مع وضوح الصورة وانكشاف الرؤية بشأن معرفة شخص الرئيس وساكن قصر الاتحادية خلال الساعات المقبلة فى ضوء حالة الطوفان البشرى وطوابير الاقتراع الطويلة وسلاسل الزحام والتكدس امام لجان ومقار الانتخابات طيلة يوم امس واستكمالها بكتابة المشهد الاخير مساء اليوم لاختيار السيسى بالرقم القياسى. اعتقد أنه بات على الرجل ان يخلد الى نفسه بعد انتهاء التصويت اليوم ويبدأ على الفور فى التحضير والتجهيز العملى لمهمته الانتحارية التى سيتولى خلالها حكم مصر لاربع سنوات قادمة دون ان ينتظر نتيجة اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية بشأن تتويج فوزه أو التريث حتى وصوله القصر فى الخامس من يونية. فالوقت اصبح داهما فى حياة المصريين والغالبية المطلقة تجاوز سقف طموحاتها وتطلعاتها الامكانات، والواقع وبالتالى تحتاج الى اشارة الرئيس «المنتظر» السيسى لاعلان ساعة الصفر لتدشين الجمهورية الثالثة بعد سنوات الفشل والخيبة 33 عاما منذ عهد مبارك وصولا إلى سنوات ثورتى 25 يناير و30 يونيه وبينهما حكم العام لمحمد مرسى فحدث ولاحرج حيث هذا الوطن يعيش الجحيم بعينه والداء المقيم. وبالتالى لم يعد للشعب ان يتقبل من الآن أى أعذار واهية او تراجع فى تحقيق سقف الإصلاح بعد ان وفر المعطيات وقام بالواجبات المطلوبة للانقاذ والعبور إلى الدولة الحديثة المعاصرة منذ الخروج الكبير فى 30 يونيه ثم التفويض للسيسى ثم الصبر وصولا إلى استحقاقى خريطة الطريق بدءا من صياغة وتمرير الدستور ثم الولوج إلى عاصفة سباق الرئاسة واختيار السيسى للمرحلة المقبلة، حيث لم يعد يملك الوطن والشعب رفاهية الوقت والتأخير والتأجيل ساعة واحدة بعد وصولك قصر الاتحادية. ولعلك تعلم عن يقين أن غالبية أحلام وآمال فقراء مصر ومعدميها معلقة برقابك فلا تخيب أمل 09 مليونا ورجاءهم باستثناء حفنة الأشرار من جماعة الإخوان وعصابات التكفيريين ومقاتلى الموت الجوال. وبالتالى فلتكن أولى مهامك الاسراع بوقف حالة الفوضى التى تعيشها البلاد وإنهاء أسطورة الخراب ومنع البلاد من الوصول إلى النفق المسدود والجحيم البشرى والاقتصادى الذى يخشى منه الجميع بعد أن أخذت أوضاع مصر قبل وبعد 52 يناير حتى الآن منحى لم تكن الغالبية من الشعب راغبة فى رؤيته، ناهيك عن تفكيك الغام وأفخاخ نصبت لهذا الوطن طيلة السنوات الماضية منذ مبارك مرورا بمرسى ووصولا إلى اللحظة الحالية لتفكيك هذه الدولة ووضعها على منظار تصويب الدول الفاشلة وصولا لحالة الصوملة واللبننة والعرقنة والسوريلة، نسبة إلى سوريا الآن التى تعيشها معظم الأقطار فى العالم العربي.وكل ذلك بسبب ضعف سياستنا الداخلية والخارجية فضلا عن غباء وجهل حكامنا وفقر فكر مسئولينا وبطانة السوء التى اشاعت فرق الفساد والنهب والتخريب والتجريف لهذا الوطن.. فمن يعوض الوطن والشعب عن كل سنوات الخيبة والأمل غيرك الآن، وليكن شعارك أن الفشل ليس قدرا وأعتقد أن المشير السيسى يعلم داخل نفسه أنه لتحقيق هذه الأهداف الأولية على وجه السرعة لابد له من أشخاص وأدوات ومؤهلات فريدة واستثنائية فضلا عن حالة نادرة من الاحترافية والديناميكية التى يتمتع بها أى رئيس قادر لمصر، وأظن أن أولى الاختيارات تقع على ضرورة اختيار فريق عمل من القيادات الشابة فقط مع الاستعانة بنفر قليل من أهل الخبرة من المتميزين المبدعين وهم قلائل إذا أردت اقامة دولة فتية لا دولة شاخت فيها الرءوس وتكلست الأجسام على المقاعد، كما كان يفعل المخلوع الفاشل مبارك مع الأخذ فى الاعتبار وأنت تفكر فى الساعة القادمة فى اختيار فريق عملك داخل مقر الرئاسة وأعضاء مكتب ومستشارى رئيس الجمهورية الابتعاد نهائيا عن عصابات الشر والفساد وفرق النهب وأشخاص السوء وجحافل الانتهازيين والافاقين وتجار المواجع والوهم وأصحاب السمعة السيئة الملطخة اياديهم بدماء وعوز وفقر المصريين. السيد المشير.. لا تنس أن الانطباع الأول عن عهدك وقراراتك واختياراتك هو الذى سيدوم فى عقول المصريين فاذا كان الاختيار نظيفا وشفافا والقرارات صائبة والنجاح عنوانك وعهدك يتسم بالطهارة فاضمن البقاء سنوات وسنوات وأخيرا لا تنس فى أول خطاب وإطلالة رسمية لك بمجرد أداء اليمين الدستورية أن تنشر الأمل والتفاؤل بين المصريين وأن تبشرهم بالمستقبل بعد حياة اليأس والخوف وأن توفر لهم ضمانات وتطمينات بأن المستقبل المقبل وافر ومفعم بالحياة الكريمة الآدمية وأنهم سيودعون حياة العوز والذل وهواجس الخوف القاتلة . لمزيد من مقالات أشرف العشري