في لقاء شبابي مصري صميم تطرق الحديث إلي القدرات الشخصية لكل منا، والتفاعل الإيجابي، والمبادرة الشخصية.. وإذا بالشباب الحضور يتحدثون بروح انهزامية وبنوع من انعدام الثقة وهروب روح الإيمان بالذات.. والسبب في هذا التشاؤم ليس واضحا.. هل لا نقوم كأجيال أكبر بتشجيع الصغار والشباب والتأكيد علي قدراتهم وإمكانياتهم المتميزة؟ هل يخطئ بعض المسئولين عن التعليم والتنشئة والتربية ويحطمون نفسية الصغار بتسويد المستقبل في عيونهم والإيحاء لهم بأنهم لم يتعلموا ولا تثقفوا وليس فيهم رجاء ولا أمل؟ بدا لي من كلمات كثيرين من هؤلاء الحضور أن هذا هو ماحدث معهم.. فبعضهم قد سمع كلمات محبطة من والديه أو أحدهما.. وآخرون دأبوا علي سماع التوبيخ والتقريع والنعوت بالغباء وعدم الفهم من مدرسيهم وأساتذتهم.. بل اتخذ بعض الشباب موقفا سلبيا من أنفسهم بناء علي ما يقرأون في الصحف وما يشاهدون من برامج تدعو في مجملها إلي اليأس وتقاوم أي بادرة إيجابية وتصفها بالسذاجة والجري وراء الأحلام وعدم النظر إلي الواقع المظلم.. ولكن واحداً من الحضور كان مبشرا بالأمل، وحكي قصة النسور والدجاج، وقال: يحكي أن نسراً كان يعيش في أحد الجبال ويضع عشه علي قمة إحدي الأشجار، وكان عش النسر يحتوي علي 4 بيضات، ثم حدث أن هز زلزال عنيف الأرض فسقطت بيضة من عش النسر وتدحرجت إلي أن استقرت في قن للدجاج.. وظنت الدجاجات بأن عليها أن تحمي وتعتني ببيضة النسر هذه، فتطوعت دجاجة كبيرة في السن للعناية بالبيضة إلي أن تفقس.. وفي أحد الأيام فقست البيضة وخرج منها نسر صغير جميل، ولكن هذا النسر بدأ يتربي علي أنه دجاجة.. وأصبح يعرف أنه ليس إلا دجاجة.. وفي أحد الأيام وفيما كان يلعب في ساحة قن الدجاج شاهد مجموعة من النسور تحلق عالياً في السماء.. تمني هذا النسر لو يستطيع التحليق عالياً مثل هؤلاء النسور لكنه قوبل بضحكات الاستهزاء من الدجاج قائلين له: ما أنت سوي دجاجة.. ولن تستطيع التحليق عالياً مثل النسور.. وبعدها توقف النسر عن حلم التحليق في الأعالي، وآلمه اليأس ولم يلبث أن مات بعد أن عاش حياة طويلة مثل الدجاج.. انتهت القصة التي تميز بين النسور والدجاج.. وتظهر الفرق بين النسور التي تحلق في سماء الاكتشافات وأفق التفوق.. والدجاج القانع بالأرض ومحدودية مكانه وإمكانياته.. والفكرة الرئيسية هي في اختيارك أنت إما أن تكون نسرا أو تكون كالدجاج.. مع أنك قد تمتلك كل إمكانيات النسر في التحليق عاليا.. ولكنك إن ركنت إلي واقعك السلبي تصبح أسيراًً لما تؤمن به.. وتكون حينئذ كالدجاج السلبي الذي لا يؤمن بإمكانياته في الطيران فتحيا وتموت دون تأثير فيمن حولك ولا إنجاز لنفسك.. أما إذا كنت نسراً وتحلم أن تحلق عالياً في سماء النجاح، فتابع أحلامك ولا تستمع لكلمات الدجاج الخاذلين لطموحك ممن حولك.. حيث إن القدرة والطاقة علي تحقيق ذلك متواجدتين لديك.. واعلم بأن نظرتك الشخصية لذاتك، وطموحك هما اللذان يحددان نجاحك من فشلك.. لذا فاسع أن تصقل نفسك، وأن ترفع من احترامك ونظرتك لذاتك فهي السبيل لنجاحك، ورافق من يقوي عزيمتك، لا من ينتقص من عزمك.. أعجبتنا القصة وتعليق صاحبها.. ولكن أفضل ما في القصة هو إيمان صاحبها بمعانيها ومدلولها.. وكأنه نسر قد سقطت بيضته وسط هؤلاء الدجاج، ولكنه لم يستمع لهم كما في القصة، بل صار يحمسهم ليحلقوا معه عاليا ربما يكتشفون قوة أجنحتهم هم أيضا..