المعتصم بالله حمدي يبدو أن نجوم الكوميديا تأكد لهم أن المنافسة علي شباك التذاكر، لم يعد أمرا مجديا في ظل تراجع إيرادات أفلام السينما، ولذلك غيروا مسارهم إجباريا، واتجهوا للدراما التليفزيونية بحثا عن ملايين الجنيهات وللمحافظة علي نجوميتهم التي تأثرت بتصاعد حدة الأحداث السياسية وتراجع كم الإنتاج الفني مقارنة بفترة ما قبل ثورة 25 يناير 2011، وسيشهد الموسم الدرامي الرمضاني صراعا كبيرا بين نجوم الكوميديا المصنفين ضمن قائمة "الصف الأول" وتحديدا: عادل إمام، أحمد حلمي، محمد سعد وأحمد مكي، ومازالت الفضائيات المصرية تترقب الموقف انتظارا لتحديد موقفها من التعاقد مع أعمال هؤلاء النجوم، خصوصا أن شراء مسلسلاتهم أمر مكلف للغاية بسبب رغبة شركات الإنتاج في تعويض الأرقام الكبيرة التي دفعتها لنجوم الكوميديا، ومن خلال السطور التالية نرصد ملامح المنافسة بين الأسماء اللامعة في عالم الكوميديا المصرية خلال الوقت الراهن، كما نتطرق لأبرز المشاكل التي ستصطدم بها شركات الإنتاج والفضائيات. المخرج أحمد المناويشى سيبدأ التسجيل الصوتى لمسلسل "العملية ميسى" نهاية الشهر الحالي، بعد سلسلة من التأجيلات، حيث كان من المفترض أن ينافس فى السباق الرمضانى الماضى، ولكن خرج بدون إبداء أسباب واضحة من الجهة الإنتاجية، وهو من بطولة أحمد حلمى ورانيا يوسف وصلاح عبد الله وعزت أبو عوف ومن تأليف إيهاب إمام. حلمي سيحصل علي أجر قيمته ستة ملايين جنيه برغم أنه سيظهر بأدائه الصوتي فقط دون الظهور في أحداث المسلسل الذي يحاول من خلاله حلمي التأكيد علي أنه يمتلك أدواته جيدا وقادر علي جذب المشاهد نحوه في مجالات فنية جديدة، غير السينما التي ابتعد عنها لفترة قصيرة بسبب الظروف السياسية الحالية، وصعوبة تحقيقه لإيرادات كبيرة. الفنان محمد سعد يظهر مجددا في دراما رمضان من خلال مسلسل "فيفا أطاطا" الذي يواصل تصويره، فى فيلا على طريق مصر إسكندرية الصحراوى، وسيستمر التصوير بها لعدة أيام، يعود بعدها للتصوير مرة أخرى داخل مدينة الإنتاج الإعلامى. مشاهد الفيلا تضم مجموعة من المواقف الكوميدية التى تجمع محمد سعد بإيمى سمير غانم، وكان الفنان محمد سعد قد انتهى من إجراء البروفات النهائية على ماكياج شخصية "أطاطا" التي جسدها من قبل فى فيلم "عوكل" منذ سنوات عدة، وكانت مرشحة أن تقدم في برنامج تليفزيوني من تقديم محمد سعد، ولكنه سرعان ما تراجع عن هذا العرض، لعدم إعجابه به حتي عرض عليه مسلسل "فيفا أطاطا" الذي يحاول أن يعوض به إخفاقه في مسلسل "شمس الأنصاري" الذي عرض قبل نحو عامين ولم يحقق أي نجاح يذكر، ومازالت هناك مشاكل بين سعد والمخرج جمال عبدالحميد وبعض الفضائيات التي عرضت المسلسل حتي الآن. محمد سعد الشهير ب"اللمبي" سيحصل علي أجر 4 ملايين جنيه في العمل الذي تصل ميزانيته لعشرين مليون جنيه ويشاركه في بطولة "فيفا أطاطا"، إيمي سمير غانم وسامي العدل وعبد الرحمن أبو زهرة، وأحمد وفيق ومجموعة أخرى من الممثلين، والمسلسل تدور قصته حول شخصية الست أطاطا وحفيدها اللمبى اللذين يعانيان فى حياتهما الاجتماعية والاقتصادية بسبب الوضع فى مصر، ويستعرض عددا من المشكلات بشكل كوميدى ساخر، وهو من إخراج سامح عبد العزيز المتخصص في التعاون مع نجوم السينما الذين يتجهون للدراما التليفزيونية، حيث سبق له التعاون أيضا في مسلسل "مسيو رمضان مبروك أبو العلمين حمودة" للفنان محمد هنيدي. ويواصل الفنان عادل إمام، المشاهد الخارجية لمسلسله "صاحب السعادة" بإحدى فيلات الشيخ زايد، ومن المقرر أن يعود الزعيم للتصوير بديكور الحارة بستوديو نحاس خلال أيام وتضمنت المشاهد التى يصورها الزعيم حاليا، مشهد اقتحام رجال الأمن فيلته لإلقاء القبض عليه تبعا لأحداث العمل الذي تردد بقوة أن أجر عادل إمام زاد على المسلسل الأخير "العراف" بقيمة خمسة ملايين جنيه ليصبح أجره الحالي خمسة وثلاثين مليون جنيه، وهو أكبر رقم يحصل عليه فنان مصري علي مدار التاريخ . مسلسل "صاحب السعادة" يشارك فى بطولته لبلبة، خالد زكى، أحمد عيد، نهال عنبر، محمد إمام، أمينة خليل، ادوارد، تأليف يوسف معاطى، وإخراج رامى إمام. وأخيرا فإن الفنان أحمد مكى ينافس نجوم الكوميديا الكبار بالجزء الرابع من مسلسل الكبير، والذي سيحصل فيه علي أجر يصل لخمسة ملايين جنيه وتصل ميزانية العمل لثلاثين مليون جنيه، وقد سافر مكي أخيرا بصحبة المخرج أحمد الجندى إلى كينيا لتصوير بعض المشاهد الخارجية من المسلسل، وهى المشاهد التى سيظهر فيها مكى بشخصية "حزلؤوم" والتى ستكشف عن سر تكوينه لثروته الكبيرة فى أحداث العمل، وتعتبر هذه المرة الأولى التى تصور فيها مشاهد من المسلسل خارج مصر، وقرر المخرج بدء تصوير المشاهد الداخلية للمسلسل عقب عودته مباشرة بمشاركة أبطال العمل هشام إسماعيل وسعيد طرابيك وإسماعيل فرغلى، بينما تنضم دنيا سمير غانم للعمل أوائل شهر مايو المقبل، خصوصا أن ظروفها الصحية لا تسمح بالتصوير الآن، حيث أنجبت أخيرا طفلتها الأولي "كايلا" من زوجها الإعلامي الشاب رامي رضوان. وبرغم أن المنافسة ستكون صعبة بين نجوم الكوميديا في شهر رمضان فإن هناك مخاوف عديدة تواجه جهات الإنتاج التي تري إنتاجها لمسلسلات بعشرات الملايين مغامرة صعبة، فالوضع السياسي غير مستقر وهناك صعوبات قد تواجه استكمال تصوير مسلسلات رمضان، كما أن هناك تراجعا بنسبة 20 % في السوق الإعلانية بسبب الركود الاقتصادي وهذا ما يجعل الفضائيات مترددة في شراء مسلسلات حصرية أو دفع أرقام مالية كبيرة لجهات الإنتاج مقابل عرض المسلسلات. المشكلة الجديدة التي ستسبب قلقا لجميع الأطراف هي انقطاع التيار الكهربائي بشكل يومي خلال الشهر الكريم، وهو ما يجعل هناك تراجعا في نسبة مشاهدة دراما رمضان، وبالتالي ستقل الإعلانات وتحاول شركات الإنتاج تسويق بعض أعمالها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب.