الرئاسي المحتمل ألا تعلم انك بإقدامك علي هذه الخطوة قد وضعت نفسك بإرادتك في مرمي النيران الصديقة,وانك قد دلفت الي تلافيف أحلام المصريين وما أدراك ما أحلامها تلك التي ظلت عقودا طويلة يشيب لها الولدان ولم تتحقق ألا تعلم أيها المسكين أن أطفالهم يدخلون مدارسهم ويخرجون منها يا مولاي كما خلقتني لذا فلا تغضب منهم إن هم لم يفهموك, ألا تعلم أن شبابهم الفتي يقبعون في شوارع ومقاهي المحروسة كتماثيل صغيرة لكائنات فاشلة بالتخرج لذا لا تبتئس منهم إن هم أبدوا عدم رغبة في التعاون معك.ألا تعلم أن من يعمل منهم ينظر الي نفسه كشهيد في معركة خسارة مع الوطن فلا مال يكفي ولا تقدير يرجي فكن أنت الصدر الحكومي الحنون علي شهداء الوطن الذين مازالوا علي قيد الحياة ينتظرون الحياة. أيها المحتمل الرئاسي اعلم أن نساء الوطن قد تحولن الي وحوش كاسرة وقطط سوداء من قلة الحيلة وشح الأموال فهل لك من سبيل في عودتهن الي طبيعتهن الأولي؟ اعلم أن الزرع لم يعد مصريا وان الهواء قد أصبح مسموما وان النهر حزين وان النفوس قد ضعفت وان الأرواح قد شاخت وان أعداءك يقضون احلي واسعد أوقاتهم في رؤية مشاهد وطنك الممزق. هل ستقدر علي بناء وطن جديد يتعلم فيه الصغير كيف يبني وطنا كبيرا بحجم أحلامه الصغيرة ؟ هل ستقدر علي زرع تربة الوطن في قلوب تشققت من قلة الحنان؟ هل ستقدر أن تجعل من نساءنا مصابيح منيرة ومن رجالنا أشجارا تظلل عليهن حر الحياة؟ إن استطعت ذلك أو كان لديك رغبة حقيقية في خوض التجربة فاعلم أيها المحتمل الرئاسي أن الأيادي مرفوعة الي عنان السماء تدعو لك بالصلاح والنجاح وأنها متشوقة كي تشبك أصابعك معها في بناء وطننا الجديد فلا تخيب رجاء من ارتفعت أياديهم بالدعاء إليك وكن عند حسن ظن أعدائك بك من انك لن تترك لهم فرصة واحد كي يقتربوا من وطنك وعرينك وكن كما نريدك نجما عاليا في السماء تنير إن أظلمت الدنيا وشمسا مشرقه دافئة علي نهرك الباكي ومطرا غامرا علي أرضك ألعطشي كن كما أنت فنحن معك إن كنت معنا نحمي ظهرك إن تقدمتنا ندافع عنك إن حرصت علينا نموت فداء عنك إن حملت روحك علي كفك من اجل الوطن.