تراجع مفاجئ في سعر الذهب اليوم الاثنين 30 يونيو2025..انخفاض جديد يربك الأسواق    اتحاد الكرة: ننتظر موقف الشركة الراعية من مكان السوبر ولا نمانع إقامته في مصر    ما فضل صيام يوم عاشوراء؟.. أجرٌ عظيم وتكفيرٌ للسنة الماضية    ترامب: على الجمهوريين الذي يؤيدون خفض الإنفاق أن يتذكروا "العمل على إعادة انتخابهم"    اعتداء على كنيسة البشارة الأرثوذكسية في الناصرة بفلسطين.. التفاصيل    بايرن ميونخ يضرب موعدًا مع باريس سان جيرمان في ربع نهائي مونديال الأندية بعد تخطيه فلامنجو    «التلت ساعة اللي بيلعبها ميعملهاش لاعب في العشرينات».. عمرو جمال يطالب بعدم اعتزال شيكابالا    محافظ قنا يعتمد نتيجة الشهادة الإعدادية بنسبة نجاح 68%.. وإعلانها بالمدارس الثلاثاء    محافظ الغربية: الجهاز التنفيذي للمحافظة مسئول أمام الدولة عن تقديم خدمات تليق بكرامة الإنسان المصري    قد ينتهي بفقدان السمع.. العلامات المبكرة لالتهاب الأذن الوسطى    مصرع شخص وإصابة آخر في حادث تصادم بالإسماعيلية    وزيري: لدينا 124 هرما.. وهذه أهداف مشروع «تكسية منكاورع» | فيديو    محافظ الإسماعيلية خلال جولة مفاجئة بسوق السمك المطور: دعم كامل لتحويله لواجهة سياحية    مرصد الأزهر يحذر الطلاب من الاستسلام للأفكار السلبية خلال الامتحانات: حياتكم غالية    إعلام عبري: نتنياهو لن ينهي الحرب في غزة بسهولة    وزير خارجية الأردن يؤكد دعم الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في غزة    الاحتلال ينسف مربعات سكنية شرقى خان يونس ويقصف مدرسة تؤوى نازحين بالزيتون    استشهاد 8 فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف مدرستين ونقطة توزيع مساعدات بغزة    عاجل- إعلام عبري: سلاح الجو يشن غارات كثيفة وواسعة في قطاع غزة    ماكرون يؤكد لنظيره الإيرانى على أهمية استئناف المفاوضات لحل قضايا الأنشطة الباليستية والنووية    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. تنصت أمريكى على إيران تضمن أحاديث تقلل من حجم ضرر غارات واشنطن.. ترامب يستبعد تمديد مهلة التعريفات الجمركية المقررة.. أكثر من 580 شهيدا فى صفوف منتظرى المساعدات فى رفح    عيد مرسال: ثورة 30 يونيو وضعت مصر على طريق المستقبل    في ذكرى إصدارها الأول.. "البوابة " 11 عامًا من المواجهة وكشف الحقيقة    محافظ القاهرة: ثورة 30 يونيو كانت نقطة انطلاق نحو بناء دولة قوية    قناة الأهلي تكشف حقيقة العروض الأوروبية لزيزو    الطقس شيكا بيكا.. هل يمكن تنظيم مونديال المنتخبات 2026 في أمريكا؟    المغرب يهيمن على البطولة الأفريقية للكرة الطائرة الشاطئية    أحمد حسام: الزمالك لن يقف على زيزو.. وعبد الله السعيد صعب يتعوض    الأهلى يدرس التراجع عن ضم أحمد عيد والتمسك ببقاء عمر كمال    النائب عبدالمنعم إمام ينتقد كثرة مشروعات القوانين المحالة من الحكومة في توقيت ضيق: كأنها كانت نائمة    أكثر من 2000 كتاب.. وزارة الاتصالات تتيح تطبيق «كتاب» بالمجان على أندرويد وiOS    مصرع شخص صدمته سيارة أثناء عبوره طريق الإسكندرية الصحراوى    الأرصاد تعلن حالة الطقس اليوم على القاهرة والمحافظات    مصرع سائق ونجله فى حادث سير ب"صحراوى البحيرة"    ضبط المتهم بسرقة مشغولات ذهبية من سيدة بمدينة 6 أكتوبر    إغلاق ميناء نويبع البحرى بجنوب سيناء وإيقاف حركة الملاحة البحرية لسوء الأحوال الجوية    معرض حسن حشمت في برلين: نحات الشعب بين الإرث الثقافي والتجديد الفني    اللواء سمير فرج: ثورة 30 يونيو فرصة لانطلاق السياحة العسكرية    بيت السناري يستضيف افتتاح الدورة الرابعة من مهرجان الأراجوز المصري    تحولات كبيرة على الصعيد المهني.. توقعات برج الحمل اليوم 30 يونيو    هناك أعين تراقبك في العمل.. حظ برج الجدي اليوم 30 يونيو    فترة ذهبية على الصعيد المالي.. حظ برج القوس اليوم 30 يونيو    والدة آسر ياسين تروى قصة حبها.. وموقف صعب حدث معها "فيديو"    73.9 % صافي تعاملات المصريين بالبورصة خلال تداولات بداية الأسبوع    هل النمل في البيت من علامات الحسد؟.. أمين الفتوى يجيب    كيف أصلي الصلوات الفائتة في نهاية اليوم؟.. أمين الفتوى يجيب    ما حكم الاغتسال بمياه الصرف الصحي بعد معالجتها؟ أمينة الفتوى تجيب    أسعار الفراخ البيضاء والبيض بعد آخر تراجع اليوم الاثنين 30 يونيو 2025    مستشفى الضبعة المركزي يفتح أبوابه للمتبرعين بالدم    نائب وزير الصحة يتفقد مستشفى العلمين ويشيد بانتظام الفرق الطبية وجودة الخدمات    النيابة العامة تأمر بحبس مالك السيارة المتسببة في حادث الطريق الإقليمي    ما هو حق الطريق؟.. أسامة الجندي يجيب    الرئيس السيسي يشهد أداء اليمين القانونية لرؤساء الهيئات القضائية الجدد    استبدال نظام الدبلومات ليحل محله «التعليم الثانوي الفني والتقني التكنولوجي» في مشروع القانون الجديد    محافظ الجيزة يعتمد تنسيق الثانوية العامة بحد أدنى 225 درجة    حياة وأمل جديد لثلاثة أطفال .. مستشفى النصر ببورسعيد تُنقذ ثلاثة اطفال رُضع من أمراض قلبية نادرة    صحتك بالدنيا.. الصراصير مسئولة عن إصابتك بالربو.. واعرف متى تكون الإصابة ب"الهبوط" أثناء الحر مؤشرا خطيرا.. ودراسة تربط بين فحص السكر والتنبؤ بمضاعفات الزهايمر.. ونظام جديد يتفوق على الصيام المتقطع لو عايز تخس    حادث جديد على الطريق الإقليمي بالمنوفية: إصابة مجندين في انقلاب سيارة أمن مركزي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في الذكرى 55 لعيد قوات الدفاع الجوي.. صفحات من الفداء وحُرّاس للسماء.. الفريق ياسر الطودي: نمتلك أعلى درجات الاستعداد القتالي لحماية سماء الوطن في السلم والحرب
نشر في البوابة يوم 29 - 06 - 2025

الفريق ياسر الطودي: الدفاع الجوي هو الحصن المنيع لسماء الوطن منذ ميلاده..اتخذنا من 30 يونيو عيدًا رسميًا للدفاع الجوي بعد أسبوع تساقط الفانتوم.. حائط الصواريخ تحصين قتالى متكامل حمى جبهة القتال من الطيران المعادي.. أنشأنا الحائط وسط القصف وتحملنا تضحيات عظيمة من أجل النصر
قائد قوات الدفاع الجوي: الفرد المقاتل هو الركيزة الأساسية لقواتنا.. ونُعيد صياغة شخصيته فكريًا ونفسيًا..نواجه تحديات غير مسبوقة بسبب تطور الطائرات الشبحية والصواريخ الفرط صوتية.. نعتمد على الإنذار الفضائى والرادارات الأرضية والطائرات المحمولة جوًا لرصد العدائيات
منظومة الدفاع الجوي المصرية مصممة لمواجهة التفوق الجوي والصاروخى فى آنٍ واحد..نعمل وفق خطط دقيقة للتحديث والتطوير.. ونتابع التهديدات المحيطة باهتمام دائم.. الذكاء الاصطناعى والدرونات الهجومية غيّرت شكل المعارك الجوية المعاصرة
عيد قوات الدفاع الجوي
تُحيي مصر الذكرى الخامسة والخمسين لعيد قوات الدفاع الجوي، مناسبة وطنية خالدة تستحضر خلالها بكل فخر وامتنان التضحيات الجليلة والبطولات الخالدة التي سطّرها رجال الدفاع الجوي، دفاعًا عن سماء الوطن وصونًا لسيادته، فقد خُلِّدت مواقفهم البطولية في سجل التاريخ العسكري المصري، فكتبوا بأحرف من نور صفحات مضيئة في مسيرة العطاء والفداء.
وخلال مؤتمر صحفي مع المحررين العسكريين، أكد قائد قوات الدفاع الجوي الفريق ياسر الطودي، أن اكتمال بناء حائط الصواريخ على امتداد جبهة قناة السويس، في الأسبوع الأخير من يونيو عام 1970، شكّل نقطة تحول استراتيجية في معركة الدفاع عن المجال الجوي المصري.
فقد أطلقت قوات الدفاع الجوي صواريخها لتسقط أحدث طائرات العدو في ملحمة تاريخية عُرفت ب«أسبوع تساقط الفانتوم»، إيذانًا بميلاد القوة الرابعة في القوات المسلحة: قوات الدفاع الجوي، والتي باتت منذ ذلك الحين الحصن الحصين وسياج الأمان لسماء مصر.
وفي تخليد لهذه اللحظة الفارقة، اتُّخذ يوم الثلاثين من يونيو عيدًا رسميًا لقوات الدفاع الجوي، ليظل شاهدًا على عظمة الإنجاز، ودافعًا متجددًا لمواصلة مسيرة التفوق والانتصار.
وفي هذه المناسبة، توجّه قائد قوات الدفاع الجوي بتحية تقدير واعتزاز إلى رجال الدفاع الجوي المنتشرين في ربوع الوطن، الساهرين ليلًا ونهارًا على تأمين المجال الجوي المصري، والمدعومين بمنظومات تسليحية متطورة، وتدريب رفيع، وإيمان راسخ برسالة الوطن.
كما جدد العهد للفريق أول عبد المجيد صقر، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، على مواصلة الجاهزية والاستعداد، دفاعًا عن سماء مصر.
واختتم كلمته بتوجيه أسمى معاني الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، مؤكدًا استمرار العمل على تطوير القدرات القتالية، وتعزيز كفاءة قوات الدفاع الجوي، حفاظًا على أمن الوطن ورفعة رايته.
أسئلة المؤتمر الصحفي مع الفريق ياسر الطودي قائد قوات الدفاع الجوي.
وفيما يلي نص الحوار:
قائد قوات الدفاع الجوى الفريق ياسر الطودى
تحتفل قوات الدفاع الجوى كل عام فى الثلاثين من شهر يونيو بعيد الدفاع الجوى.. نرجو إلقاء الضوء على أسباب اختيار ذلك اليوم؟
- الأول من فبراير 1968 بدأنا رحلة طويلة من العمل والكفاح لإنشاء قوات الدفاع الجوى والتى تم تسليحها وتدريبها تحت ضغط هجمات العدو الجوى خلال حرب الاستنزاف.
يعتبر صباح يوم 30 يونيو عام 1970 يوماً مجيدا فى تاريخ العسكرية المصرية حيث تمكنت تجميعات الدفاع الجوى من إسقاط 12 طائرة من أحدث الطرازات «فانتوم - سكاى هوك» وأسر طياريها وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم، وتوالى بعد ذلك سقوط الطائرات، وهو ما أطلق عليه أسبوع تساقط الفانتوم، مُعلنةً مولد القوى الرابعة لقواتنا المسلحة الباسلة، واتخذت قوات الدفاع الجوى هذا اليوم عيدًا لها.
يتردد دائمًا أثناء الاحتفال بعيد قوات الدفاع الجوى كلمة حائط الصواريخ.. ماذا تعنى هذه الكلمة وكيف تم إنشاء هذا الحائط؟
- حائط الصواريخ هو تجميع قتالى متنوع من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات فى أنساق متتالية داخل مواقع ودشم محصنة بمهمة توفير الدفاع الجوى عن التجميع الرئيسى للتشكيلات البرية والأهداف الحيوية والقواعد الجوية والمطارات على طول الجبهة غرب القناة.
هذه المواقع تم إنشاؤها واحتلالها فى ظروف بالغة الصعوبة.. وبتضحيات عظيمة تحملها رجال الدفاع الجوى والمهندسين العسكريين والمدنيين من شعب مصر العظيم.
حيث استمر العدو الجوى فى استهداف تلك المواقع أثناء إنشائها ولإنشاء حائط الصواريخ كان لزامًا علينا اتباع أحد الخيارين، الأول: القفز بكتائب حائط الصواريخ دفعة واحدة للأمام واحتلال مواقع ميدانية متقدمة دون تحصينات وقبول الخسائر المتوقعة لحين إتمام إنشاء التحصينات.
والثاني، الوصول بكتائب حائط الصواريخ إلى منطقة القناة وثبات مع إنشاء تحصينات كل نطاق وإحتلاله تحت حماية النطاق الخلفي له، وهكذا... وهو ما استقر الرأى عليه، وتم تنفيذ هذه الأعمال بنجاح تام وبدقة عالية.
ففى خلال الفترة من أبريل إلى أغسطس عام 1970 استطاعت كتائب الصواريخ المضادة للطائرات منع العدو الجوى من الاقتراب من قناة السويس.
مما أجبر إسرائيل على قبول مبادرة روجرز لوقف إطلاق النار اعتبارًا من صباح 8 أغسطس 1970 لتسطر قوات الدفاع الجوى أروع الصفحات وتضع اللبنة الأولى فى صرح الانتصار العظيم للجيش المصرى فى حرب أكتوبر 1973.
الحديث عن حرب أكتوبر لا ينقطع نرجو إلقاء الضوء كيف قام الدفاع الجوى المصرى بتحطيم أسطورة الذراع الطولى لإسرائيل فى حرب أكتوبر 1973؟
- خلال فترة وقف إطلاق النار بدأ رجال الدفاع الجوى فى الإعداد والتجهيز لحرب التحرير واستعادة الأرض والكرامة من خلال استكمال التسليح بأنظمة حديثة «سام - 3، سام - 6» ورفع مستوى الاستعداد والتدريب القتالي للقوات.
ونجحت قوات الدفاع الجوى فى حرمان العدو الجوى من استطلاع قواتنا غرب القناة بإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكترونى «الإستراتو كروزر» صباح يوم 17 سبتمبر 1971.
وفى حرب أكتوبر 1973 قامت قوات الدفاع الجوى بدور مهم لتأمين العبور وتوفير التغطية بالصواريخ عن التجميعات الرئيسية للجيوش الميدانية والأهداف الحيوية والاستراتيجية على جميع ربوع مصر فى ظل امتلاك العدو الجوى لعدد "600" طائرة من أحدث الطرازات «ميراج، فانتوم، سكاى هوك».
وخلال ليلة 6-7 أكتوبر نجحت قوات الدفاع الجوى فى إسقاط أكثر من 25 طائرة بالإضافة إلى إصابة أعداد أخرى وأسر عدد من الطيارين، مما اضطر قائد القوات الجوية المعادية من إصدار أوامره للطيارين بعدم الاقتراب من قناة السويس لمسافة أقل من 15 كم.
وخلال الثلاثة أيام الأولى من الحرب فقد العدو الجوى أكثر من ثلث طائراته وأكفأ طياريه مما جعل موشى ديان يعلن في رابع أيام القتال عن أنه عاجز عن اختراق شبكة الصواريخ المصرية، وذكر فى أحد الأحاديث التليفزيونية يوم 14 أكتوبر 1973، أن القوات الجوية الإسرائيلية تخوض معارك ثقيلة بأيامها... ثقيلة بدمائها، وكانت الملحمة الكبرى لقوات الدفاع الجوى خلال حرب أكتوبر تكبيد العدو عدد 326 طائرة وأسر عدد 22 طيار، وتنتهى الحرب بفرض الإرادة وتجنى مصر من موقع القوة ثمار السلام.
تعتبر منظومة الدفاع الجوى المصرى من أعقد منظومات الدفاع الجوى فى العالم حيث تشتمل على العديد من الأنظمة المتنوعة.. نرجو إلقاء الضوء على عناصر بناء المنظومة؟
- أدى التطور الهائل في وسائل وأسلحة الهجوم الجوى الحديثة والاستخدام الموسع للطائرت الموجهة بدون طيار والصواريخ الطوافة والباليستية... إلى ضرورة تواجد منظومة دفاع جوى ذات قدرات نوعية عالية تواكب التطور التكنولوجي للعدائيات الجوية الحديثة وتتميز بالتنوع والتعدد والتكامل... وبما يحقق القوة والقدرة والصمود.
وتتكون المنظومة من عناصر استطلاع وإنذار باستخدام أجهزة رادارية وعناصر مراقبة جوية بالنظر تقوم باكتشاف العدائيات الجوية المختلفة وإنذار القوات عنها، بالإضافة إلى العناصر الإيجابية من الصواريخ والمدفعية "م ط " ذات المديات المختلفة لتوفير الدفاع الجوى عن الأهداف الحيوية والتشكيلات التعبوية على كل الاتجاهات الاستراتيجية.
وتتم السيطرة على عناصر المنظومة بواسطة مراكز قيادة وسيطرة على مختلف المستويات تعمل في تعاون وثيق مع القوات الجوية والبحرية والحرب الإلكترونية بهدف الضغط المستمر على العدو الجوى ومنعه من تنفيذ مهامه وتكبيده أكبر خسائر ممكنة.
أدى التطور الهائل في أسلوب الحصول على المعلومات وتعدد مصادر الحصول عليها إلى عدم وجود أسرار عن أنظمة التسليح فى معظم دول العالم، فكيف نطمئن بأن سماء مصر آمنة وستظل؟
- في عصر السموات المفتوحة أصبح العالم قرية صغيرة وتعددت وسائل الحصول على المعلومات سواءً بالأقمار الصناعية أو أنظمة الاستطلاع الإلكترونية المختلفة وشبكات المعلومات الدولية.
بالإضافة إلى وجود الأنظمة الحديثة القادرة على التحليل الفورى للمعلومة باستخدام الذكاء الاصطناعي مما يجعل المعلومة متاحة أمام من يريدها.
ونحن لدينا اليقين إلى أن السر لا يكمن فيما نمتلكه من أنظمة حديثة ولكن يكمن فى القدرة على تطوير فكر الاستخدام بطريقة غير نمطية وبما يمكنها من تنفيذ مهامها بكفاءة عالية.
أكدت خبرات الحروب المصرية أن سر نجاح القوات المسلحة يكمن فى العنصر البشرى ، فماذا أعددتم سيادتكم للارتقاء بأداء الجندى المقاتل علميًا وبدنيًا ونفسيًا؟
- تدرك قيادة قوات الدفاع الجوى أن الثروة الحقيقية تكمن فى الفرد المقاتل الذى يعتبر الركيزة الأساسية للمنظومة القتالية لقوات الدفاع الجوى خططنا إلى تطوير مهارات وقدرات الفرد المقاتل من خلال مسارين:الأول: إعادة صياغة شخصية الفرد المقاتل، الثاني: تطوير العملية التعليمية - التدريبية للفرد المقاتل.
بالنسبة للمسار الأول: قمنا بالبناء الفكرى للفرد المقاتل وتشكيل ثقافة الإدراك لتكوين شخصية تتميز بحسن الخلق والتمسك بالقيم وتتصف بالولاء، الانتماء، حب الوطن والاستعداد للتضحية والفداء عن الأرض من خلال خطة توعية لغرس وتنمية وترسيخ الفهم الصحيح والفكر المعتدل للأديان السماوية والقيم والمثل الأخلاقية وبما يحقق حماية الفرد المقاتل وتحصينه ضد الحروب النفسية، والأفكار المتطرفة والهدامة، وكذا مجابهة التأثير السلبى لمواقع التواصل الاجتماعى وشبكة المعلومات الدولية، بالإضافة إلى الاهتمام بالعوامل النفسية للمقاتل التى لها تأثير على روحه المعنوية وتبعث فيه روح القتال وقهر العدو والإيمان بالنصر وتزوده بالقوة والقدرة على التغلب على المصاعب والعقبات.
بالنسبة للمسار الثانى، تم إعداد خطة شاملة تتماشى مع أساليب التدريب الحديثة لتطوير العملية التعليمية بقوات الدفاع الجوى بهدف الوصول إلى المواصفات المنشودة للفرد المقاتل «فنيًا، بدنيًا، انضباطيًا» من خلال تطوير الدورات المؤهلة للضباط وضباط الصف، بانتهاج استراتيجية التعليم التفاعلى باستخدام تطبيقات مستحدثة، وتنفيذ معسكرات تدريب مركزة بمركز التدريب التكتيكى للقوات لرفع كفاءة المعدات وتنمية القدرات القتالية للفرد المقاتل، والتوسع فى استخدام المقلدات الحديثة وتدريب الأفراد على الرمايات التخصصية فى ظروف مشابهة للعمليات الحقيقية، وإنتقاء أفضل المدربين للعمل فى وحدة التدريب المشترك لتدريب الأفراد المستجدين وتقييم أدائهم وإنتقائهم وتوزيعهم، بما يتلاءم مع طبيعة المهام التى سيكلفون بها، وكذا تأهيل الضباط بالخارج للتعرف على فكر وأسلوب استخدام أنظمة الدفاع الجوى الحديثة وإجراء التدريبات المشتركة لاكتساب الخبرات والتعرف على أحدث أساليب تخطيط إدارة العمليات للدول العربية والأجنبية.
تهتم القوات المسلحة بالتعاون العسكرى مع العديد من الدول العربية والأجنبية، كيف يتم تنفيذ ذلك؟
- تحرص قوات الدفاع الجوى على زيادة محاور التعاون العسكرى مع نظائرها بالدول الشقيقة " الصديقة فى كل المجالات كالآتى: مجال التدريب، باستضافة الطلبة من الدول الشقيقة والصديقة بكلية الدفاع الجوى للتأهيل بعلوم الدفاع الجوى، المواد الهندسية، تبادل إيفاد الضباط لحضور فرق التأهيل العامة «التخصصية» الدورات «المتقدمة - الراقية - القادة» دورات أركان حرب التخصصية في مجال الدفاع الجوى لدراسة العلوم العسكرية الحديثة بمعهد الدفاع الجوى.
تبادل الزيارات لأعضاء هيئة التدريس «الدارسين كلية - معهد»ودجو مع الدول الصديقة والشقيقة لتبادل الخبرات في مجال أساليب التعليم والتدريب الحديثة، وتنفيذ تدريبات مشتركة لأنظمة الصواريخ والمدفعية م ط، مثل «التدريب المصرى الأمريكي (النجم الساطع )، التدريب المصرى الروسى (سهم الصداقة)، التدريب المصرى اليوناني (ميدوزا)، التدريب المصرى الفرنسي (كليوباترا)، التدريب المصرى الباكستانى (حماة السماء)، التدريب المصرى السعودي (تبوك)، التدريب المصرى الاردنى (العقبة)».
تبادل إيفاد ضباط قادة وحدات دفاع جوى للتعايش بوحدات دجو المتماثلة لتبادل الخبرات العملية.
في مجال التسليح ، تبادل الخبرات فى مجال التأمين الفنى لأنظمة الدفاع الجوى المتماثلة باستغلال الإمكانات المتطورة والكوادر المؤهلة في التدريب والإصلاح ورفع الكفاءة وإطالة أعمار المعدات.
أما مجال العمليات، تبادل الخبرات في أساليب التخطيط لتوفير الدفاع الجوى عن الأهداف الحيوية.
عقد ورش عمل على مستوى المتخصصين فى مجال مجابهة التهديدات الجوية الحديثة للطائرات الموجهة بدون طيار، الصواريخ الطوافة والباليستية.
مجال البحوث الفنية والتطوير، تبادل الزيارات للمراكز البحثية، عقد ورش عمل لتبادل الخبرات فى مجالات حل المشاكل الفنية وتوفير مقومات التأمين الفنى للأنظمة المتعذر إصلاحها المتوقف إنتاجها ببلد المنشأ.
على ضوء العمليات العسكرية الحديثة والتطور الملحوظ فى أسلحة الهجوم الجوى وفكر وأساليب استخدامها ما التحديات التى تواجه منظومة الدفاع الجوى؟
- أبرزت العمليات العسكرية الأخيرة ظهور مراكز ثقل جديدة تحسم النتائج منها:التفوق الجوى: بامتلاك المقاتلات الحديثة والمصممة بتكنولوجيا الإخفاء ومزودة برادارات متطورة ومجهزة بنقاط تعليق متعددة لحمل الذخائر الذكية فائقة الدقة، تطلق من بعد ولها القدرة على اختراق التحصينات وتؤمن أعمال قتالها طائرات قيادة وسيطرة، الحرب الإلكترونية وتصاحبها طائرات التزود بالوقود لتنفيذ عمليات جوية بعيدة المدى بأقصى حمولة تسليح دون الحاجة للعودة إلى قواعدها والاستخدام المكثف للطائرات الموجهة بدون طيار متعددة المهام «سطع، عق، انفجارية، مسلحة، خداعية» يتم إطلاقها بكثافات كبيرة لإرباك القيادة والسيطرة واستنزاف الذخائر الصاروخية.
التفوق الصاروخى: بالتوسع في تنفيذ الضربات الصاروخية «باليستية - طوافة» ذات السرعات الفرط صوتية والقدرة العالية على المناورة، ومتعددة الرءوس الحربية «نظام الإغراق».
التفوق التكنولوجي: بدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في نظم التسليح الجوى أدى إلى حدوث طفرة هائلة فى دقة الإصابة وتجنب مناطق عمل وسائل الدفاع الجوى وتنفيذ هجمات سيبرانية على البنية التحتية والمعلوماتية قبل شن الضربات الجوية - الصاروخية لشل وإرباك أنظمة الاتصالات ونظم المعلومات ومراكز القيادة والسيطرة وتنفيذ العمليات النفسية بجميع الوسائل «المرئية، المسموعة، وسائل التواصل الاجتماعي» للتأثير المعنوى على القوات والرأى العام وتماسك الجبهة الداخلية.
التأمين بالمعلومات الدقيقة لرصد وتحديد مواقع الدفاع الجوى وإعداد بنك بالأهداف المخطط استهدافها ببدء العمليات، زرع العملاء فى مواقع متقدمة بالعمق للتأثير على القواعد الجوية ووسائل دجو وتعليم أهداف الضربة للتوجيه الدقيق للذخائر الجوية.
لمجابهة العدائيات الجوية «الصاروخية» بأنواعها المختلفة وتأمين الأهداف الحيوية، الاعتماد على البُعد الفضائي وشبكة الإنذار المبكر في الإنذار عن بدء إطلاق الصواريخ البالستية، الاستفادة من جميع وسائل الاستطلاع المتيسرة «الإنذار الطائر» المحمول جوًا، أجهزة الرادار الأرضية المتنوعة لاكتشاف مختلف العدائيات الجوية.
بناء منظومة دفاع جوى متكاملة تعتمد على مفهوم تعدد الطبقات والمديات يراعى فيها تعدد أنساق المجابهة للعدائيات الجوية «المقاتلات على خطوط الإعتراض، الهل المسلح، وسائل دجو على الوحدات البحرية، عناصر الحرب الإلكترونية، منظومات الصواريخ والمدفعية م ط متعددة المديات».
استخدام موسع للأنظمة غير نمطية لمجابهة الطائرات الموجهة بدون طيار والذخائر الذكية «أنظمة الإعاقة المتكاملة، أنظمة الخداع، أنظمة الليزر، النبضة الكهرومغناطيسية عالية القدرة».
توصف قوات الدفاع الجنوى دائما بأنها درع السماء القادر على صد أي عدوان جوى، نطلب من سيادتكم رسالة طمأنينة للشعب المصرى عن قوات الدفاع الجوي؟
- أود أن أوضح أمرا مهما جدًا، نحن كرجال عسكريين نعمل طبقًا لخطط وبرامج محددة وأهداف واضحة، إلا أننا في ذات الوقت نهتم بكل ما يجرى حولنا من أحداث ومتغيرات فى المنطقة، والتهديدات التى تتعرض لها كل الاتجاهات الآن وما تثيره من قلق بشأن المستقبل.
ولكن يظل دائمًا وأبدًا القوات المسلحة مُلتزمة بأهدافها وبرامجها وأسلوبها للمحافظة على كفاءتها القتالية فى أوقات السلم والحرب، وعندما نتحدث عن الاستعداد القتالى لقوات الدفاع الجوى، فإننا نتحدث عن الهدف الدائم والمستمر لهذه القوات بحيث تكون قادرة فى مختلف الظروف على تنفيذ مهامها بنجاح.
ويتم تحقيق الاستعداد القتالي العالي والدائم من خلال الحفاظ على حالات وأوضاع استعداد متقدمة تكون عليها القوات طبقاً لحسابات ومعايير فى غاية الدقة، فإننا دائمًا نضع نصب أعيننا الإعداد والتجهيز باستشراف الغد وبالتطوير المستمر.
وأؤكد للشعب المصرى أن قيادتنا السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة تولى قوات الدفاع الجوى كل الدعم لضمان التطوير والتحديث المستمر بكل أسلحة ومعدات قوات الدفاع الجوى لامتلاك القدرة وعلى المستوى الذى يليق بالدولة المصرية.
وأود أن أطمئن الشعب المصرى بأن قوات الدفاع الجوى القوة الرابعة في القوات المسلحة المصرية تعمل ليل نهار سلمًا وحربًا فى كل ربوع مصر عازمة على حماية سماء مصر ضد كل من تسول له نفسه الاقتراب منها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.