بات لدى الغالبية من شعبنا شعور مرضى قاتل متوج بالأسى والحسرة واليأس ليس هذه الأيام فقط، بل منذ فترة مفاده أنه بعد 3 سنوات من المعاناة والتضحيات وكأن لا ثورة قامت ولا دولة تغيرت ولا أوضاع تحسنت بل على العكس تماما صارت أسوأ من الأول، حيث نفس سياسات الفشل والتردى مازالت تمارس بحقنا ونفس الوجوه العابثة الكالحة تتصدى المشهد الحكومى والتنفيذى والسياسى والاعلامى. والدليل على سبيل المثال لا الحصر انه مازال زكريا عزمى وفتحى سرور وصفوت الشريف وغيرهم المئات بدون سجن أو محاكمات رادعة، بل على العكس الآلاف من أعضاء الحزب الوطنى عائدون بقوة يلجأون إلى نفس الأدوات والآليات التى كانوا يمارسونها مع مبارك، وقد استعدوا لنفس السيناريو مع المرشح الرئاسى عبدالفتاح السيسى يتبارون بالعشرات بل بالمئات للتحدث باسمه يوميا، يسارعون بعمل حملات الدعاية. الغالبية منهم تتدعى وعلى مدى الساعة انهم جزء أصيل وجوهرى من حملة المشير، والأنكى أن معظم رجال الحزب الوطنى وبارونات الفساد الكبار الذين كانوا يرفعون صور ولوحات مبارك العملاقة فى الساحات والميادين هم الذين ينفذون نفس السيناريو بكامل تفاصيله مع السيسى حتى قال لى أحد لواءات الشرطة السابقين أن أحدهم فى احدى المحافظات كان يرفع عشرات الصور على منزله وفى الميدان الذى يقيم فيه لجمال مبارك حتى آخر لحظة هو نفس الشخص الذى قام مؤخرا بوضع الصور العملاقة للمشير السيسى، ونفس الأمر فى عدد من محافظات الصعيد، وبالطبع غالبية المحافظات المصرية تشهد نفس المأساة حاليا. ثم يزيد الطين بلة عندما يفاجئنا أحدهم من داخل حملة المشير بأنه تم عدد من جماعة وأنصار الاخوان المنشقين للعمل ضمن حملة السيسى وكأنه كتب على هذا الوطن أن يظل ملطخا وجهه بالطين ويسبح فى تلك المياه الأسنة حتى تعطى الفرصة تلو الفرصة لرجال الفشل وبارونات الفساد وأقطاب الارهاب ليحكموننا وليسيطروا على مفاصل القرار والدولة من جديد، ويسقط هذا الشعب الضحية كل يوم فى براثن الفقر والتخلف والعوز وفريسة لعصابات النهب المتعاظم وجماعات التكفيريين المهووسين بالقتل والدماء. وطالما اننا مازلنا فى بداية المشهد الأول من ماراثون السباق الرئاسى والحملة الانتخابية على الأبواب وكل مرشح يسعى لاختيار فريقه ورجالاته ووضع رؤيته وأفكاره وتصوراته واعداد مشروعاته العملاقة لاحياء وانقاذ هذا الوطن، فهناك رجاء وطلب باسم الغالبية الكاسحة من هذا الشعب ممن ينوون ترشيح واختيار المشير السيسى بضرورة الانتباه جيدا والتدقيق باحترافية فى اختيار فريق العمل والحملة طيلة فترة السباق الانتخابى. وبالتالى أجد لزاما على فى الصديقين السياسى المحترف عمرو موسى والدبلوماسى السفير محمود كارم اللذين أصبحا على مقرية وعلاقة يومية وثيقة بالمشير السيسى فرصة مناسبة لاطالبهما بالتدخل واقناع الرجل بحسن الاختيار وتصحيح صورته من البداية عبر تصويب مواقفه وسياساته وأولها اختيار الفريق وفرض حالة من الطلاق البائن مع كل رجالات الماضى البغيض سواء من الحزب الوطنى أو فصائل خادعة من الاخوان المتأسلمين وفرض قطيعة مع الماضى تماما خاصة أن المشير نفسه هو القائل دوما انه لا عودة للماضى، فمثل هذه الوجوه ستنال من شخصه وحكمه وسياساته وكذلك يمكن أن تفقدك شرعيتك باعتبار أن الأغلبية من هذا الشعب قد طفح بها الكيل وملت واعتراها القرف من رؤية هذه الوجوه السقيمة. السيد المشير أعتقد أن كل هذا العتاب لا يفسد الود ولا يلغى إسداء النصيحة. فأنت تعلم أن كل هؤلاء الفاسدين سواء من جماعات المصالح والنفوذ والفساد فى الحزب الوطنى هم الذين أسقطوا وأضاعوا مبارك الفاشل البائس عندما سلم الوطن لهم وها هو الآن يلاقى مصيره المشئوم وتاريخه الملغى وكذلك هؤلاء من المارقين من الاخوان واتباعهم الذى ثار الشعب عليهم وخرج على حكم مرسى وعصابات مكتب الارشاد فى أقل من عام بسبب أفعالهم وممارساتهم القاتلة التى زجت بهم الآن إلى غياهب السجون، فلا تكرر مثل هذه الأخطاء ولا تختار أصحاب شعارات الفساد أو تجار الدين. فلابد لك من وجوه جديدة وعقول مستنيرة وأصحاب أفق وخيال سياسى بلا حدود، هؤلاء يملكون جسارة التفكير وبراعة الالهام. لقد فات الكلام وانتهى زمن الحلول الترقيعية والوطن كان ولايزال فى خطر والآتى مجهول، فاجعل ارادة التغيير والاعتدال والابتكار تعلو على السفه والخداع والتطرف وتنتصر لمستقبل أفضل لهذا الشعب، فمازال فى هذا الوطن وعلى تلك الأرض فى مصر ما يستحق الحياة.. فهل تفعلها وتدخل التاريخ مع عظماء هذا العصر؟. لمزيد من مقالات أشرف العشري