كان للسياسة في رمضان الماضى الصوت الأعلى في معظم الأعمال الدرامية التى عرضت، حيث كانت هناك حالة من المقاومة الفنية، فى مواجهة محاولات أخونة الدولة المصرية، تحت حكم الإخوان المسلمين، ويبدو أن ضمير المبدعين الجمعي الذى اتفق بشكل أو بآخر، على طرح نماذج مختلفة ومتنوعة لشخصيات درامية من «المتأسلمين» و«تجار الدين»، وغيرهم من الدعاة «الكاجوال»، هو نفسه الضمير الذي شعر هذا العام أن هناك محاولات جادة لتصحيح المسار، وأن مصر تم استردادها، واستعادت روحها الحضارية، لذلك نجد أن معظم الأعمال الدرامية التى ستعرض في رمضان المقبل، سواء كانت أعمال النجوم الشباب أو ال«سوبر ستارز»، هي أعمال درامية تتنوع ما بين الدراما الاجتماعية، أو الكوميدية، والبعض منها يلامس موضوعات سياسية، أو قضايا رأي عام «شائكة» طالما أثارت الجدل. القضية الشهيرة التى كان بطلها رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى، هى موضوع مسلسل النجم فاروق الفيشاوى، «المرافعة» وأيضاً قصة المرأة القوية التى كانت ترغب في حكم مصر، والمقتبسة عما كان يروى عن دور سوزان مبارك في حكم مصر، هى محور مسلسل «السيدة الأولى» لغادة عبد الرازق، وهناك أيضاً الدراما الصعيدية للنجمين محمود عبد العزيز ويحيى الفخرانى، وأعمال أخرى تناقش الفساد، وسطوة رجال الأعمال، مثل الصياد ليوسف الشريف. والجزء الثانى من شارع عبدالعزيز ، أو الدراما التاريخية مثل سرايا عابدين ، وصديق العمر ودراما المرأة كل ذلك يأتى فى إطار محاولة للخروج من ضغوط السياسة، التى ألقت بظلالها على الشارع المصرى لمدة 4 سنوات مضت، لذلك سنجد ولأول مرة منذ سنوات طويلة، أعمالًا كوميدية للنجوم ال«سوبر»، حيث يتنافس أحمد حلمى بمسلسله «العملية ميسى»، وأحمد مكى بالجزء الرابع من مسلسله «الكبير أوى»، ومحمد سعد ب«فيفا أطاطا»، في حين أن النجم عادل إمام ينافس وبقوة من خلال كوميديا اجتماعية فى «صاحب السعادة»، وهند صبرى تنافس أيضاً بمسلسل كوميديا اجتماعية. الكوميديا تكتسح يبدو أن ملل الجمهور من السياسة دفع صناع الدراما إلى اللعب في منطقة القضايا الاجتماعية والكوميدية، حيث نجد أن هناك العديد من نجوم الكوميديا يتنافسون على جذب الشريحة الأكبر من الجمهور، حيث يواصل الفنان أحمد مكى تقديم الجزء الرابع من «الكبير أوى»، وهو العمل الذي شهد نجاحًا كبيرًا في المواسم الثلاثة الماضية، في حين أن النجم محمد سعد، قرر أن يعود هذا العام، إلى أكثر شخصيات أفلامه نجاحًا، وهي «أطاطا»، و«اللمبي»، اللذان من خلالهما سيرصد سعد عددًا من الظواهر الاجتماعية، التى تسيطر على الشارع المصري في السنوات الثلاث الماضية، مثل التحرش، والبلطجة، وذلك من خلال العديد من المفارقات، الكوميدية الصارخة، وطرح سعد العديد من البروموهات للعمل، والتى حققت أعلى نسب مشاهدة على «اليوتيوب» في «بروموهات» دراما رمضان، والعمل من تأليف نادر صلاح الدين وسامح سر الختم، وإخراج سامح عبد العزيز. النجم أحمد حلمى فضل أن ينافس بصوته فقط، من خلال مسلسل «العملية ميسي»، حيث سيضع حلمى صوته على شخصية «القرد»، الذي يقوم بدور البطولة، وحسب تصريحات حلمى فإن العمل يعد مفاجأة، بكل المقاييس، كما أنه ملئ بالصعوبات، التى عاناها طوال عملية تسجيل الصوت، والمسلسل تشارك في بطولته بشرى، ومن إخراج أحمد المناويشى. أما النجمة هند صبرى فاستلهمت قصة مسلسلها التى كتبتها بنفسها، من مفارقات اجتماعية، شهدها المجتمع المصرى، بعد ثورة 25 يناير، حيث تدور فكرة المسلسل حول عائلة مصرية تعيش في إنجلترا منذ فترة طويلة، وهي مكونة من هند صبري ووالدتها ووالدها وأولادها وزوجها، وفجأة تقرر العائلة العودة إلى مصر بعد ثورة 25 يناير، ومن هنا تبدأ المفارقات بين الأشياء التي توقعوا حدوثها بعد الثورة، والأحداث الواقعية التي مرت عليهم خلال ثلاثة سنوات في مصر. الفخرانى وعبد العزيز «صعايدة».. والزعيم يحلق مع السعادة يعود النجم الكبير يحيى الفخرانى إلى السباق الرمضانى، هذا العام بعد أن تغيب العام الماضى، وكعادة الفخرانى الذي نجح في تقديم موضوعات ودراما قادرة على الإدهاش، مثل آخر أعماله «الخواجة عبد القادر»، ذلك العمل الذي كان يحلق في منطقة الصوفية، وهي المنطقة التى فضل الفخرانى أن يعود إليها من خلال مسلسله «دهشة» ولكن مع إضفاء جو شكسبيرى على العمل، وتحديدا نص «الملك لير»، وهو النص الأثير عن الفخرانى والذي سبق وقدمه على المسرح، وحقق نجاحًا ساحقًا. والمسلسل للمؤلف الموهوب عبد الرحيم كمال، الذى يتناول من خلاله قضية صراع الأسرة الواحدة على الإرث، كما يتعرض أيضا لتجارة السلاح، من خلال شخصية رجل يتاجر فى السلاح يدعى «الباسل»، يقوم بتوزيع ثروته على بناته الثلاث قبل وفاته، ونظرًا لأن هذه الأموال التى جمعها جاءت من الحرام وتجارة السلاح وبطرق غير مشروعة، فإنه يواجه جحودا من بناته بعد سيطرتهن على أمواله، ويشارك في العمل عدد كبير من النجوم ومنهم فتحي عبدالوهاب، ويسرا اللوزي، وحنان مطاوع، ومحمود الجندي، وياسر جلال، ومحمد وفيق، وعايدة عبدالعزيز، والمسلسل من إخراج شادي الفخرانى. النجم محمود عبد العزيز المسلسل يقدم هذا العام دراما إنسانية تشويقية، في مسلسله جبل الحلال حسبما يؤكد مؤلف العمل الكاتب ناصر عبد الرحمن، حيث يؤكد أنه قصد أن يبتعد في العمل عن فكرة الثأر التى تم تقديمها فى عشرات الأعمال التى كتبت عن الصعيد، ويتعرض لقيم ومبادئ البعض هناك، وكيف أن الأشقاء قد يتصارعون بسبب غيرة الزوجات من بعضهن، ورغبة كل منهن فى سيطرة زوجها على الجزء الأكبر من الميراث، والمسلسل يضم مجموعة كبيرة من النجوم، منهم: وفاء عامر، وطارق لطفى، ونيرمين الفقى، وكريم محمود عبدالعزيز، وخالد سليم، ومى سليم، وأشرف عبدالغفور، ومنال سلامة، وهبة مجدى، ونيرمين ماهر، ومهندس ديكور فوزى العوامرى، ومدير التصوير طارق التلمسانى، وإخراج عادل أديب. أما الزعيم في مسلسله «صاحب السعادة» فاختار أن يقدم عملا اجتماعيا مليئا بالبهجة حيت تدور أحداثه حول رجل الحكومة السابق بهجت الذي تقاعد بعد بلوغه سن المعاش لا يشغل اهتمامه سوى أحفاده الذين تولى تربيتهم لانشغال أهلهم عنهم، ودائما ما يفكر فى إسعاد من حوله من أهله وأصدقائه وزوجته وأبنائه، وتجسد الفنانة لبلبة شخصية زوجته المتسلطة، المسلسل بطولة لبلبة، وخالد زكى، ومادلين طبر، ونهال عنبر، ووفاء عامر، ومحمد إمام، وأحمد عيد، وأحمد حلاوة، وأمينة خليل، وإدوارد، ولقاء سويدان، بالإضافة لبعض الوجوه الجديدة، والمسلسل قصة وسيناريو وحوار يوسف معاطى. الشباب ينافسون يشهد رمضان 2014 تنافس العديد من النجوم الشباب مثل أحمد عز والذي يعود بمسلسله «اكسلانس» إلى الدراما بعد غياب، وكذلك النجم عمرو يوسف والذي يقدم أولي بطولاته في «عد تنازلي»، وكذلك زينة والتى يشاركها النجم السورى تيم الحسن بطولة مسلسل «الوسواس»، وهناك أيضاً البطولات الجماعية مثل «سبع وصايا» لرانيا يوسف، وهيثم أحمد زكى، وهنا شيحا، وسوسن بدر، وصبري فواز، و«الخطيئة» بطولة شريف سلامة، وشيري عادل، وعدد كبير من الشباب، و«سجن النسا» لنيللي كريم، وروبي، ودرة، وسيناريو مريم ناعوم، وإخراج كاملة أبو ذكرى.