لأول مرة منذ ثلاثين عاما من عودة سيناء يأتى الحديث عن استصلاح وزارعة 250 ألف فدان فى منطقة رابعة وبئر العبد شمال سيناء. هذه المساحة من الاراضى سيتم توزيعها على أساس 20 ألف فدان لأبناء سيناء و60 ألفا للفلاحين وشباب الخريجين .. لقد ظلت سيناء سنوات طويلة تبحث عن تنمية حقيقية ولم يكن النظام الأسبق جادًا فى أى وقت من الأوقات فى تنمية سيناء بإستثناء مجموعة المنتجعات التى أقامها عدد محدود من رجال الأعمال على شواطىء البحر وفى المناطق السياحية .. بقيت سيناء بلا تنمية حتى قال البعض أن أمريكا وإسرائيل وراء وقف تنمية سيناء لأن سيناء الخالية أكثر أمانا لإسرائيل .. وحين أعلنت الحكومة المصرية فى التسعينيات مشروع تنمية سيناء تصور المصريون أن ثلاثة ملايين مواطن مصرى سوف ينتقلون إلى سيناء لإقامة مجمعات عمرانية جديدة مع التوسع فى استصلاح الأراضى لتصل المساحة المزروعة إلى نصف مليون فدان من مياه ترعة السلام التى تكلفت أكثر من 400 مليون جنيه .. أن المواجهة التى تدور الآن بين الجيش المصرى وقوات الشرطة وحشود الإرهاب فى سيناء تؤكد أن المصريين عائدون إلى سيناء بالتنمية والاستقرار والحماية. عانت سيناء من عهدين عهد تركها بلا تنمية وتحولت إلى موطن للإرهاب وعهد آخر كان يتصور أن تكون جزءا من حل القضية الفلسطينية بالتفاوض مع حماس .. العهد الأول ترك سيناء خاوية على عروشها والعهد الثانى حاول إن يبيع جزءا منها .. والآن هناك قوى دولية لا يرضيها أبدًا أن تعود سيناء إلى مصر أن تنمية سيناء تمثل تهديدًا لإسرائيل كما يتصور البعض لأنها تريدها بلا بشر أو عمران أو تنمية والغريب أن أمريكا تؤيد هذا الرأى وكانت تتصور أن تقام دويلة صغيرة فى سيناء لاحتواء القوى الإسلامية الإرهابية فى العالم كله حتى يمكن حصارها بعيدًا عن العالم المتقدم .. بعد أن تنتهى مصر من معركة الإرهاب فى سيناء وقد اقتربت سوف تبدأ رحلة بناء سيناء من جديد لتصنع مستقبلا جديدًا لكل المصريين.. http://[email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة