أيام قليلة ويصدر القرار الجمهورى بشأن قانون الانتخابات، ومن ثم فتح باب الترشح أمام من يرغب وينافس لاختيار الرئيس القادم لمصر، وأغلب الظن سيجرى كل ذلك الاسبوع المقبل حيث بورصة السباق تتسع وتتداول هذه المرة أسماء جادة ورصينة لها من السمعة والحضور عكس ما كان قائما عند فتح باب الترشح للرئاسة عام 2012 حيث كانت المفاجآت تضرب عقول المصريين من هول وبدعة ما يرون ويشاهدون ويسمعون عن أسماء ما أنزل بها الله من سلطان. حيث لا خبرة ولا مكانة ولا حضور سياسى أو اقتصادى أو اجتماعى أو امتلاك مقومات من أى نوع أو مؤهلات قيادية حيث سمعنا عن أصحاب مهن وحرف جعلوا منصب رئيس الجمهورية من ذلك الوقت أضحوكة ومضربا للتندر والسلوى والتسلية بين المصريين من كثرة الاسماء وخيبة الأمل فى الرجال الذين اتتهم الجرأة للتفكير، ومن ثم سحب أوراق الترشح وتدبيج الحملات الإعلامية، وكان ما كان لدى البعض باستثناء عمرو موسى واثنين من رجال الدولة الجادين وعدد ولعبت الصدفة دورها، فجاءت جماعة الاخوان الارهابية ومرسى والمريدون من جوقة وعصابات التكفيريين، فكان الخراب والهلاك والاثمان الباهظة التكاليف التى دفعتها البلاد طيلة العام الماضى. الآن الصورة والوضع تغيرت تماما، وبالتالى ننشد ونطالب كل مرشح ينوى التقدم لسباق الرئاسة فى قادم الايام أن يفكر مائة مرة قبل أن يقدم على هذه الخطوة، حيث الجدية والفرز الحقيقى لقائمة المرشحين هذه المرة، حيث لن تتكرر مأساة محمد مرسى، فضلا عن أن على اللجنة العليا للانتخابات أن تضع لائحة مطالب وشروط تعجيزية امام المرشحين القادمين حتى لا يتكرر السيرك الانتخابى المأساوى السابق. وبالرغم من تأكيد البعض على المعرفة واليقين المسبق بنتائج سباق الرئاسة المقبل، وربما اسم الرئيس الذى سيتوج سلفا، حيث هناك دلالات وغالبية وشبه اجماع على مرشح بعينه، وهو المشير السيسى إلا أنه فى اعتقادى ستكون هناك معركة انتخابية جادة وندية فى أبلغ صورها، حيث ستكون هناك اسماء لها من الحضور والشعبية مكان يستطيع ان ينافس ويناور، ومن ثم يتربع على قمة السباق بفعل الحصانة الجماهيرية والظهير الشعبى باعتبار أن من يمتلك ذلك سيكون ضمن قطع نصف الطريق إلى قصر الاتحادية، ويتبقى النصف الآخر من البرنامج والطرح والآليات ومفاجأة المشروع القومى الذى سيتضمنه هذا البرنامج لانتشال هذا الوطن من ويلات الضياع والتردى والتفكك والتشرذم الذى تواجه حاليا معظم أن لم تكن كل دول الربيع العربى، واختصارا لها من الوقت والجهد وتوقيت المرحلة ووقتها وسلة الأهداف والمطالب وسلم الاولويات المقبلة، فإنه بات على كل من لم يجد فى نفسه مؤهلات خارقة وشعبية وحضورا طاغيا فى الساحة السياسية حتى لو كان جنرالا سابقا أو محاميا ينتصر للعمال والمهمشين الا يضيع وقته ووقت الوطن والشعب، وأن يمتنع المرتشون والمتسلقون وأصحاب رابطة صناع الطغاة والمزيفون عن هذا السباق، ولعل لنا فى تجربتى مبارك ومرسى خير مثال، حيث يجب والزاما على الرئيس المقبل أن ينسف تلك العهود ويتخلى عن تلك الادوات بأن يطرح نفسه بادوات ونهج وممارسة جديدة. سومن هنا لابد أن ينتهى هذا الهوس غير المفهوم، وغير المبرر لدى البعض ممن تراوده أحلام الزعامة والرئاسة الزائفة، وهو لا يمتلك كل هذه الادوات والمقومات والامكانيات أما القادم لقصر الاتحادية فعليه أن يوسع دائرة الحركة والرؤية معا فينظر حوله، وإلى الخريطة فى مصر حاليا، حيث الاقتصاد معدوم والبطالة حدث ولا حرج والفوضى فى أردأ صورها والارهاب فى أبلغ صور توحشه وعنفوانه وتجبره من قبل عصابات الاخوان المجرمين والتكفيريين، وفرق الموت الجواليين من انصار داعش وجبهة النصرة التى يريدون استنساخها وحضورها إلى مصر. فإلى كل مرشح من لا يمتلك الحد الادنى من الحلول الجزرية لتلك الأزمات وتوحش المشكلات تلك عليه ألا يتقدم للسباق، ويترك الأمر للجادين والموهوبين والاذكياء ومن له بالشعبية والمكانة وفوق ذلك يمتلك درجة الاقناع والقدرة على التفاف الغالبية من المصريين حوله، وبالتالى سيكونون لديهم القدرة على الصبر معه حتى الوصول إلى هدف الحلم والاسطورة لانقاذ، ورفع هذا الوطن إلى مصاف الدول الاقليمية الكبرى وكفانا خرابا وتجريفا وتدميرا من قبل عصابات النهب المنظمة فى عهد مبارك وجماعة التكويش والاحتكار لخطف الوطن وسجنه فى أحضان الارهابيين التكفيريين، كما فعلت عصابة الإخوان، وليكن ما فات تلك سنوات الخيبة والفشل والقادم سنوات الحلم والمعجزات. لمزيد من مقالات أشرف العشري