أعلم أن القاعدة التي تقول ان ارضاء كل الناس غاية لاترتجي ربما تكون أكثر واقعية وصوابية خاصة لو طبقت علي واقع الحال في مصر هذه الأيام بعدما شهدته من منعطفات وتغييرات جذرية بفضل حلم الثورة التي نجحت في تحطيم التابوهات وكسر الكهنوت والمحرمات صنيعة العهد البائد. لكنني لا أجد تفسيرا منطقيا ومقبولا لبعض أقلام الحملة الممنهجة التي يتبناها البعض للاطاحة واغتيال بعض رموزنا معنويا من أصحاب القامات السياسية والاقتصادية والعلمية في هذا البلد لاعتبارات لا محل لها من الاعراب السياسي أو المهني بحجة أن هذا عمل مع النظام البائد أو ذاك التقي وسلم يوما علي الطاغية المخلوع مبارك فتلك ثقافة أشبه بثقافة إجتثاث البعث ما بعد صدام حسين. وأنا هنا لا أتحدث عن شخص من مافيا الحزب الوطني أوشبكات الفاسدين الذين ارتشوا وتغولوا وأجرموا بحق الوطن فهؤلاء يستحقون القتل والاعدام والرجم في ميدان التحرير حتي الموت.. ولكنني أتحدث عن قامات وشخصيات قليلة يمثلون التاريخ الوطني وضمير هذه الأمة وأعني هنا تحديدا في هذه اللحظة الدبلوماسي والمفكر مصطفي الفقي الذي تابعت نشاطه عن قرب لسنوات عندما تولي مناصب عدة في الخارجية واجاد فيها ولم يشفع له عمله يوما بحكم الوظيفة مع النظام السابق فلم يسلم من بطشه وتهميشه واقصائه والسعي طيلة الوقت لتكسيير أقدامه واسألوا في ذلك أساطين الفساد في مكتب المخادع مبارك أمثال زكريا عزمي وجمال عبدالعزيز وأبوالوفا والقائمة طويلة الآن. ومن أجل مصر ومصلحة الوطن يخوض الرجل معركة المنصب المصري لأمانة الجامعة العربية, وبالتالي بات يحتاج لتوفير الدعم والتأييد وتكوين مظلة حماية وحاضنة مصرية في المقام الأول قبل المظلة العربية التي أعلم حسب سياسي عربي مرموق انها قد آمنت له بالفعل. ولذا كنت أتمني علي كل زميل صحفي وسياسي من هؤلاء الذين ناصبوه الرفض وتبني ثقافة الاجتثاث أن يطالعوا حجم التقدير والمكانة التي حظي به الرجل خلال لقاءاته الأخيرة مع رموز الدبلوماسية والسياسة العربية في الرياض وبيروت والدار البيضاء ودمشق وغيرها وماذا قال عنه سعود الفيصل ونبيه بري وميشيل سليمان وأمير الكويت عندما خاطبوه بانك الأفضل عربيا والأقدر والأبرز حتي هذه اللحظات لتولي هذا المنصب ونشر ثقافة الأمل واكمال الاصلاح الذي بدأه عمرو موسي رغم الصعاب والحواجز العديدة التي استطاع تخطيها. وانطلاقا من الحرص علي بقاء المنصب لصالح مصر واستكمالا لفتح طريق جديد واستعادة الدور والمكانة لمصر بعد نجاح اتفاق المصالحة فانني أتمني أن نؤجل كل خصوماتنا السياسية ونوقف حرب التراشق والتجاذبات السياسية لنصرة مرشحنا خاصة أنه حتي هذه اللحظة مازال الأفضل, ناهيك عن الدور المنتظر من وزير الخارجية نبيل العربي في تعبيد الطريق أمامه لتجاوز عقبتي قطر والسودان في معركة الترشيح الأحد المقبل, فالرجل والمنصب يستحقان الجهد والحراك وفتح ثغرة للمنصب المصري في جدار هذه المعركة بدون أي فشل أو هبوط اضطراري أمام المرشح القطري والتعنت السوداني. فالرجل عن حق وليس مواربة شخصية رفيعة يملك خطابا سياسيا ورؤية دبلوماسية متميزة ولديه ثقافة ومعرفة وتاريخ من التجارب وتراكم العلاقات مع عواصم المنطقة, ناهيك عن أفق سياسي ممتد. وبالتالي عندما يمتلك شخص كل هذه الأدوات والخيارات يستطيع أن يحقق النجاح الكامل. وكفانا30 عاما من الفشل والانكفاء علي الذات والانغلاق علي الداخل حتي ازاحتنا أدوار ايران واسرائيل وتركيا وليجاز الله مبارك ومن كان السبب. المزيد من أعمدة أشرف العشري