام بل كان صوت الوطن دوما. أما أصحاب الذاكرة الانتقائية الذين يريدون الوقوف في وجه الرجل ونجاحاته فأقول لهم هل تقتنعون بهذا الهراء الذي تنشرونه، فأنا لن أدخل في لعبتكم ولن يقتنع أحد بترهاتكم ولن يقتنع بموسي إلا من يريد أن يقتنع وأمن بنجاحات وماضي وحاضر ومستقبل هذا الرجل فتاريخه وراءه، ومازال عطاؤه متواصلا لهذا الوطن فقط. لمزيد من مقالات أشرف العشري