وقع فى قلبى أن آية: (سيجعل الله بعد عسر يسرًا)، هى البشارة للمعسرين والمهمومين، وأن الله جل ثناؤه سيزيل عنهم الشدة، ويرفع عنهم المشقة وسيجعل السعة بعد الضيق.. لماذا وجد قلبى فيها بابًا فتحه الله ليدخل منه من رأى الله بقلبه ولم يعد يقدر على رؤية غيره؟!.. لأن بناء الآية جاء على صيغة وعد.. إذا ضاقت عليك الدنيا بما رحبت وضاقت عليك نفسك، وأحكمت حلقاتها حتى ظننت أنها لن تفرج تذكر: «سيجعل الله بعد عسر يسرا».. لو استجمعت يأس العالم فى قلبك، تذكر هذه الآية فهى ستزيل عنك همك، فاغسل همومك بماء التوكل.. يقول العارفون بالله، ليس من بعد العسر إلا اليسر، ولا يغلق الله بابًا إلا ويفتح خيرًا منه، وإن ضاق بك الحال فتذكر أن غيرك يحلم ببعض الخير الذى عندك، فالحمد لله على كل شيء.. هذه الآية سبقتها فى نفس السورة آية عظيمة تجعل قلبك يطمئن ويرتاح: «لا تدرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا».. كأن الآية تخاطبك، تقول لك: لا تحزن، ففى أى لحظة قد يتغير قدرك، ولعل الله قد خبأ لك ما هو خير، ولعل الأبواب المقفلة تفتح أمامك دون أن تدري.. لكن الله لا يفتح أى باب إلا إذا كان صاحبه مؤهلًا.. الله يفتح الأبواب إذا طرقها صاحبها وكان قادرًا فكريًا على التعامل معها ولا يتأتى ذلك إلا بالعمل والجهد وتأهيل النفس... وحتى تجد الباب عليك أن تعثر على الطريق أولًا.. ولا تستوحش لقلة السالكين.. فهو طريق يحتاج إلى صبر والبقاء على العتاب حتى يفتح الباب.. تعلق بالأمل ولا تسلم نفسك لليأس والحزن والوحدة، (سيجعل الله بعد عسر يسرا). والله من وراء القصد..