هل هناك معايير ثابتة للجمال أم أن هذه المعايير تختلف من بلد لآخر؟ وهل هناك مواصفات أخرى للجمال يراها المتخصصون بخلاف تلك التى نعرفها؟ وهل اتجه أطباء الجلدية لعمليات التجميل أكثر من اتجاههم لمعالجة الأمراض الحقيقية؟ أسئلة كثيرة عن الجمال تم طرحها من خلال مؤتمر علمى عقد بالقاهرة نظمته جمعية طبيب الأسرة، وعن التجميل بين الوهم والحقيقة تحدث د. جلال العنانى أستاذ الأمراض الجلدية بجامعة القاهرة ورئيس المؤتمر، مشيرا إلى أن أطباء الأمراض الجلدية قد اتجهوا إلى عمليات التجميل أكثر من معالجتهم الأمراض الحقيقية، وهذا يحدث فى جميع أنحاء العالم وليس فى مصر فقط، والنساء هن أكثر إقبالا على هذه العمليات،التى توصلت أحدث الأبحاث إلى نجاحها فى تأخير آثار العمر على الجلد بشكل عام والوجه بشكل خاص، وأضاف أن عمليات التجميل لها مردود على فرص العمل وبالتالى على الدخل المادى للفرد. د.صفوت عبد القادر أستاذ جراحة التجميل بجامعة القاهرة يصف الجمال بأنه التناسق، فتصغير الأنف كما يقول لا يليق على كل الوجوه ، وإن البعض يبيع الوهم الذى قد يتسبب فى حدوث مشاكل كبيرة، وأن الثقة بالنفس من أهم مكونات الجمال، كما أن كل فئة عمرية لها جمالها الخاص بها، ولا يمكن لامرأة فى عمر السبعين أن يكون وجهها فى العشرين، رغم أن ذلك قد يكون حلما لكثيرات ممن زحفت مظاهر الشيخوخة على ملامحهن. هذا الحلم قد يستغله البعض و يوهمون الراغبات فى استعادة الشباب ويدخلون إليهن من باب الدجل والشعوذة، وهو ما يحذرنا منه د. حامد عبد الله أستاذ الأمراض الجلدية بجامعة القاهرة، وينبه إلى دور الطبيب فى حماية المرضى من هذا الدجل، ومن جهة أخرى يعرب عن رفضه لإعلان الطبيب عن نفسه لأن ذلك يتعارض مع ميثاق الشرف الطبى إلا فى حالات معينة مثل افتتاح عيادته الخاصة أو عودته من السفر، وأكد أهمية دور الإعلام الحكومى الذى يجب أن يكون ظهور الطبيب فيه من خلال البرامج الطبية العلمية التى تهتم بتوعية المريض بالمنهج العلمى - فالطبيب هو الشخص الوحيد الذى يجب أن يتعامل مع المريض- وألا يتم صرف الدواء إلا من خلال الصيدلي. ولأن الشعر من مقومات الجمال فقد تم مناقشة الجديد فيه بالمؤتمر،وهو استخدام الخلايا الجذعية ودورها فى معالجة الأمراض الجلدية حيث تحدث د.محمد هانى التونسى أستاذ الأمراض الجلدية بجامعة المنيا عن استخدامها فى نمو الشعر وإزالة حب الشباب وشد الجلد بعد فترة الحمل، وقال إنها تستخدم أيضا فى حالات التجميل من آثار الحروق وذلك باستخدام رقعة جلدية لإصلاح آثار التشوه، والخلايا الجذعية عبارة عن إعادة نمو الخلايا نفسها لإنتاج جزيئات بيولوجية، ومن أهم الإنجازات للخلايا الجذعية فى الأمراض الجلدية هو علاج مرض التحلل الجلدى والتأثير النفسى الكبير على المريض. أما إذا كان المريض مصابا بفيروس «سي» فينصح د.عبد الله عطية أستاذ الأمراض الجلدية بجامعة المنوفية بضرورة إخبار المريض للطبيب المعالج بإصابته بالمرض،لأن كل الأدوية مصبها هو الكبد وهنا يجب تقليل الجرعات المقررة حتى لا يزيد الأمر سوءا، وفى بعض الأحيان يصاب الشباب بهذا الفيروس دون سن الزواج ولأن لهم الحق فى الزواج والإنجاب وتؤثر الإصابة بالمرض على الخصوبة فيجب على الطبيب أن يشرح للمريض الأدوية المناسبة.