لحظةٌ واحدة.. ذكّرته بأجمل لحظات البراءة.. وذكرى أول دقة قلب.. نفسٌ عميق.. تنهيدةُ حبٍ تعيده لنبض أولى كلمات خطاب غرامه الأول من الحبيبة ابنة الجيران.. إحساس عاش فيه ومعه.. آه يا قلبى ماذا أقول؟! لم تبلغ عامها الرابع عشر بعد، تقول: (يسعدنى قربك لأنى أحبك فجُد بربك بعطفك.. وحياتك يا قلبى ولُبى وعقلى لازم تذكرنى.. فإن خنتنى، تزيد أشجانى) كلمات رقيقة ناعمة كُتبت على هامش كراسة الواجب.. حالة من النشوة والسعادة عشتُها عندما قرأتُ الرسالة.. أخذتنى الحماسة لفكرة لقاء الحبيبة.. سألتُها اللقاء فوافقت على الفور.. وفى متنزه طنطا مدينتى الجميلة، كان أول لقاء حب فى حياتى.. مازلتُ أتذكر تردُدّ خطوات حبيبتى وقلقها وهى قادمة.. ترتدى ملابسّ بألوان الطبيعة المُبهجة.. فستان مشجر «تايبست مكشكش» على أحدث موضة.. وقفت على باب المتنزه تُفكر فى العودة.. أسرعتُ باللحاق بها قبل أن تُغيرَ رأيها قطعت تذاكر الدخول لنزهة.. التذكرة بخمسة مليمات.. الفستان والمكان وساعة المغربية.. روعةٌ لا تحتاج إلى كلام.. حالةٌ من الربكة والخوف والقلق خوفًا من أن يراها أحد.. نفس الخوف والقلق عشته لأجلها! أيام وشهور قليلة عشتها مع أول دقة قلب.. عشت متعةَ قصة حبى الأول.. قبل أن يتركها قلبى ليغرد ويتحول بمشاعره ودقاته إلى حبيبة أخرى..! ورغم مرور السنوات وتجدد قصص الحب وتبدلها من هذه لتلك.. فإن قصة أول حب.. وأول دقة قلب لا تُنسى.. لها مكانتُها فى الذاكرة لأنها كانت ذات طعمٍ ونكهةٍ لا تزول بمرور الأيام، عندما نتذكرها تعيدُ لنا لحظات نشوة براءة هذا الحب الذى اعتقدنا أنه بإمكاننا التضحية بحياتنا لأجله.