أعلنت وزارة الصحة الليبية زيادة عدد ضحايا المواجهات العسكرية التى تشهدها بنغازى شرقى البلاد إلى 75 قتيلا و 141جريحا نقلوا جميعا الى مستشفيات المنطقة الشرقية. ونقلت «وكالة التضامن للأنباء» عن بيان للوزارة أصدرته فى ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية أن مركز بنغازى الطبى استقبل 56 قتيلاً و 12 جريحا ، بينما وصل لمستشفى المرج العام ثمانية قتلى و 79جريحا. كما استقبل مستشفى الأبيار أربعة قتلى و 14 جريحاً ومستشفى سلوق أربعة قتلى وجريحين ، بينما وصل مستشفى الجلاء ببنغازى قتيلان و 34 جريحا ، والمركز الصحى بجردينة استقبل قتيلا واحداً. ودعا بيان مشترك للمؤتمر الوطنى العام والحكومة المؤقتة ورئاسة الأركان العامة للجيش الليبى أهالى بنغازى إلى »التماسك والوقوف صفا واحدا مع أبنائها المخلصين المدافعين عن الشرعية التى اختارها الشعب الليبى لدحر الانقلابيين والمحافظة على أمن المدينة. فى غضون ذلك أطلق السياسى الليبى عبدالباسط أقطيط المرشح السابق لمنصب رئاسة الحكومة المؤقتة مبادرة سلام تستهدف وقف إطلاق النار الذى اندلع الجمعة إثر اشتباكات بين مجموعة شبه عسكرية يقودها اللواء المتقاعد من الجيش الليبي خليفة حفتر وميليشيات إسلامية فى بنغازي. وذكرفى تصريحات لمراسل الاهرام أنه «فتح اتصالات مباشرة مع أطراف الصراع فى بنغازى ووصل لاتفاق ينتظر التنفيذ بشأن إيقاف تبادل إطلاق النار لوقف حمام الدم الليبي». وأفاد أقطيط بأنه اتصل باللواء المتقاعد خليفة حفتر قائد المجموعة شبه العسكرية التى دخلت مدينة بنغازى فجر الجمعة الماضية مدججة بمختلف أنواع الأسلحة ومصحوبة بمقاتلات ومروحيات من سلاح الجو الليبى وهاجمت عددا من الكتائب، لافتا إلى أنه وضعه فى صورة المبادرة التى ستفضى إلى استتباب الأمن فى المدينة وإنهاء التناحر بين الأطراف المتنازعة وقال إنه فتح اتصالات مماثلة مع القائدين الإسلاميين فى أنصار الشريعة وقوات درع ليبيا أحمد بوختالة ووسام بن حميد، إضافة إلى الناشط السياسى الإسلامى محمد عمر بعيو«. وأضاف : بإمكانى أن أطمئن كل الليبيين بأن الاقتتال قد توقف وسيجلس الجميع على طاولة حوار واحدة، لكن لن نتهاون ولن نسامح فى الدماء الليبية ، موضحا أنه أجرى تنسيقا مع الإدارة الأمريكية والحكومة النرويجية لبدأ حوار جدى بين الأطراف المتنازعة يكون على طاولة حوار واحدة يقودها طرف محايد متمثل فى ممثلين عن الحكومة النرويجية بمباركة الولاياتالمتحدةالأمريكية«. واعتبر أقطيط أن ليبيا أصبحت ساحة لعمل مختلف مخابرات دول العالم مما يعزز الصراع ويؤلب الفتن فى مختلف الليبية قائلا »كفا بنغازى هذا النزيف من الدم، وكفا ليبيا من عمل المخابرات الأجنبية على أراضيها بما يؤجج الصراع بين الليبيين، مؤكدا أن ما جرى فى مدينة بنغازى الجمعة ماهو إلا «حرب فتنة» معربا عن أمله فى أن تصل ليبيا إلى بر الأمان. وفى سياق متصل طلب ما يسمى بالجيش الوطنى الليبى من المدنيين أمس مغادرة مناطق فى بنغازى قبل شن هجوم جديد على المتشددين الاسلاميين وذلك بعد يومين من سقوط عشرات القتلى فى أسوأ اشتباكات تشهدها المدينة الواقعة شرق ليبيا منذ شهور. وذكر شهود عيان أن عشرات العائلات حزمت أمتعتها وخرجت من المناطق الغربية من المدينة حيث دارت اشتباكات استمرت على مدى اليومين الماضيين بين مقاتلين إسلاميين وقوات الجيش الوطنى الليبى بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر . وقال حفتر الذى كان يرتدى زيا عسكريا إن قواته انسحبت بشكل مؤقت من بنغازى لاسباب تكتيكية، مؤكدا فى تصريحات للصحفيين فى ناد رياضى فى بلدة الأبيار الصغيرة الواقعة شرقى بنغازى :«سنعود بقوة.« وأضاف إن قواته بدأت هذه المعركة وستواصل حتى تحقق أهدافها.وقال إن الحكومة والبرلمان غير شرعيين لانهما أخفقا فى تحقيق الأمن. واتهم حفتر فى بيانه جزءا من السلطة بالتواطؤ مع الإرهاب، ونعتهم بقوله: «هم من تآمر بالأمس لتمرير مؤامرة التوريث معتبرا أن الشارع والشعب فى ليبيا معه ،وقال إن قواته انتشرت فى عدة مناطق بشرق ليبيا. وفى طرابلس قال نورى أبو سهمين رئيس المؤتمر الوطنى العام (البرلمان) فى ليبيا إن حفتر يحاول القيام بانقلاب موضحا فى مؤتمر صحفى أن قوات الجيش الوطنى الليبى التى شاركت فى الاشتباكات التى شهدتها بنغازى خارجة عن نطاق سيطرة الدولة الليبية وهى تحاول القيام بانقلاب لمصلحتها. فى الوقت نفسه التقى عبد الله الثنى رئيس الحكومة الليبيةالمؤقتة المكلف الليلة قبل الماضية ، سفراء كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا والاتحاد الأوروبى المعتمدين لدى ليبيا حيث أحاطهم علماً بالأوضاع الجارية فى ليبيا وخصوصاً فى مدينة بنغازي. وأوضح أن التحركات العسكرية التى جرت أمس بالمدينة هى خارج شرعية الدولة ومؤسساتها مما يعد انقلاباً على الشرعية وعلى ثورة السابع عشر من فبراير. وجدد السفراء وقوفهم ودعمهم شرعية الدولة واستمرار التعاون مع ليبيا فى إعداد وتأهيل الكوادر الأمنية والعسكرية الليبية لتسهم فى بسط الأمن فى جميع ربوع البلاد. وطمأن رئيس الوزراء المكلف السفراء بأن الحكومة تولى موضوع حماية البعثات الدبلوماسية فى ليبيا عناية فائقة وتتخذ جميع الاجراءات التى من شأنها تأمين الحماية لها.