مع اشتداد المعارك بين ما يسمى بالجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر وإسلاميين متشددين في مدينة بنغازي، غادرت عشرات العائلات المدينة أمس السبت، فيما واصلت حصيلة القتلى والجرحى ارتفاعها. طلب ما يسمى ب"الجيش الوطني الليبي" من المدنيين أمس السبت (17 مايو/ أيار 2014) مغادرة مناطق في مدينة بنغازي قبل شن هجوم جديد على المتشددين الإسلاميين، بعد يوم من سقوط عشرات القتلى في أسوأ اشتباكات تشهدها المدينة الواقعة في شرق ليبيا منذ شهور. وشوهدت عشرات العائلات وقد حزمت أمتعتها وهي تخرج من المناطق الغربية من المدينة، حيث دارت اشتباكات استمرت لساعات الجمعة بين مقاتلين إسلاميين وبين قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء المتقاعد المنشق خليفة حفتر. وقال حفتر، الذي كان يرتدي زياً عسكرياً، إن قواته انسحبت بشكل مؤقت من بنغازي لأسباب تكتيكية، مضيفاً، في مؤتمر صحفي بناد رياضي في بلدة الأبيار الصغيرة الواقعة شرقي بنغازي: "سنعود بقوة". وأكد حفتر أن الحكومة والبرلمان غير شرعيين لأنهما أخفقا في تحقيق الأمن. وأردف قائلاً إن الشارع والشعب في ليبيا معه، مشيراً إلى أن قواته انتشرت في عدة مناطق بشرق ليبيا. وفي طرابلس، قال نوري أبو سهمين، رئيس المؤتمر الوطني العام (البرلمان) في ليبيا إن حفتر يحاول القيام بانقلاب. وأضاف أبو سهمين في مؤتمر صحفي تلفزيوني إن قوات الجيش الوطني الليبي التي قامت باشتباكات في بنغازي خارجة عن نطاق سيطرة الدولة الليبية وهي تحاول القيام بانقلاب لمصلحتها. ارتفاع حصيلة القتلى هذا وأشار مسؤول في وزارة الصحة الليبية إلى ارتفاع عدد قتلى الاشتباكات في بنغازي إلى 43 قتيلاً وأكثر من مائة جريح. لكن حفتر قال إن 60 متشدداً وستة من جنوده قتلوا، كما أصيب 250 متشدداً و37 من رجاله. وذكر موقع اخباري ليبي في ساعة متأخرة من مساء السبت نقلاً عن بيانات رسمية إن 75 شخصاً قتلوا كما أصيب 141 آخرون. وقال مسعف في مستشفى استقبل 40 جثة على الأقل: "نستقبل المزيد من الجثث من مناطق خارج بنغازي". وكان الجيش الليبي قد أعلن منطقة حظر طيران فوق مدينة بنغازي، بعد أن استخدمت قوات حفتر ما لا يقل عن طائرة عمودية قتالية واحدة في القتال الذي وقع يوم الجمعة، حسبما ذكر بيان على موقع قيادة الأركان على الإنترنت. وتبذل بنغازي، التي كانت مركز الانتفاضة ضد نظام معمر القذافي، على وجه الخصوص جهداً لاحتواء العنف ومنع هجمات ينحى باللائمة فيها على "أنصار الشريعة"، التي يعمل أفرادها غالباً بشكل علني. وأدرجت واشنطن الجماعة على قائمة المنظمات الإرهابية. ويعتبر حفتر، قائد "الجيش الوطني الليبي" شخصية بارزة في انتفاضة 2011 التي أطاحت بالقذافي. وقد أثار شائعات عن وقوع انقلاب في فبراير/ شباط بظهوره بزي عسكري للدعوة إلى تشكيل لجنة رئاسية لإدارة البلاد حتى إجراء انتخابات جديدة.