بالتزامن مع الاحتفال بذكرى ثورة 30 يونيو، دعا اللواء سمير فرج، المفكر الاستراتيجي ومدير إدارة الشؤون المعنوية الأسبق، إلى ضرورة تبنّي استراتيجية وطنية واضحة لتطوير السياحة العسكرية في مصر، باعتبارها أحد الأوجه الغائبة في خارطة السياحة رغم ما تمتلكه الدولة من مقومات نادرة في هذا المجال. مفهوم السياحة العسكرية وقال فرج إن مصر تضم على أراضيها عددًا من المواقع التي شهدت معارك كبرى غيّرت مجرى التاريخ، مشيرًا إلى أن السياحة العسكرية تختلف عن السياحة التاريخية، فبينما تحكي الأخيرة عن وقائع مضت، فإن الأولى تنقل الزائر إلى أرض المعركة الحقيقية، وتُظهر له كيف دارت المواجهة، وأين تمركزت القوات، ومتى تم الهجوم أو الدفاع، وأين وقع النصر. وأضاف أن من أبرز الأمثلة على ذلك موقع سان بو توفيق الذي يُعد أحد أهم نقاط خط بارليف، والذي يُجسّد حجم التحصينات الإسرائيلية، وكيف استطاعت القوات المصرية اقتحامه في معركة بطولية تُدرّس في الأكاديميات العسكرية. وأكد أن معركة العلمين تمثّل كنزًا عالميًا للسياحة العسكرية، لما لها من رمزية كبيرة بين قوات الحلفاء والمحور، حيث دارت رحاها بين القائد الألماني رومل والقائد البريطاني مونتجمري، ومع ذلك لا تزال المنطقة تفتقر إلى التأهيل الكامل، إذ لا تضم حاليًا سوى متحف واحد، في حين أنها تستحق منظومة متكاملة من المزارات والمعارض. مصر قادرة على تنفيذ التجربة وضرب اللواء فرج مثالًا بتجربة شواطئ نورماندي في فرنسا، حيث تحوّلت إلى مقصد سياحي عالمي، بفضل الماكيتات التفاعلية التي تُجسد تحركات القوات وأوضاع المدافع وأماكن الإنزال، مؤكدًا أن مصر قادرة على تنفيذ تجارب مماثلة في مناطق مثل عيون موسى وسيناء، لإبراز بطولات الجيش المصري في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة. وطالب فرج بدمج المواقع العسكرية المهمة في برامج الرحلات السياحية، مشيرًا إلى أن هذه المزارات يمكن أن تجذب أعدادًا من الزوار العسكريين والدارسين والمهتمين بالتاريخ العسكري من مختلف دول العالم، خاصة إذا ما تم دعمها بأساليب ترويجية حديثة وعرضها عبر المنصات الرقمية وموقع هيئة تنشيط السياحة. اللواء سمير فرج: الإعلام شريك أساسي في الترويج للسياحة العسكرية وشدد على أهمية دور الإعلام في التوعية بهذه الأماكن والتعريف بها لدى السائحين بالخارج، مع تقديمها في صورة رحلات تعليمية وزيارات علمية وعسكرية، تخاطب المهتمين بهذا النمط من السياحة. وأكد اللواء سمير فرج على أن تأسيس مزار عسكري متكامل لكل معركة يتطلب تحديد المزارات، ورفع كفاءتها، ووضع مخططات للمعارك وماكيتات للأسلحة المستخدمة، ونشرها على الموقع الترويجي الرسمي لمصر، ودمجها ضمن الكتالوجات السياحية، لتكون جزءًا من البرامج الترفيهية والثقافية، داعيًا إلى أن تكون ذكرى 30 يونيو نقطة انطلاق حقيقية لإحياء هذا النمط السياحي المهم.