لا يمكن لنا ان نتجاهل ما يحدث في سيناء من جرائم.. في كل يوم جريمة جديدة يسقط فيها الشهداء دون تحديد للمسئولية أو كشف عن تلك العناصر الإجرامية التي تعبث في هذه القطعة العزيزة من ترابنا الوطني.. هناك من يقول انها عناصر من القاعدة وهناك من يؤكد انها تنظيم الجهاد وهناك من يشير إلي إسرائيل ولكن أين الحقيقة لا أحد يعرف ماهي الأيدي التي تعبث في سيناء بهذه الصورة وما هو الهدف من ذلك.. لا يمكن ان نفصل هذه الجرائم عن خطأ أكبر وقعت فيه الحكومات المصرية وهو إهمال سيناء منذ تحريرها وحتي الآن.. من يصدق ان عدد السكان في سيناء لا يزيد علي300 الف مواطن وهذا العدد يعيش في حي صغير من أحياء القاهرة أو الأسكندرية.. هل يعقل ذلك ونحن امام أكثر من60 الف كيلو متر مربع من الأراضي الخالية التي تغري كل محترفي الإجرام.. وهل عجزت الحكومات المصرية خلال ثلاثين عاما عن ترحيل مليون مواطن من الدلتا إلي سيناء ولماذا هذا السكوت المريب.. لقد توقفت خطة تنمية سيناء أكثر من مرة ورغم توصيل مياه النيل إلي وسط سيناء من خلال ترعة السلام لم يتم استصلاح أكثر من30 الف فدان من مشروع ضخم كان يستهدف زراعة400 الف فدان.. والآن وقفنا حائرين امام جرائم يومية واعتداءات صارخة علي ارواح جنودنا علي الحدود.. إن الواضح الآن ان هناك خطة لتفريغ سيناء من سكانها لأهداف غير واضحة فماذا ننتظر بعد ذلك كله وهل يمكن تجاهل كل هذه الأحداث الدامية.. أين قبائل سيناء العريقة وأين مشايخها وعائلاتها واين الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لإعادة التواصل مع اهالي سيناء وهم حماتها الحقيقيون.. إن الانتظار علي هذه الجرائم والسكوت عليها خطأ كبير والمطلوب الآن خطة سريعة لاستعادة الأمن والبدء في مشروعات التنمية المؤجلة من سنوات وقبل هذا كلة انتقال مليون مصري إلي هناك لأنهم الضمان الحقيقي لبقاء سيناء أرضا مصرية. http://[email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة
