سنة أولى قصة.. باب جديد ينضم إلى ورشة "بص وطل" للقصة القصيرة سننشر فيه بالتتابع القصص التي تعدّ المحاولات الأولى للكتّاب في كتابة القصة البسيطة. تلك الكتابات التي لا تنتمي لفن القصة القصيرة بقدر ما تعد محاولات بدائية للكتابة.. سننشرها مع تعليق د. سيد البحراوي حتى تتعرّف على تلك المحاولات وتضع يدك على أخطائها.. وننتظر منك أن تُشارك أصحاب تلك المحاولات بالتعليق على قصصهم بإضافة ملاحظات إضافية حتى تتحقق الاستفادة الكاملة لك ولصاحب أو صاحبة القصّة.. "الصقور لن تحلّق منفردة" فى بلاد الدجاج التي لم تعد بلاداً للعلم ولا التقدم رحل ذلك الفذ فى فى صمت، ولأن الصقور لا تبيض إلا صقوراً ؛ خلفه صقران لا يقلا عنه قدرة فى التحليق إلى أبعد ما يكون، إلى بلاد الأحلام التي لا تظلها سماء ولا تقيدها حدود. أحلام كفيلة بمستقبل أفضل ليس للصقرين فقط بل للدجاج أيضاً . نعم الدجاج هكذا أسماهم الأب قبل أن يرحل. كبر الصقران ولم يتغير شئ فى بلاد الدجاج بل زاد الأمر سوءاً . فلم يعد أحد في بلاد الدجاج يعطي الصقرين قدرهما ؛ فلكل زمان صقوره. في احدى الأيام كان هناك الجديد؛ نظرة صقر محلق فى سماء الأحلام . حدثهما أن الصقور لا مكان لها على أرض الدجاج بل عليها أن تحلق عالياً إلى أبعد وأعلى ما يكون، إلى اللاممكن وإلى اللامعقول. (عليكما التحليق معى إلى سماء الأحلام ولا تطأ بلاد الدجاج مرة أخرى فللصقور أراض بلاد أخرى تحترمها وتعرف أهمية الصقور) لأول مرة فى حياة الصقرين يدب الخلاف ؛ الأصغر مع التحليق عالياً إلى عالم آخر يمكن فيه تحقيق الأحلام، أما الآخر ففي أرض الدجاج يريد أن يكمل. حضر الضيف مرة أخرى منتظراً الرد متمنياً أن لا يرتكبن حماقات الأب بالبقاء حتى الموت فى بلاد الدجاج. الأصغر سيحلق مع الضيف إلى سماء الأحلام أما الأكبر فلا. حين سأل الضيف عن سر رفض الأكبر، أجاب الأكبر -الصقر الأكبر: هل تعلم لماذا سمينا صقور؟ -الضيف: لأن الصقور تحلق عالياً وهذا هو حالنا بنو العلم لا بد وأن نحلق عالياً عالياً فى سماء بلاد العلم -الصقر الأكبر: معك حق أيها الضيف ولكن دعني أخبرك ما لم يخبرك إياه أبانا من قبل: ذات يوم جرف السيل عشاً لصقر من ربوة الجبل إلى سفحه حيث كانت مزرعة الدجاج . كان بالعش بيضتان سقطتا بين بيض الدجاج وعندما حان موعد فقس البيض خرج صقران إلى الحياة بصحبة الدجاج. قام الصقران يأكلا مما تأكل منه الدجاج ويمشيا مثل الدجاج، وعاشا طوال عمرهما لا يعلمان أنهما صقور لا دجاج. إلى أن حلق فوق سماء المزرعة صقر أدهشه ما يرى . كان عليه أن يهبط إلى أرض الدجاج محاولاً الإستفهام عما يرى. حدث الصقرين بأنهما صقران، وأن الصقور لا تحيا بين الدجاج بل تحلق عالياً عالياً إلى أعلى ما يكون إلى حيث سماء الأحلام، سماء الأمل، سماء الحرية. اقتنع أحدهما بكلام الصقر أما الآخر فرفض. أخذ الصقر يحلق إلى أعلى حاملاً الصقر الذي تخلى عن أرض الدجاج إلى أن ابتلعهما المجهول. أما الصقر الآخر فأخذ يتطلع إلى سماء الأحلام، ويتدرب على التحليق حيث سماء الأحلام. ومرة تلو مرة إلى أعلى وإلى أعلى. وظل هكذا إلى أن جاء اليوم الذي لم يحلق فيه وحيداً بل حلق وبصحبته الدجاج إلى سماء الأحلام مخلفين أكواماً من ذكريات أيام الأرض ومتطلعين إلى سماء الأحلام التي لم تخلق للصقور وحدها بل خلقت ليحلم الجميع . -الضيف: هذا هراء ؛ فالدجاج لم ولن يصل إلى سماء الأحلام -الصقر الأكبر: الهراء هو أن أحلق معك . فلتحلق بأخي بعيداً أما أنا فلا. -الصقر الأصغر: لا لن أحلق بعيداً عن أرض الدجاج، ولتعلم أيها الضيف أن الصقور لن تحلق منفردة. شريف عبد العزيز التعليق: فكرة القصة ممتازة، لكنها أقرب إلى القصة التي تهدف إلى الموعظة، وهذا نوع أدبي معترف به تحت اسم الأمثولة أو Allegory، في حين أن القصة القصيرة تجسيد للحظة أزمة بلغة مكثفة. أهلاً بك في الورشة. د. سيد البحراوي أستاذ الأدب العربي الحديث بكلية الآداب، جامعة القاهرة